Published On 1/9/20251/9/2025
|آخر تحديث: 12:59 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:59 (توقيت مكة)
مريم المعتمد عالمة فيزياء فلكية مغربية بارزة تقود برامج رصد الكواكب العملاقة في معهد ساوث ويست للأبحاث في ولاية كولورادو بالغرب الأميركي. درست في المغرب وفرنسا وحصلت على الدكتوراة في ميكانيكا الأجرام السماوية عام 2013، ثم واصلت رحلتها العلمية والبحثية بالولايات المتحدة.
تُوجت مجهوداتها بقيادة فريق من العلماء في مهمة استطلاعية عام 2025 تم فيها اكتشاف قمر صغير يدور في فلك الكوكب المتجمد "أورانوس". وأُجريت المهمة بواسطة التلسكوب العملاق "جيمس ويب" التابع لوكالة الملاحة الجوية والفضاء الأميركية (ناسا).
المولد والنشأة
وُلدت مريم المعتمد عام 1984 في مدينة الصويرة المغربية الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي، وتلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في المدارس العمومية بالمغرب.
المسار الأكاديمي
بعد إتمام المرحلة الدراسية الثانوية، سافرت المعتمد إلى باريس عام 2003 وواصلت دراستها الجامعية، وحصلت على الماجستير في الفيزياء الفلكية من مرصد باريس التابع لجامعة باريس للعلوم والآداب، متخصصة في ديناميكيات أنظمة الجاذبية، وهو مجال كان له دور حاسم في مسارها المهني المستقبلي.
واصلت المعتمد دراساتها وأبحاثها في مرصد باريس وحصلت عام 2013 على الدكتوراة في علم الفلك متخصصة في ميكانيكا الأجرام السماوية.

المسار المهني والبحثي
بعد إكمال دراساتها الجامعية في فرنسا، سافرت المعتمد إلى الولايات المتحدة والتحقت عام 2014 بجامعة كورنيل العريقة في نيويورك.
انضمت بصفة باحثة مشاركة إلى فريق في مهمة كاسيني التي أطلقتها ناسا عام 1997 واستمرت حتى 2017، وهو ما شكل علامة فارقة في مسيرتها المهنية. أمضت 6 سنوات في ذلك المنصب ثم أصبحت عام 2020 باحثة مشاركة أولى حتى عام 2024.
في مارس/آذار 2024، انتقلت مريم المعتمد إلى معهد "ساوث ويست" للأبحاث في مقاطعة بولدر بولاية كولاردو، وتقلدت منصب عالمة رئيسية في قسم العلوم واستكشاف النظام الشمسي.
كُلفت بإجراء الدراسات التحليلية والعددية للنماذج وتحليلها لمعالجة المشكلات المتعلقة بديناميكيات النظام الشمسي، وانخرطت أيضا في العديد من المشاريع الأخرى وتخطيط المهام بالمعهد.
إعلان
ومن ذلك الموقع العلمي البارز، رسّخت مريم المعتمد مكانتها خبيرة رائدة في ديناميكيات المدارات والميكانيكا السماوية، وتشمل مجالات خبرتها الرنين المداري وآليات التقاط الرنين متوسط الحركة للأقمار الصناعية والكواكب الخارجية.
إنجازات علمية
راكمت المعتمد خبرة امتدت 15 عاما في علم الفلك، وشاركت في العديد من المشاريع البحثية والبعثات الاستكشافية، معظمها بالتعاون مع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، المعروفة اختصارا بوكالة "ناسا".
أثبتت المعتمد جدارتها في مجال الفيزياء الفلكية عبر إسهامها عام 2013 في إحدى مهام المركبة الفضائية كاسيني، وقفزت إلى دائرة الضوء الدولية في أغسطس/آب 2025 عبر إشرافها على مهمة استطلاع فضائية توجت باكتشاف "قمر صغير".
قادت المعتمد فريقا مكونا من 7 علماء في الفيزياء الفلكية بمعهد ساوث ويست للأبحاث اكتشف "قمرا صغيرا"، هو عبارة عن جُسَيْم فلكي لم يكن معروفا من قبل، يدور في فلك "أورانوس"، سابع كواكب المجموعة الشمسية.
أُنجزت تلك المهمة الاستطلاعية بواسطة التلسكوب العملاق "جيمس ويب" التابع لناسا، وتحقق الاكتشاف عبر تحليل سلسلة من الصور التقطت في فبراير/شباط 2025، فارتفع بذلك العدد الإجمالي للأقمار المعروفة لكوكب "أورانوس" إلى 29.

وأوضحت المعتمد أن هذا الاكتشاف هو عبارة عن جُسيم فلكي يبلغ قطره نحو 10 كيلومترات، ويُعد "أصغر قمر يتم اكتشافه".
وبحسب المعتمد، رصد الفريق الجسيم الفلكي عبر سلسلة تضم 10 صور التقطتها بدقة عالية كاميرا لرصد الأشعة تحت الحمراء.
وكانت هذه المنطقة خارج نطاق كشف كاميرات المسبار الفضائي (فوياجار 2)، وهي المركبة الفضائية الوحيدة التي حلقت في محيط كوكب "أورانوس"، على مسافة أقل من 80 ألف كيلومتر من السُحب المحيطة بهذا الكوكب.
وفي عرضه لتفاصيل الاكتشاف، أوضح معهد ساوث ويست للأبحاث أن "أورانوس" هو كوكب عملاق جليدي ذو لون سماوي يُعرف بـ"الكوكب الجانبي" نظرا لميله المحوري الشديد.
ويتميز هذا الكوكب بغلاف جوي عميق يتكون من الهيدروجين والهيليوم والميثان. ويعتقد العلماء أن أقمار أورانوس الأكبر تتكون تقريبا من كميات متساوية من الجليد المائي والصخور السيليكاتية.
مشاريع أخرى
عملت المعتمد على العديد من المشاريع الأخرى، التي يتعلق بعضها بكوكب زحل وأقماره وحلقاته واتصال الجاذبية المعقد بين هذه المكونات، وذلك بهدف إلقاء الضوء على الجزء الداخلي من الكوكب، وعلى دورانه التفاضلي ومجاله، وكشف ألغاز تكونه وتطوره.
كما عملت المعتمد على "الاحتجاب النجمي الأرضي" والكواكب القزمة بهدف الكشف عن أشكالها الفيزيائية والبيئات المحيطة بها. إضافة إلى توصيف الكواكب الخارجية، مع التركيز على تحديد كتلها ومعالمها المدارية، بهدف كشف أصولها وتاريخها التطوري.
وعكفت المعتمد على دراسة تصميم البعثات الفضائية الصغيرة باعتبارها جهة مؤثرة في التحقق من صحة التنبؤات النظرية وتقديم ملاحظات بشأنها، وذلك إلى جانب البحث حول تكوين وتطور أقمار "أورانوس".
0 تعليق