"الروبوتات" المفخّخة سلاح تدميري يزلزل الأرض ويخلع القلوب والأبدان - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - "الأيام": "تخيّل أن تهتز الأرض تحت قدميك، وترجف الجدران من حولك، وتشعر بأن السقوف ستنهار عليك، فضلاً عن سماع صوت يفقدك السمع للحظات، وقتها ستعرف أن روبوتاً انفجر في المكان القريب من مكان تواجدك"، هكذا وصف المواطن محمود أبو نجيلة (30 عاماً) المقيم في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بعض التفاصيل التي يشعر بها المواطنون عند تفجير كل "روبوت" مفخّخ في قطاع غزة.
وقال: "أصوات تفجير الروبوتات التي تستخدمها قوات الاحتلال في تدمير مربعات سكنية تشعرك بأن قلبك سيقفز من مكانه، وأن جسمك يتمزق"، مشيراً إلى أن هناك حالات لمواطنين فقدوا الوعي وأصيبوا بإغماء بسبب سماع هذه الأصوات، ومنهم من فارق الحياة نتيجة لتوقف قلبه.
لم يكن المواطن أبو نجيلة يسكن قريباً جداً من مكان تفجير "الروبوت"، بل يبعد مسافة لا تقل عن ثلاثة كيلومترات، لكنه شعر بأن الانفجار وقع عند مسافة أمتار معدودة من مكان تواجده، من شدة الانفجار.
ولا تتوقف قوات الاحتلال عن تفجير ما درج إعلامياً بـ"الروبوتات"، وهي مجسمات على هيئة ناقلة جند تسيّرها القوات المسيطرة المتوغلة وسط المنازل، والتي غالباً تكون مخلاة من السكان، وتقوم بتفجيرها عن بعد محدثة ما يشبه الزلزال.
ويتسبب تفجير "روبوت" واحد، الذي يحدث غالباً في ساعات الليل أو الصباح الباكر، بتدمير بين 20 و25 منزلاً بشكل كلي وتسويها بالأرض، إضافة إلى تدمير بين 40 و50 منزلاً بشكل شبه كلي.
وأضاف أبو نجيلة: "تفجير روبوت واحد كفيل بأن يدمر عشرات المنازل المتقاربة بشكل جزئي وكلي، وتعلوه سحب دخانية كثيفة، ويعقبه تطاير الشظايا في أماكن بعيدة عن مكان التفجير، حتى مسافة مئات الأمتار".
يذكر أن قوات الاحتلال تستخدم هذا النوع من السلاح لتدمير مربعات سكنية في الأحياء التي تسيطر عليها، كما يحدث في حيّي الزيتون والصبرة، وجباليا النزلة، والأجزاء الشرقية من حيّي التفاح والدرج، وشارع يافا.
وكانت قوات الاحتلال استخدمت نفس السلاح في تدمير مناطق بيت حانون ومخيم جباليا وبيت لاهيا وخان يونس ورفح، قبل أن تذهب إلى هدنة استمرت لشهرين، ثم عادت لممارسة الآلية ذاتها للتدمير الكلي في الثامن عشر من آذار الماضي.
من جهته، قال المواطن "أبو أنور" (39 عاماً)، الذي يتلقى العلاج في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعد إصابته بشظايا في رأسه وكتفيه: "متصاوبتش بشظايا صاروخ أو قذيفة ولا بطلق ناري، بل من شظايا حديدية سقطت على رأسي وكتفي، وأنا في ساحة منزلي شرق حي الشيخ رضوان بمدينة غزة".
وأضاف: "وقتها شعرت أن عمارة وقعت على رأسي، ودخلت في غيبوبة، وقد أبلغني الأطباء أني أصبت بشظايا حديدية ناجمة عن تفجير روبوت، علماً أن منزلي يبعد عن مكان التفجير التي وقع في الشارع الواصل بين جباليا النزلة وحي الشيخ رضوان، نحو كيلومتر".
وأبلغ شهود عيان في أحاديث منفصلة لـ"الأيام" عن وقوع عدة إصابات متفاوتة نتيجة وصول شظايا حديدية وأحجار إليهم من شدة الانفجارات التي تقع في مناطق محيطة بمنازلهم، دون أن تكون تلك المنازل في مناطق مهددة بالتفجير أو اعتداءات الاحتلال.
وأشاروا إلى أن أصوات تفجير "الروبوتات" تصيبهم بالهلع والخوف، وتجعل الأطفال يبكون ويصرخون بشدة، والنيام يستيقظون فزعين يهرولون يميناً ويساراً.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال أقدم على تفجير أكثر من 80 "روبوتاً" مفخّخاً بين أحياء سكنية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في مدينة غزة ومناطق شمال القطاع.
واعتبر المكتب أن سياسة تفجير "الروبوتات" التي يمارسها الاحتلال جاءت في إطار حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني، والتي يهدف من خلالها إلى تدمير المنازل والممتلكات، إضافة إلى إجبار السكان على ترك منازلهم والنزوح نحو جنوب القطاع.

 

0 تعليق