Published On 28/8/202528/8/2025
|آخر تحديث: 19:28 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:28 (توقيت مكة)
في قلب العاصمة الزيمبابوية هراري، يبرز اسم كينيث رايدون شارب، رجل الأعمال المثير للجدل، بوصفه أحد أبرز الفاعلين في قطاع العقارات، وسط اتهامات باستغلال النفوذ السياسي وتجاهل الاعتبارات البيئية، بحسب تقرير نشره موقع "أفريكا ريبورت".
يُعرف شارب، البالغ من العمر 52 عاما، بعلاقته الوثيقة مع الرئيس إيمرسون منانغاغوا، حيث يظهران معا في مناسبات عامة، ويزور الرئيس مشاريع شركة "ويست بروب" التي يملكها شارب، ومنها مجمع "ميلينيوم هايتس" السكني ومشروع "بوكوجارا" في حي "بورووديل" الراقي.
وقد أُطلق على أحد الأبراج السكنية اسم "إي دي"، في إشارة إلى الأحرف الأولى من اسم الرئيس "إيمرسون دامبودزو".

يؤكد شارب أن مشاريعه العقارية وفّرت أكثر من 20 ألف فرصة عمل، تماشيا مع شعار الحكومة "زيمبابوي مفتوحة للأعمال"، ويطمح إلى وضع مليار طوبة بحلول عام 2050، في إطار خطة توسعية تشمل بناء مدن ذكية ومجمعات سكنية فاخرة ومرافق رياضية عالمية.
لكن خلف هذا النجاح الظاهري، تبرز سلسلة من النزاعات القضائية والانتقادات الحادة.
فقد دخل شارب في مواجهات قانونية مع شخصيات بارزة في المعارضة، بينهم وزير المالية السابق تينداي بيتي والنائب السابق آلان ماركهام، على خلفية صفقات أراض مثيرة للجدل، أبرزها مشروع "بومونا سيتي" الذي يطمح لأن يكون أول مدينة ذكية في البلاد.
وتشير تقارير قضائية إلى أن شركة "أوغور إنفستمنتس" التابعة لشارب حصلت على عقد إنشاء طريق المطار بطول 20 كيلومترا عام 2008 دون المرور بإجراءات المناقصة، مما أثار انتقادات واسعة.
وفي إطار الاتفاق، مُنحت الشركة 273 هكتارا من الأراضي في منطقة بومونا، تُقدّر قيمتها الحقيقية بـ205 ملايين دولار، بينما قُدّرت رسميا بـ20 مليونا فقط، وفقا لوثائق المحكمة العليا.
إعلان
ولم يكن الجدل البيئي أقل حدّة، إذ واجه شارب معارضة من سكان هراري ونشطاء بيئيين بسبب مشاريع تقع قرب مناطق رطبة، مثل مشروع "هيلز لوكشري غولف إستيت" في نادي "وارن هيلز" للغولف.
وقد رفض النادي في البداية إخلاء الموقع، مستندا إلى عقد إيجار سارٍ، قبل أن تحكم المحكمة لصالح شركة شارب.
ورغم ذلك، يؤكد الأخير أن المشروع حصل على جميع الموافقات البيئية، وأنه يشمل جهودا لإعادة تأهيل الأراضي الرطبة، مما أدى إلى عودة الحياة البرية إلى المنطقة.

وفي تصريح لموقع "أفريكا ريبورت"، نفى شارب الاتهامات المتعلقة باستغلال النفوذ السياسي، مؤكدا أن "الانتصارات القضائية تستند إلى قوة العقود وسلامة الإجراءات القانونية"، مضيفا "نؤمن بفصل السلطات، وقد خضنا معارك قانونية مثل أي طرف آخر".
من جانبه، يرى الناشط الحقوقي فاراي ماغوو، مدير مركز حوكمة الموارد الطبيعية، أنه "لا يمكن لمواطن عادي أن يحصل على هذا الكم من الأراضي في هراري دون دعم سياسي"، في إشارة إلى ما يعتبره شبكة مصالح تحيط بشارب وتمنحه امتيازات غير متاحة لغيره.
ورغم الجدل، تستمر شركة "ويست بروب" في توسعها، وقد سجلت سابقة تاريخية في أبريل/نيسان 2023 عندما أصبحت أول شركة تطوير عقاري تُدرج في بورصة "شلالات فيكتوريا" التي تعمل بالدولار الأميركي ضمن منطقة اقتصادية خاصة تهدف إلى حماية المستثمرين من تقلبات العملة المحلية.
ويبقى كين شارب شخصية محورية في مشهد الأعمال الزيمبابوي، تتقاطع حوله المصالح السياسية والاقتصادية والبيئية، في بلد يعاني من تحديات هيكلية عميقة، ويبحث عن نماذج تنموية وسط واقع معقد.
0 تعليق