في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا سياسيًا واسعًا، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، في محاولة لإعادة إحياء المسمى القديم الذي كان مستخدمًا قبل عام 1947.
خلفيات القرار
ترامب وصف الاسم الجديد بأنه "أكثر ملاءمة" ويعكس "روح المحارب الأمريكي" و"الوضع العالمي الراهن"، مشددًا على أن الولايات المتحدة لم تحقق انتصارات كبرى منذ استبدال اسم الوزارة قبل نحو ثمانية عقود، مؤكدًا أن هذا التغيير يبعث برسالة قوة ونصر للعالم.
من جانبه، أيد وزير الدفاع الحالي بيت هيغسيث القرار، واعتبر أن المسمى الجديد يستعيد "الروح الهجومية" للقوات المسلحة الأمريكية، ويمنح المؤسسة العسكرية زخمًا رمزيًا وسياسيًا.
الجدل والانتقادات
ورغم أن القرار يحتاج لموافقة الكونغرس ليصبح نافذًا بشكل رسمي، يتوقع مراقبون تمريره بسهولة في ظل الأغلبية الجمهورية. غير أن الخطوة أثارت انتقادات بشأن تكلفتها المالية الباهظة، إضافة إلى ما قد تحمله من رسائل سياسية قد تزيد من التوتر في المشهد الدولي.
ويرى معارضون أن إعادة التسمية تمثل "نزعة استعراضية" أكثر من كونها تغييرًا جوهريًا، فيما يؤكد مؤيدو ترامب أن الخطوة جزء من استراتيجيته لإعادة تأكيد هيبة "أميركا الكبرى" في عالم تتصاعد فيه النزاعات.
وزارة الدفاع الأمريكية.. لمحة تاريخية
تأسست وزارة الدفاع الأمريكية (Department of Defense – DoD) عام 1947 بقرار من الكونغرس، حيث دمجت وزارة الحرب ووزارة البحرية في مؤسسة واحدة مقرها "البنتاغون". وتُعد الوزارة أكبر مؤسسة عسكرية في العالم من حيث الميزانية والعدد، إذ يبلغ إنفاقها السنوي نحو 800 مليار دولار، وتشرف على القوات المسلحة الأمريكية (الجيش، البحرية، القوات الجوية، مشاة البحرية، والقوة الفضائية).
وظلت الوزارة تُعرف منذ تأسيسها بـ "وزارة الدفاع"، في إطار فلسفة الحرب الباردة التي ركزت على "الردع والدفاع"، إلى أن جاء قرار ترامب الأخير الذي أعاد فتح النقاش حول دلالات الأسماء وأبعادها الاستراتيجية.
والجدير بالذكر أن هذا القرار يعتبر قرار مهم يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بالدخول في حرب مع بعض الدول، وذلك يعني تفكيك الأمم المتحدة والنظام العالمي صاحب القطبية الواحدة.
0 تعليق