من هو المتحدث باسم كتائب القسام الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتياله؟
في واحدة من أبرز المحطات في الحرب الدائرة على غزة، أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اغتيال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس.
وجاء الإعلان الإسرائيلي وسط تصعيد دموي استهدف المدنيين في مدينة غزة، ليعيد إلى الواجهة شخصية ظلّت لعقود من الزمن رمزًا للحرب النفسية والمقاومة الإعلامية ضد الاحتلال. فمن هو أبو عبيدة، وما الذي جعله أيقونة بارزة في معادلة الصراع؟
الإعلان الإسرائيلي عن الاغتيال
قال وزير الجيش الإسرائيلي إن طائرة تابعة لسلاح الجو نفذت عملية استهدفت أحد العناصر المركزية في حماس شمالي قطاع غزة، في إشارة إلى أبو عبيدة.
وجاء الإعلان بعد ساعات من ارتكاب مجزرة إسرائيلية بحق المدنيين غربي غزة، ما أثار جدلًا واسعًا حول دوافع التوقيت والرسائل السياسية من وراء هذا الاستهداف.
من هو أبو عبيدة؟
يعد أبو عبيدة، الملثم صاحب الكوفية الحمراء، الصوت الأبرز لكتائب القسام منذ ما يقارب العقدين.
ولد عام 1985 في قطاع غزة، ويرجح أن اسمه الحقيقي هو حذيفة الكحلوت.
وظهر لأول مرة في عام 2002، وفي 2006 جرى تعيينه ناطقًا رسميًا باسم القسام، ليصبح منذ ذلك الحين "صوت حماس العسكري" وواجهة رسائلها المصورة.
دوره في المواجهة مع الاحتلال
تميّز أبو عبيدة بخطاباته الفصيحة ورسائله المقتضبة التي جمعت بين القوة الرمزية والبعد النفسي وارتبط اسمه بالإعلان عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، كما ارتبط بتهديداته المتكررة بقصف تل أبيب خلال الحروب التي خاضتها غزة مع الاحتلال في 2014 و2021، وصولًا إلى بياناته المكثفة منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
العقوبات الدولية عليه
في 12 أبريل/ نيسان 2024، أدرجت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اسم أبو عبيدة على قوائم العقوبات، في خطوة اعتبرت آنذاك ترجمة مباشرة لتأثيره الرمزي والإعلامي في العالم العربي والإسلامي. ورغم هذه العقوبات، واصل ظهوره من خلال البيانات المصورة والتغريدات، متحديًا محاولات إسرائيل المتكررة لاغتياله.
شخصية إعلامية مقاومة
على مدار ما يقارب عقدين، جسد أبو عبيدة مدرسة إعلامية فلسطينية في الحرب النفسية.
خطابه المكثف، وصوته المميز، وصورته الملثمة، جعلت منه رمزًا يتردد صداه من غزة إلى العالم العربي، ما دفع الاحتلال إلى اعتباره هدفًا استراتيجيًا لا يقل أهمية عن القيادات العسكرية الميدانية.
0 تعليق