براك يشعل غضب الصحفيين اللبنانيين بعد وصف سلوكهم بـ"الحيواني" - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مراسلو الجزيرة نت

نجية دهشة

Published On 27/8/202527/8/2025

|

آخر تحديث: 20:11 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:11 (توقيت مكة)

بيروت- أشعل الموفد الأميركي إلى لبنان، توماس براك، موجة من الغضب والانتقادات الواسعة، بعد توجيه عبارات اعتبرها لبنانيون "مهينة" بحق الصحفيين، خلال مؤتمر عقده بالقصر الجمهوري في بيروت، أمس الثلاثاء، عقب لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون ضمن وفد أميركي رفيع المستوى.

وجاءت تصريحات براك -الذي حذَّر الصحفيين من إثارة الفوضى والتصرف بـ"السلوك الحيواني"- في سياق تداخل أصوات الإعلاميين أثناء محاولة الحصول على تصريحات منه ومن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، مهددا بإنهاء المؤتمر إذا استمر الوضع "الفوضوي".

وقال براك مخاطبا الصحفيين "سنضع مجموعة مختلفة من القواعد هنا.. أريدكم أن تصمتوا للحظة". وأضاف "في اللحظة التي يصبح فيها هذا الوضع فوضويا، وأقرب إلى السلوك الحيواني، سنغادر".

كما دعاهم للتحلي بـ"التصرف المتحضّر، اللطف والتسامح" مشيرا إلى أن عدم الالتزام بهذه القواعد يُمثِّل جزءا من المشكلات في المنطقة.

استياء واستنكار

وتسببت هذه التصريحات بحالة استياء واسع بين اللبنانيين، الذين اعتبروا استخدام عبارة  "السلوك الحيواني" إساءة مباشرة للصحفيين وكرامتهم، خصوصا في وقت ما يزال فيه لبنان يواجه توترات أمنية وسياسية، ويخشى تأثيرات الصراع الإقليمي.

وردّت رئاسة الجمهورية اللبنانية على الحادثة في بيان أسفت فيه "للكلام الذي صدر عفوا عن منبرها من قبل أحد ضيوفها" مؤكدة احترامها "المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام" وتقديرها "لكل الصحفيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها خاصة".

وبدوره، أعرب وزير الإعلام اللبناني بول مرقص عن أسفه لما صدر من تصريحات، مؤكدا حرصه على "كرامة كل فرد من الإعلاميين ومكانتهم على نحو مطلق" وشدد على اعتزازه بدورهم.

كما أصدرت المؤسسات الصحفية ونقابات الإعلاميين في لبنان بيانات استنكار، مطالبة الموفد الأميركي بالاعتذار عن إساءته، في خطوة تعكس حساسية المشهد الإعلامي اللبناني تجاه أي محاولة تقويض كرامة الصحفيين، وخصوصا أمام الزوار الرسميين والدبلوماسيين.

موقف حازم

وفي هذا الإطار، قال نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي للجزيرة نت إن موقف النقابة "واضح وثابت، ينطلق من رسالتها في الدفاع عن كرامة الصحفيين والإعلاميين أثناء تأدية مهامهم".

إعلان

وأكد أن الموقف الذي صدر عن النقابة إزاء ما بدر من الموفد الأميركي "مبدئي وأساسي ولا يخضع لأي اعتبار شخصي" مضيفا "لو صدر التصرف نفسه عن أي شخصية أخرى، لكان موقفنا هو ذاته دون أي تغيير".

وأوضح القصيفي أن ما جرى "يستدعي ردا صارما" معربا عن أسفه لعدم قيام الصحفيين الذين كانوا يتابعون المؤتمر الصحفي في القصر الجمهوري بالتصدي لبراك أو مقاطعته، معتبرا أن ذلك "كان سيشكل انتصارا لكرامتهم المهنية ولأنفسهم".

وشدد على أن النقابة "تدعو جميع الصحفيين، في أي مكان لاتخاذ موقف حازم في مواجهة أي جهة قد تحاول الانتقاص من دورهم" مؤكدا أن النقابة "ستبقى إلى جانبهم وتدعمهم حتى النهاية، فهذا واجبها وصميم رسالتها" خاتما أن النقابة "تطالب باعتذار رسمي من براك، وما تزال بانتظار هذا الاعتذار".

اعتذار أو مقاطعة

من جانبه، رأى نقيب المصورين اللبنانيين علي علوش أن أي تصرف ينطوي على إساءة أو انتقاص من الصحفي، بغض النظر عن مصدره، سواء كان موفدا أميركيا أو غيره "أمر مرفوض تماما" مبينا أن الصحفي يؤدي دوره على أعلى منبر في الدولة المدنية.

وأضاف علوش للجزيرة نت "نطالب باعتذار، رغم ضآلة احتمال حدوثه، لكن الأهم هو الحفاظ على مبادئنا وكرامتنا، لا ألوم الزملاء الذين كانوا موجودين، فالمصور أو الصحفي المكلف بالتغطية ليس بالضرورة أن يكون منتبها لكل التفاصيل أو متمكنا من اللغة الإنجليزية بدرجة تتيح له ملاحظة ما حدث بدقة".

وأشار إلى مشكلة قديمة تتعلق بغياب التنظيم في المقرات الرسمية، سواء الوزارات أو المؤسسات العامة، مؤكدا "لا يوجد أشخاص مختصون بتنظيم عمل الإعلاميين أو ترتيب حضورهم، وكان من المفترض أن يكون هناك منظمون لديهم خبرة، ونحن كنقابة عرضنا خبراتنا أكثر من مرة وقلنا إننا قادرون على المساعدة في هذا الجانب".

وتابع علوش "اليوم يجب أن نسأل: قاعة القصر الجمهوري كم تسع؟ عندما أنشئت في التسعينيات، كان عدد وسائل الإعلام محدودا مقارنة باليوم، حيث لدينا عشرات القنوات المحلية والعربية والدولية، ومواقع إلكترونية لا تُعدّ، من الطبيعي أن تنشأ فوضى إذا لم يكن هناك تنظيم، ولا يجوز أن تكون هناك انسيابية في السماح بالدخول على أساس الصداقة أو العلاقات".

وشدد على أنه "لا شيء يبرر الإهانة" معتبرا أن ما حدث "يشكل فرصة لفتح نقاش جدي حول آليات التعاطي مع الإعلاميين وتنظيم عملهم في المقرات الرسمية".

وفيما يتعلق بالموفد الأميركي الذي سيزور لبنان نهاية الشهر، أشار علوش إلى إمكانية طرح خيار المقاطعة إذا لم يتم تقديم اعتذار، موضحا أن "المقاطعة ليست مسألة شخصية، بل هي موقف يجب أن يتخذه الجسم الإعلامي بأكمله، الإطار والشكل الذي ستتخذه المقاطعة سيكون موضوع نقاش جماعي".

0 تعليق