في إنجاز طبي وعلمي غير مسبوق، استطاعت مستشفيات جامعة قناة السويس أن تحقق نقلة نوعية في الخدمات الطبية المقدمة لإقليم القناة وسيناء، وذلك تحت قيادة الأستاذ الدكتور أحمد أنور عبدالغني، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة قناة السويس، فقد شهدت الفترة الأخيرة نجاحًا لعدد من العمليات الدقيقة التي تُجرى لأول مرة في المستشفيات الجامعية المصرية، واعتماد وحدة السكتة الدماغية كمركز أساسي معتمد دوليًا من المنظمة العالمية للسكتة الدماغية (WSO)، إضافة إلى القضاء تمامًا على قوائم الانتظار، والتوسع في برامج الرعاية الصحية المتكاملة بالتعاون مع الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل.
وفي حوار خاص لـ "الفجر"، يكشف الدكتور أحمد أنور عن تفاصيل هذه الإنجازات، وخططه الطموحة لتطوير التعليم الطبي، ودعم البحث العلمي، وتعزيز مكانة المستشفيات الجامعية كركيزة أساسية في المنظومة الصحية المصرية، وإليكم نص الحوار:
■ بدايةً، دكتور أحمد.. ما الذي تضعه على رأس أولوياتك منذ توليك عمادة كلية الطب بجامعة قناة السويس؟
- د. أحمد أنور: يأتي في المقدمة ملف الخدمة الطبية والتعليمية؛ فالكلية ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل هي مستشفى جامعي يعالج آلاف المرضى ويؤهل أجيال الأطباء، لذلك ركزنا على تطوير البنية التحتية، تمكين الطلاب، ودعم البحث العلمي، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
■ شهدنا مؤخرًا نجاح عمليات دقيقة لأول مرة في المستشفيات الجامعية المصرية.. ما أبرزها؟
- د. أحمد أنور: بالفعل نجح فريقنا في إجراء أول عملية استئصال ورم دماغي بتقنية “الاستيقاظ أثناء الجراحة”، وهي سابقة على مستوى الجامعات المصرية. كما أجرينا عملية Bentall المعقدة لإنقاذ حياة مريض في حالة حرجة، وهي من أصعب جراحات القلب المفتوح عالميًا. هذه النجاحات جاءت بفضل تكامل الفرق الطبية وتوافر الإمكانات الحديثة.
■ تحدثتم عن القضاء على قوائم الانتظار.. كيف تحقق ذلك؟
- د. أحمد أنور: وضعنا خطة عاجلة لزيادة الطاقة الاستيعابية، عبر تطوير غرف العمليات وإنشاء 9 كبسولات جراحية حديثة، وإضافة 16 سرير عناية مركزة، مع تطوير وحدة التعقيم المركزي، وكل ذلك أسهم في إنهاء قوائم الانتظار بشكل كامل.
■ مستشفيات الجامعة كان لها دور وطني بارز في استقبال مصابي غزة.. كيف تمت إدارة هذا الملف؟
- د. أحمد أنور: تحملنا هذه المسؤولية بتكليف من المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، حيث استقبلنا الحالات الحرجة التي تحتاج إلى جراحات دقيقة مثل المخ والأعصاب والصدر، وتعامل الفريق الطبي بكفاءة عالية، ما يعكس التزام الجامعة بدورها الإنساني والوطني.
■ وحدة السكتة الدماغية حصلت على اعتماد دولي من WSO.. ما أهمية هذا الإنجاز؟
- د. أحمد أنور: الاعتماد يُعد تتويجًا لجهود جماعية استوفت جميع المعايير العالمية في التعامل مع السكتات الدماغية، وهذا يضع مستشفيات قناة السويس في مصاف المراكز الدولية المعتمدة، ويعزز ثقة المرضى في مستوى الرعاية المقدمة.
■ وماذا عن التعاون مع الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل؟
- د. أحمد أنور: وقعنا بروتوكول تعاون استراتيجي يعكس التزامنا بدعم الدولة في تحقيق رعاية صحية شاملة، والمستشفيات الجامعية حصلت على شهادات اعتماد من هيئة الرقابة الصحية، ما يؤهلها لتقديم خدمات طبية عالية الكفاءة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.
■ هل هناك خطط خاصة بالطلاب والوافدين؟
- د. أحمد أنور: نعم، لدينا وحدة للوافدين تقدم خدمات متميزة، ونحرص على الأنشطة الطلابية، والزيارات الميدانية، والتدريب العملي. كما نصدر مجلة علمية متخصصة، ونعقد ملتقيات ثقافية لتعريف الطلاب الوافدين بالكلية ومميزات الدراسة بها.
■ كلمة أخيرة للعاملين بالمستشفيات الجامعية؟
- د. أحمد أنور: هم شركاء النجاح الحقيقيون. لذلك قررنا صرف مكافآت مالية لكل العاملين – أطباء، تمريض، إداريين وعمال – تقديرًا لدورهم في خدمة المرضى. ونحن ماضون نحو اعتماد باقي الأقسام الطبية ضمن منظومة الرعاية الصحية الشاملة.
وبهذه الرؤية الشاملة والإنجازات الميدانية، يثبت الدكتور أحمد أنور أن مستشفيات جامعة قناة السويس ليست مجرد صرح طبي، بل نموذج وطني يُحتذى به في الجمع بين التعليم الطبي، والبحث العلمي، والرعاية الصحية المتقدمة، لتبقى دائمًا في خدمة المواطن المصري وإقليم القناة وسيناء.
0 تعليق