عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المُستمر على القطاع - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دون توقف، وتتصاعد فصول المعاناة، مع استمرار الحصار وتفشي المجاعة.
"الأيام"، رصدت مشاهد جديدة من العدوان وتبعاته، منها مشهد يرصد إقبال المواطنين على تخزين الطعام خشية مجاعة جديدة، ومشهد آخر بعنوان "المجاعة قاتل صامت يتغلغل في القطاع"، ومشهد ثالث يوثق كيف تحولت خيام النازحين هدفاً لرصاص الاحتلال.

 

تخزين الطعام خوفاً من المجاعة
تزايدت ظاهر تخزين الطعام من قبل سكان القطاع، خاصة مدينة غزة، خوفاً من إغلاق وحصار جديدين، ينتج عنهما مجاعة.
ولجأ مواطنون من سكان مدينة غزة لشراء الطحين، والرز، والخميرة، والمعلبات، وتخزينها في منازلهم وخيامهم، خاصة مع التوقعات بفرض حصار مشدد على المدينة.
المواطن عبد الرحمن العطار من سكان مدينة غزة، وصل إلى مواصي خان يونس، ووقف على الطريق الذي يسلكه العائدون من مراكز المساعدات الأميركية، وبدأ بشراء بعض السلع الغذائية منهم.
وأكد العطار أنه قرر وعائلته وجيرانه البقاء في مدينة غزة، وعدم النزوح منها مهما حدث، لكن هذا القرار الصعب يجب أن يتبعه بعض التحضيرات والاستعدادات، أهمها تخزين الطعام، وبما أن المواد الغذائية متوفرة في جنوب القطاع بشكل أكبر من شماله، وأسعارها أقل، لذلك قرر التوجه لمحافظة خان يونس من أجل شرائها.
وأوضح العطار أنه يُخطط لتخزين طعام يكفي عائلته 4 أشهر على الأقل، ويركز على الطحين والمعلبات، كونهما من السلع الأهم، موضحاً أن قلة المال تحول دون تخزين كميات أكبر من السلع، وبعض المواطنين الفقراء لا يستطيعون شراء السلع بهدف تخزينها بسبب أوضاعهم المعيشية.
وبين العطار أن صمود المواطنين في منازلهم ورفض النزوح باتجاه الجنوب كفيل بإفشال خطط الاحتلال باحتلال وتدمير المدينة، موضحاً أنه ورغم أن الآلاف نزحوا بالفعل، وأن آخرين يستعدون للنزوح، إلا أن ثمة الكثيرين يرفضون النزوح، وما زالوا في منازلهم وخيامهم.
بينما أكد باعة وتجار أن ثمة إقبالاً ملحوظاً على شراء المواد الغذائية في مناطق شمال القطاع، فالناس تعلموا درساً من المجاعات السابقة، ويدركون أن القادم صعب، لذلك يستعدون لمواجهته عبر تخزين أكبر كمية ممكنة من الطعام.
من جهتها قالت قناة "كان" العبرية إن خطة احتلال مدينة غزة ستتألف من 4 مراحل عملياتية سيشرف عليها الجيش الإسرائيلي وينفذها بشكل تدريجي، وبعضها يبدأ قبل العمل العسكري، موضحة أن المرحلة الثالثة منها ستكون من خلال تطويق مدينة غزة بالقوات الإسرائيلية العاملة في الميدان، مع استمرار إجلاء السكان.
بينما أورد موقع "والا العبري" خبراً مفاده أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتلال مدينة غزة، وأن نحو 80 ألف جندي سيشاركون في احتلال المدينة بشكل تدريجي، وتطويقها من جميع الجهات، وفرض حصار مشدد عليها.

 

المجاعة قاتل صامت يتغلغل في القطاع
لا تزال تبعات المجاعة تتواصل في قطاع غزة، ويفقد العديد من المواطنين حياتهم بسبب الجوع ونقص التغذية، بعضهم أطفال.
ولا يكاد يمر يوم دون إعلان مشافي القطاع عن وفاة المزيد من المواطنين جراء المجاعة، وقد وصلت بعض الأيام للإعلان عن وفاة 11 مواطناً خلال ساعات معدودة، بينما لا يزال المئات يصارعون الموت على أسرة المستشفيات، وسط انهيار في النظام الصحي في المشافي، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأعلن المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع خليل الدقران، أن المجاعة تفشت بشكل واسع في القطاع بسبب منع إدخال المساعدات، موضحاً أن المستشفيات تستقبل يومياً مواطنين من مختلف الأعمار جراء مضاعفات الجوع وسوء التغذية.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن المجاعة مستمرة في القطاع، وأن ما يدخل من شاحنات يُعد نقطة في بحر احتياجات السكان، موضحاً أنه خلال الأيام الخمسة الماضية (من الثلاثاء حتى السبت)، دخل القطاع 534 شاحنة مساعدات فقط، من أصل 3,000 شاحنة متوقعة، وقد تعرّضت للنهب والسرقة في ظل فوضى أمنية متعمدة، يصنعها الاحتلال ضمن سياسة "هندسة التجويع والفوضى".
فيما بلغ إجمالي الشَّاحنات التي دخلت القطاع على مدار (35 يوماً) 3,188 شاحنة مساعدات فقط من أصل الكمية المفترضة والبالغة 21,000 شاحنة مساعدات، أي أن ما دخل قرابة 15% فقط من الاحتياجات الفعلية، وهذه الكميات تعرضت للنهب والسرقة، حيث يمنع الاحتلال إدخال شاحنات المساعدات بكميات كافية، ويواصل منع تأمين ما يدخل من شاحنات المساعدات، ويواصل إغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية.
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الأزمة الإنسانية في القطاع مستمرة في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل، موضحة تزايد أعداد المصابين بالهزال وسوء التغذية، خصوصا بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وكانت وكالة الغوث الدولية "الأونروا"، أكدت في وقت سابق أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف، نتيجة لاستمرار الحصار.

 

خيام النازحين هدف لرصاص الاحتلال
باتت خيام النازحين الواقعة في مناطق شمال وجنوب وغرب مدينة خان يونس، هدفاً يومياً لرصاص الاحتلال، الذي ينطلق تجاهها على مدار الساعة، دون مبرر.
وتتعرض عشرات المخيمات المكتظة بالنازحين لإطلاق نار يومي، خاصة في منطقة "أصداء، الإقليمي، بئر 19، المسلخ"، في مواصي خان يونس، وينتج عن ذلك وقوع ضحايا من النازحين، غالبيتهم نساء وأطفال.
ونشر جنود الاحتلال مقاطع فيديو على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر قيامهم بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة تجاه الخيام دون مبرر، بل إن بعضهم وثقوا إطلاق النار وهم يضحكون، ويطلقون عبارات ساخرة بحق سكان القطاع، ما يُشير إلى استهتارهم بأرواح المدنيين.
ووفق نازحين في مواصي خان يونس، فإن عمليات إطلاق النار اليومية حولت حياتهم إلى جحيم، وجعلتهم يواجهون الأخطار بشكل يومي، إذ يقول المواطن حاتم العبسي، ويقيم في خيمة قرب سجن "أصداء"، إن خيامهم باتت هدفاً لنيران الاحتلال، سواء في الليل أو النهار، وقد أحصوا خلال أسبوع واحد فقط 20 مرة على الأقل ارتطام الرصاص في خيامهم، إحداها أصابت والدة زوجته، وأخرى أصابت شقيقها، وثالثة حطمت خزان مياه.
وأكد أنهم كل يوم ينجون من موت، ولا يمتلكون خياراً سوى البقاء في تلك المنطقة شديدة الخطورة، فلا يوجد موطئ قدم في مواصي خان يونس يمكن أن ينتقلوا إليه، وهم مجبرون على البقاء في مكانهم، وكلهم أمل أن تحدث انفراجة في الوضع.
بينما قال المواطن محمود الزاملي، ويقطن قرب منطقة "الإقليمي"، جنوب مواصي خان يونس، إنه لا يمر يوم دون وصول الرصاص لخيامهم، ويسقط شهداء وجرحى من جيرانه وأقاربه، غالبيتهم أطفال.
وأكد الزاملي أن جنود الاحتلال المتمركزين في محيط مركز المساعدات الأميركية "الشاكوش"، شمال رفح، يطلقون النار كل يوم من الساعة 3 فجراً وحتى 9 صباحاً بلا توقف، وكأنها أصبحت مواعيد ثابتة لاستهدافهم.
وأشار إلى أن أسوأ ما في الأمر أنهم يستخدمون رصاصاً ثقيلاً ومتفجراً، بمجرد ارتطامه في أي جسم صلب ينفجر، وينشر شظايا معدنية خطيرة في محيطه، ما يرفع من احتمال إصابة الأشخاص، حتى وإن لم تصبهم الرصاصة بشكل مباشر.
وأكد أن الاحتلال حوّل حياتهم إلى جحيم، وبعض المواطنين أقاموا سواتر ترابية حول خيامهم، وآخرون ينامون خلف أكياس من الرمل، لكن دون فائدة، فالرصاص يسقط من الأعلى على شكل قوس، وهو شديد الخطورة.

 

0 تعليق