أكد رئيس الجامعة الأردنية أ.د. نذير عبيدات أن الخطة التنفيذية الثانية لرؤية التحديث الاقتصادي تمثل مشروعًا طموحًا لكنه واقعي وقابل للتنفيذ، مشددًا على أن الجامعات الأردنية قادرة على مواكبة متطلباته إذا توفرت الرؤية الواضحة والتعاون المؤسسي.
وأشار عبيدات في تصريحات عبر برنامج نبض البلد إلى أن جوهر الرؤية يتركز على التحول الرقمي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في التعليم، ليس فقط في التخصصات التقنية والهندسية، بل في كافة البرامج الأكاديمية بما في ذلك الطب، السياحة، الآثار، والعلوم الإنسانية.
الذكاء الاصطناعي في جميع التخصصات
وأوضح عبيدات أن إدخال الذكاء الاصطناعي في البرامج الدراسية يفتح آفاقًا جديدة لتحسين مخرجات التعليم العالي، مؤكداً ضرورة تطوير برامج الدراسات العليا لتواكب التحديات التكنولوجية. كما دعا إلى إعادة النظر في الخطط الدراسية الحالية بما يخدم احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
ولفت إلى أهمية تعزيز مهارات اللغات (الإنجليزية والعربية) والمهارات الرقمية والناعمة لضمان أن يكون الخريج قادرًا على المنافسة عالميًا، خاصة مع توقعات بارتفاع الطلب على التخصصات الطبية والتقنية في أوروبا وأمريكا الشمالية بحلول عام 2030.
التعليم التقني والبنية التحتية الذكية
وبيّن عبيدات أن تطوير التعليم التقني والمهني يمثل محورًا مهمًا ضمن الرؤية، مشيرًا إلى أن الجامعات مطالبة بتوفير برامج الدبلوم المهني بالتعاون مع مؤسسات متخصصة.
وكشف أن الجامعة الأردنية بدأت منذ عامين بإعداد مختبرات في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتحويل القاعات إلى قاعات ذكية، إضافة إلى مشروع المعهد الكوري الأردني للتدريب الهندسي والتقني الذي سينفذ بدعم من الحكومة الكورية بكلفة تتجاوز 13 مليون دولار.
البطالة ومشكلة مواءمة التعليم مع سوق العمل
من جهته، شدد وزير التربية والتعليم الأسبق أ.د. محمد أبو قديس على أن أبرز التحديات التي تواجه التعليم في الأردن هي ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب نتيجة ضعف المواءمة بين مخرجات الجامعات واحتياجات سوق العمل.
وقال أبو قديس في تصريحات عبر برنامج نبض البلد إن الرؤية الاقتصادية لا تقتصر على زيادة أعداد الخريجين، بل تركز على نوعية التعليم، وإدماج مهارات الذكاء الاصطناعي في كافة التخصصات، مشيراً إلى أن سوق العمل العالمي يتطلب خريجين يمتلكون شهادات مهنية دولية إلى جانب الدرجة الجامعية.
منصات عالمية وشهادات مهنية
ودعا أبو قديس إلى دمج الشهادات المهنية العالمية في الخطط الدراسية، واعتماد منصات التعليم العالمية مثل كورsera وEdx لتمكين الطلبة من متابعة التطورات الدولية. كما أكد أن الجودة في التعليم تحتاج إلى تمويل إضافي لتطوير البنية التحتية وتدريب الكوادر.
وحذّر من أن "الخطر لا يكمن في كثرة أعداد الخريجين، بل في تخريج طلبة يفتقرون إلى المعرفة والمهارات التي تؤهلهم لمواكبة التغيرات العالمية".
0 تعليق