كنيسة أنجليكانية تقع في حي الشيخ جراح (شمالي البلدة القديمة) في القدس، وهي مركز ديني وإداري هام للطائفة الأنجليكانية بالأراضي المقدسة. وقد شُيّدت أواخر القرن الـ19 فترة الحكم العثماني، وكان لها دور بارز أثناء الانتداب البريطاني.
التأسيس والموقع
تأسست كنيسة سان جورج عام 1898 بمبادرة من الكنيسة الأنجليكانية في إنجلترا، لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط، واختيرت القدس مركزا لأبرشية جديدة تغطي مناطق واسعة تشمل الأردن ولبنان وسوريا والعراق وقبرص.
وتقع الكنيسة ضمن مجمع كنسي كبير في حي الشيخ جراح، ويضم إلى جانب الكاتدرائية مركزا للضيافة ومقرا لقيادة الأبرشية، ويجاورها قصر الأسقفية الأنجليكانية.
العمارة والاستخدام
شُيدت الكنيسة على مرحلتين وفق الطراز النيو-قوطي الإنجليزي الذي يتميز بالأقواس المدببة والنوافذ الزجاجية الملونة المستوحاة من الكنائس الأوروبية في العصور الوسطى.
واكتمل بناء المرحلة الأولى منها عام 1898، في حين أُنجزت الإضافات الثانية، ومنها المذبح والكنائس الصغيرة، عام 1910.
وأُعيد ترميمها لاحقا وأضيف إليها أرغن كبير من صناعة شركة ريجر النمساوية عام 1984، وصُمم خصيصا لتحمّل الظروف المناخية القاسية في القدس.
وفي فترة الانتداب البريطاني (1917-1948) استُخدمت كنيسة سان جورج كنيسة رسمية للمندوب السامي البريطاني، وأقيمت فيها طقوس دينية ومراسيم زواج لقيادات بريطانية.
الأنجليكانية في القدس
تمثل كنيسة سان جورج الكاتدرائية الرئيسية لأبرشية القدس التابعة للطائفة الأنجليكانية، وهي طائفة بروتستانتية انبثقت من كنيسة إنجلترا في القرن الـ16 بعد الانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية.
وتضم الأبرشية حتى عام 2025 نحو 7 آلاف من الأتباع، موزعين في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا وقبرص، وتشرف على 28 رعية يديرها أكثر من 30 كاهنا، وتقدم خدمات تعليمية وصحية في مؤسسات يعمل بها نحو 1500 موظف.
وقد سعت الكنيسة الأنجليكانية منذ تأسيسها في القدس إلى أن تكون قوة دينية موازية للنفوذ التاريخي للكاثوليك والكنائس الأرثوذكسية، وركزت في خطابها على قيم المصالحة والانخراط المجتمعي.
العمل الاجتماعي ودعم اللاجئين
مع اندلاع حرب 1948 ونكبة الشعب الفلسطيني، قدّمت الكنيسة دعما للاجئين عبر خدمات إنسانية وروحية، وأسهمت في توفير ملاذات مؤقتة لهم.
إعلان
وعام 1958، رُسّم القس نجيب قبعين باعتباره أول أسقف عربي للكنيسة الأنجليكانية في القدس، وتلاه القس فائق حداد عام 1976 والذي كان أول أسقف فلسطيني ركز على خدمة الفئات المهمشة واللاجئين.
في 13 مايو/أيار 2021، نُصّب المطران حسام نعوم رئيسا لأساقفة القدس، بعد أن شغل منصب الأسقف المعاون لنحو عام.
وقد استلهم شعاره من إنجيل يوحنا "أتيت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" ويُعرف بدوره في تعزيز حضور الكنيسة في النقاشات الدينية والاجتماعية بالمدينة، خاصة قضايا العدالة والسلام.
0 تعليق