كتب عيسى سعد الله:
مع اشتداد وطأة عمليات الاستهداف والقصف الإسرائيلي الجوي على مدينة غزة، خلال الساعات الأخيرة، باشر مواطنون ببيع أثاث منازلهم قبل إخلائها للاستفادة منها، خاصة غرف النوم والخشب.
ويحاول المواطنون تعويض جزء من خسائرهم المترتبة على ترك منازلهم ومغادرتها إلى جنوب القطاع، عبر بيع ما يمكن بيعه، كما هو الحال مع إبراهيم أبو عودة الذي باع كل أثاث يحتوي على خشب ليتمكن من استئجار سيارة تنقله إلى جنوب قطاع غزة، بعد اقتراب قوات الاحتلال من مربع سكناه في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وأوضح أبو عودة لـ"الأيام" أنه يحاول بيع كل شيء لا يستطيع نقله واصطحابه للجنوب، مبيناً أن ارتفاع سعر الخشب بشكل عام شجعه على ذلك.
وعرض مئات المواطنين، قبيل نزوحهم، غرف النوم والكراسي الخشبية والأبواب أمام منازلهم لبيعها لتجار الحطب وأصحاب "التكايا" التي يستخدمونها في إيقاد النار.
ولا يمتلك الكثير من المواطنين ثمن بدل المواصلات للانتقال إلى جنوب قطاع غزة، مع اشتداد العدوان على مدينة غزة، ومواصلة قوات الاحتلال إصدار أوامر إخلاء لمربعات سكنية جديدة، وتدمير المزيد من الأبراج السكنية.
وزادت مخاوف المواطنين بعد إلقاء قوات الاحتلال منشورات تهديدية تدعو سكان مدينة غزة إلى مغادرتها عبر شارع الرشيد الساحلي.
وأرعبت المنشورات التي ألقتها طائرات إسرائيلية مسيّرة على مختلف أحياء مدينة غزة صباح أمس، المواطنين، ودفعت الكثير منهم إلى الاستعجال في النزوح حرصاً على حياتهم، وحرصاً على اصطحاب أمتعتهم قبل تطويق الاحتلال للمدينة، كما قال المواطن إياد الزين الذي توجه إلى الجنوب رغم بعده عن مناطق العمليات البرية لجيش الاحتلال.
وأشار الزين إلى أنه يريد الاستفادة قدر الإمكان من مقتنيات منزله خلال رحلة نزوحه، لعدم قدرته على تجديد الأثاث مرة ثانية، مبيناً أنه عرض غرفة نومه وأسرّة أبنائه للبيع بأسعار مناسبة تجاوزت ستة شواكل للكيلو الواحد.
وأوضح أن ثمن الأثاث سيدفعه بدل مواصلات وشراء خيمة يتجاوز ثمنها ثلاثة آلاف شيكل.
وبدأ المواطنون بفقدان الأمل بإمكانية التوصل إلى هدنة أو إلغاء قوات الاحتلال نيتها احتلال مدينة غزة.
وقال تاجر الخشب أمجد طلال، إنه يتلقى يومياً عشرات الاتصالات من مواطنين يعرضون عليه شراء أثاثهم من الخشب، مشيراً إلى أن معظم عمليات البيع تتم في منطقة شمال غربي مدينة غزة، خاصة في حيي الشيخ رضوان والنصر، مع اقتراب عملية جيش الاحتلال فيها.
وأكد أن الفقر والحاجة الماسة للنقود يدفعان المواطنين لبيع مقتنياتهم التي لا يمكن نقلها إلى الجنوب، لافتاً إلى أن الأوضاع المادية للمواطنين كارثية وتصعب من مهمتهم في مغادرة المدينة، وشدد على أن ارتفاع سعر الخشب شجع المواطنين على بيع الأثاث.
وشوهد مواطنون يقذفون أثاثهم من الطوابق المرتفعة في الأبراج السكنية المرتفعة للاستفادة منها قبل قصف الأبراج، مع اشتداد وتوسيع الاحتلال عميات استهداف وتدمير الأبراج السكنية.
وأخذت عمليات جيش الاحتلال في مدينة غزة منحى تصاعدياً خطيراً بالاستمرار في استهداف الأبراج السكنية والبنايات المرتفعة يوم أمس، حيث استهدفت طائرات الاحتلال برج السوسي الضخم وسط مدينة غزة.
وينفذ جيش الاحتلال عمليات عسكرية برية عميقة في بلدة جباليا وأحياء الشيخ رضوان والزيتون والصبرة والشجاعية والتفاح، ويجاهر بنيته توسيع العملية لتشمل احتلال باقي أحياء مدينة غزة الواقعة وسط وغرب المدينة، والتي يسكنها نحو مليون مواطن ونازح.
0 تعليق