عاجل

كيف يجذب الإعلام انتباه الجمهور مع تجنب الإفراط بإرسال الإشعارات؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عثمان كباش

27/8/2025-|آخر تحديث: 16:14 (توقيت مكة)

تبحث كثير من وسائل الإعلام، في إطار تقليل اعتمادها على المنصات، بشكل متزايد عن طرق لبناء علاقات أكثر مباشرة وذات مغزى مع الجمهور. وحسب الكاتب نيك نيومان، فإن التنبيهات أو الإشعارات التي ترسلها تلك المؤسسات عبر الهاتف المحمول أثبتت أنها واحدة من أكثر الطرق فعالية للقيام بذلك، إذ تضاعف استخدام الإشعارات الإخبارية الأسبوعية 3 مرات في عديد من البلدان خلال العقد الماضي.

وتقول وسائل الإعلام إن التنبيهات الإخبارية تشجع على تكوين عادة متابعة الأخبار، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الولاء للمؤسسة الإعلامية المعينة، وفي النهاية إلى الميل إلى الدفع مقابل الأخبار.

ولكن في الوقت نفسه، يقول عديد من المستهلكين إنهم أصبحوا مرهقين من الإشعارات التي تصلهم عبر الهاتف المحمول ومن جميع الأنواع.

ونبه نيومان -في مقال له بموقع معهد رويترز للصحافة- إلى ضرورة تحقيق التوازن بين إبقاء جمهور وسائل الإعلام على اطلاع من دون إزعاجه أو تشتيت انتباهه بشكل مفرط.

وأشار إلى أن استخدام تنبيهات الأخبار على الهواتف المحمولة نما بشكل كبير خلال العقد الماضي، جنبا إلى جنب زيادة الاعتماد على الهواتف الذكية والتطبيقات. فعلى سبيل المثال، نما الاستخدام الأسبوعي للتنبيهات في الولايات المتحدة من 6% إلى 23% منذ عام 2014 ومن 3% إلى 18% في المملكة المتحدة. وفي الوقت نفسه، هناك استخدام أعلى للتنبيهات المتعلقة بالهواتف المحمولة في أجزاء كثيرة من جنوب الكرة الأرضية، حيث الهواتف الذكية هي نقطة الوصول السائدة إلى الإنترنت.

إحدى بوابات الوصول إلى الأخبار

وحسب الكاتب، فإن الإشعارات -إلى جانب النشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني- تعد من الآليات التي تستخدمها وسائل الإعلام لتعزيز التواصل مع الجمهور.

وتعمل التنبيهات الإخبارية عبر الهاتف المحمول بشكل جيد مع جميع الفئات العمرية والأجناس، في حين أن النشرات الإخبارية البريدية، التي أثبتت أيضا فعاليتها الكبيرة لعديد من الناشرين في بناء الولاء، تميل إلى الأداء بشكل أفضل مع الفئات الأكبر سنا.

إعلان

وتستخدم التنبيهات الإخبارية في جميع البلدان بشكل أساسي من قبل أولئك الذين لديهم بالفعل اهتمام كبير بالأخبار، ويستخدم معظم الناس التنبيهات الإخبارية جنبا إلى جنب أشكال أخرى من وسائل الإعلام، وليس كبديل لها.

من منظور الجمهور، تعد التنبيهات طريقة سهلة للبقاء على اطلاع على آخر المستجدات، فضلا عن توسيع الآفاق إلى ما وراء الأخبار العاجلة. ومع ذلك، لا تحظى هذه التنبيهات بالتقدير عندما تستخدم عناوين مثيرة للغاية، أو عندما يرسل الناشرون عددا كبيرا من التنبيهات التي لا تبدو ذات صلة، حسب نيومان.

الجمهور يبحث عن تنبيهات من وسائل إعلام إخبارية موثوقة تتمتع بسمعة طيبة في مجال الأخبار العاجلة (شترستوك)

في بعض البلدان، مثل المملكة المتحدة، يبحث الناس عن تنبيهات من وسائل إعلام إخبارية موثوقة تتمتع بسمعة طيبة في مجال الأخبار العاجلة وسجل حافل بالدقة. وقد يمنح هذا تلك الوسائل ميزة كبيرة، ولكن في أماكن أخرى، يمكن أن تأتي تنبيهات الأخبار العاجلة من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الفيديو وتطبيقات التجميع. تميل هذه التنبيهات إلى أن تكون مخصصة، وغالبا ما تقدم مجموعة أوسع بكثير من القصص، حتى لو كانت بعض المصادر أقل موثوقية.

لقد أصبحت المنافسة في مجال التنبيهات أو الإشعارات أكثر حدة، حيث تتنافس مؤسسات الأخبار على جذب الانتباه مع تحديثات من شبكات التواصل الاجتماعي المتعددة والألعاب وتطبيقات الترفيه. وفي هذه البيئة التي تزخر بالخيارات، ستحتاج المؤسسات الإخبارية إلى أن تكون أكثر ذكاء في كيفية وموعد استخدامها للتنبيهات للحفاظ على تفاعل المستخدمين دون دفعهم إلى إلغاء الاشتراك.

ويقول نيومان إن الجمهور يريد محتوى أكثر تخصيصا وأكثر صلة، ولكنه لا يريد أيضا أن يفوت الأخبار المحلية والدولية المهمة. ويريد البعض الأخبار العاجلة فقط، بينما يفضل آخرون تلقي تنبيهات بشأن الأخبار الخفيفة أو الأخبار المتخصصة. وسيتطلب التوفيق بين هذه الدوائر المختلفة فهما أعمق لاحتياجات الجمهور المتنوعة للغاية، ومن ثم تغيير المحتوى والشكل والوقت وفقا لذلك.

إستراتيجية تحقق الهدف

وتسعى النقاط الآتية إلى تقديم إستراتيجية تحقق الهدف من إرسال الإشعارات، وفي الوقت نفسه تحافظ على ولاء جمهور وسائل الإعلام:

ماذا نرسل؟

– الأخبار العاجلة: التي تحمل معلومات أساسية تهم الجمهور ويرغب في معرفتها بشكل عاجل، مثل الأخبار المتعلقة بتطورات الطقس، وأخبار الشرطة والدفاع المدني عن أحداث معينة مثل إغلاق الطرق وأخبار الحرائق، إلى جانب نتائج الانتخابات.

– التطورات الأخرى: التي ليست بالضرورة أخبارا عاجلة، ولكنها مهمة للجمهور ويرغب في الوصول إليها.

– المواد المميزة: التي تنتجها وسائل الإعلام، خاصة المواد الشارحة، والموضوعات الصحفية الأخرى التي تغطي مجالات أخرى غير الأخبار.

كيف نرسل؟

هناك عبارة تحضر بقوة عند الحديث عن كيفية وحجم إرسال الإشعارات وهي: " كثيرها مزعج" (Too much is annoying)، خاصة في حالة الأخبار العادية، وذلك خشية الحصول على نتيجة سلبية، فالجمهور قد يتخلى عن متابعة الوسيلة الإعلامية التي تمطره في كل ساعة بموضوع، ربما لا يكون مفيدا.

إعلان

كم خبرا أو موضوعا نرسله في اليوم؟

هناك عبارة تحضر بقوة عند الحديث عن كيفية وحجم إرسال الإشعارات وهي: "كثيرها مزعج"

بواسطة تقرير إخباري

وفي هذا الخصوص فإن نيويورك تايمز تتبع سياسة تقوم على إرسال ما لا يزيد على 7 إشعارات في اليوم.

ما الوقت المناسب لإرسال الإشعارات؟

ترى بعض المؤسسات الإعلامية أن الوقت المناسب لإرسال الإشعارات هو بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي وعودة الناس إلى منازلهم، لكن ثمة من يرى أن الأمر ليس بتلك الصرامة، فهناك إمكانية لإرسال الإشعارات في أي وقت، خاصة الأخبار العاجلة التي ستصبح بلا معنى في حال تأخيرها.

لا تنس استخدام الرابط

يرى كثيرون ضرورة تحقيق غرضين من عملية إرسال الإشعارات إلى الجمهور:

الأول: تقديم معلومات محددة في وقت محدد إلى الجمهور.

الثاني: جذب جمهور جديد إلى الموقع، وزيادة حركة المرور.

وعليه، فلا بد من تقديم رابط يحيل إلى مزيد من المعلومات بالنقر عليه، وفي حال إرسال إشعارات بالأخبار العاجلة وعدم توفر مزيد من المعلومات بشأنها، فلا بد من الإشارة إلى أن المزيد سيرسل حال توفره.

0 تعليق