في الوقت الذي تكافح فيه فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت أنقاض زلزال مدمر أودى بحياة أكثر من 1400 شخص، ضرب زلزال ثانٍ بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر، الثلاثاء، نفس المناطق المنكوبة في شرق أفغانستان، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وتزيد هذه الهزة الارتدادية القوية من تعقيد عمليات الإنقاذ الصعبة بالفعل، وتثير مخاوف من انهيارات أرضية جديدة والمزيد من الدمار في القرى الجبلية التي سويت بالأرض، مما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية التي تعد الأدمى في البلاد منذ عقود.
هزة جديدة تزيد من معاناة المنكوبين
جاء الزلزال الجديد ليزيد من رعب وهلع الناجين الذين فقدوا عائلاتهم ومنازلهم في الزلزال الأول الذي وقع ليل الأحد بقوة 6 درجات.
وتخشى السلطات ومنظمات الإغاثة أن يؤدي الزلزال الجديد إلى انهيار المباني المتصدعة، مما يعرض حياة فرق الإنقاذ والأهالي الذين يبحثون عن مفقوديهم لخطر إضافي.
حصيلة الزلزال الأول: كارثة إنسانية
يأتي هذا التطور المأساوي بعد ساعات من إعلان حكومة طالبان عن الحصيلة الرسمية لضحايا الزلزال الأول، حيث أكد المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد مقتل 1411 شخصًا وإصابة 3124 آخرين في ولاية كونار وحدها، بالإضافة إلى عشرات القتلى والجرحى في ولاية ننغرهار المجاورة.
وقد تسببت الكارثة في تدمير أكثر من 5400 منزل بالكامل، تاركة آلاف العائلات بلا مأوى في مواجهة ظروف قاسية.
تحديات الإنقاذ ونقص المساعدات
تواجه جهود الإغاثة صعوبات جمّة بسبب طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة، حيث لا تزال العديد من القرى الأكثر تضررًا معزولة تمامًا.
وقد لجأ السكان المحليون إلى استخدام معاول وأيديهم العارية في محاولات يائسة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
وتتفاقم الأزمة بسبب الوضع الإنساني الهش في أفغانستان، إحدى أفقر دول العالم. وقد حذرت منظمات إغاثية، مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر، من أن حجم الكارثة يفوق بكثير الموارد المتاحة، خاصة مع تقلص المساعدات الدولية بشكل كبير منذ سيطرة طالبان على السلطة في 2021.
طبيعة الزلازل في أفغانستان
كان الزلزال الأول سطحيًا للغاية، حيث وقع على عمق 8 كيلومترات فقط، مما أدى إلى تضخيم قوته التدميرية. وتقع أفغانستان في منطقة نشاط زلزالي مرتفع عند التقاء الصفائح التكتونية، مما يجعلها عرضة بشكل متكرر لهزات أرضية مدمرة.
0 تعليق