جدعون ليفي: الأقنعة السوداء لا يمكنها إخفاء جرائم الجيش الإسرائيلي بغزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 4/9/20254/9/2025

|

آخر تحديث: 22:06 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:06 (توقيت مكة)

في مقال يجمع بين النقد الشديد والسخرية اللاذعة، نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، سلط الكاتب اليساري جدعون ليفي الضوء على ظاهرة جديدة داخل الجيش الإسرائيلي، وهي ارتداء الضباط أقنعة سوداء خلال المقابلات التي تُجرى معهم على شاشات التلفزيون.

وقال إن إسرائيل تغطي وجهها "ربما خجلا أو لإحساسها بالذنب، أو من الخوف، وعلى الأرجح من الثلاثة معا"، مضيفا أن "الصيحة الجديدة" هي أن الضباط الذين يظهرون في تلك المقابلات يغطون وجوههم بأقنعة سوداء، حتى تحوّل "جيش الشعب" إلى ما يسميه الكاتب "جيش الأقنعة".

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وأوضح أن اثنين من كبار الضباط -الذين استضافتهم قنوات تلفزيونية محلية- كانا يرتديان قناعا أسود، كأنهما لصان من لصوص البنوك يستعدان لعملية سطو ولا يظهر من وجهيهما سوى العينين.

وذكر أن الطيارين هم أول من ظهر على الشاشات بتلك الصورة، مشيرا إلى أنهم في كل مقابلة يظهرون مرتدين الخوذة المهيبة ونظارات شمسية داكنة، لئلا يتعرف عليهم أحد.

في البداية، كان الخوف أن يسقط طيار في الأسر ذات ليلة، فيتعرف عليه خاطفوه من مقابلة تلفزيونية سابقة. وبفضل الخوذة والنظارات يمكنه الادعاء أنه مجرد رقيب إداري، أو أنه يعارض دفع أجور للقوات العسكرية.

لكن ليفي يرى أن التنكر بارتداء هذه الأقنعة ليس مجرد خطوة دعائية أو لحماية الشخص من الأسر، بل يعكس خوفا أعمق من الملاحقة القانونية الدولية، خصوصا بعد تصاعد الجرائم المرتكبة في غزة، والاتهامات الموجهة للطيارين والضباط بارتكاب جرائم حرب قد تلاحقهم في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

Gideon Levy الصحفي الإسرائيلي ( FILE PHOTO - Anadolu Agency )
الصحفي والكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي (الأناضول)

وقال إن أفراد الحراسة الشخصية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية– وعددا من الوزراء صاروا أيضا يرتدون أقنعة طبية سوداء، ليضيفوا بُعدا آخر إلى المشهد "الهزلي المثير للاشمئزاز"، الذي يظهر فيه عشرات الحراس وهم يحيطون بشخص واحد، وتبدو على ملامحهم "جدية وصرامة".

إعلان

على أن الأقنعة العسكرية الجديدة وملابس الحراس ليست مجرد تعبير ساخر عن الاعتداد بالنفس، كما يقول ليفي بل تعكس -برأيه- واقعا أوسع، "فبعض ضباط الاحتياط الذين يدخلون غزة هذا الأسبوع يفعلون ذلك، وهم يعلمون أنهم مأمورون بارتكاب جرائم حرب بشعة، ومع ذلك يلبون النداء".

وأردف قائلا إن القناع يُفترض أن يسهل عليهم المهمة، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن أن هناك ما يخفونه وما يخشونه. وشبّه ذلك باللص المسلح الذي يخرج لتنفيذ عملية سطو كبرى، ويضع القناع، لأنه يعرف أن ما يفعله غير قانوني وغير أخلاقي وخطير.

والأمر نفسه ينطبق على الضباط الإسرائيليين المتوجهين إلى قطاع غزة، فربما يشعر بعضهم بالخجل من أفعالهم، حسب قول الكاتب الذي يستدرك بأن هذا أمر مشكوك فيه، "فاللصوص أيضا لا يشعرون بالخجل، ومعظمهم يخشون فقط أن يتم القبض عليهم"، مؤكدا أن الخوف من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حلّ بالجيش.

وأكد ليفي أن "الجيش الذي يُجبر ضباطه على ارتداء أقنعة سوداء هو جيش يدرك في قرارة نفسه أنه يرتكب جرائم، حتى إن لم يعترف بها"، مشيرا إلى أن هذه الصورة الصادمة قد تدفع الرأي العام الإسرائيلي في النهاية إلى إدراك هذه الحقيقة.

0 تعليق