"الأيام" ترصد مشاهد من العدوان المتصاعد على مدينة غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:


تصاعد العدوان البري والجوي على مدينة غزة بشكل واسع، وبات الاحتلال يستهدف أحياء وضواحي المدينة، بينما تواصل آلته الحربية تدمير مناطقها الشمالية والجنوبية، وسط استمرار تقدم الدبابات باتجاه المركز، مع توالي إصدار أوامر نزوح جديدة.
"الأيام" واصلت نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي على غزة، منها مشهد يرصد تصاعد المجازر على مدينة غزة، خاصة خلال ساعات الليل، ومشهد آخر يُسلّط الضوء على أوامر النزوح التي تلاحق المواطنين في كل مكان، ومشهد ثالث يُسلّط الضوء على بدء الاحتلال استهداف الأبراج والبنايات المرتفعة.

 

مجازر ليلية مروّعة
ما زالت مدينة غزة تتعرض لعدوان جوي وبري عنيف ومتواصل، وتشهد أحياؤها وضواحيها مجازر واسعة ومتتالية، تتزايد خلال ساعات الليل. ولا تكاد تمرّ ليلة دون تكثيف القصف والغارات، واستهداف شقق ومنازل، وخيام، كان قاطنوها نائمين، ينتظرون طلوع الصباح.
وشهدت ليلة الخميس الجمعة، سلسلة مجازر إسرائيلية بشعة ومروعة، إذ جرى قصف أكثر من 15 هدفاً مأهولاً خلال ساعات، معظمها شقق وخيام، باستخدام صواريخ حارقة، أدت إلى احتراق وتفحم جثامين الشهداء.
ونقل منقذون من جهاز الدفاع المدني روايات صادمة، عن عائلات أحرقتها الصواريخ، وظل أفرادها يصرخون طلباً للنجدة، لكن بسبب نقص الإمكانات والمعدات، لم يتمكن المنقذون من دخول الشقق المشتعلة إلا بعد وقت متأخر.
كما أكد أطباء يعملون في مشافي غزة، أن المجازر تتواصل على مدار الساعة، لكن حدتها تزيد خلال ساعات الليل، وأن الكثير من الإصابات تصل في وضع صعب للغاية، بعضها مبتور الأطراف، وأخرى محروقة، إضافة إلى جثامين متفحمة، ومقطعة إلى أشلاء.
بينما أكد مواطنون من سكان مدينة غزة، أنهم يعيشون الرعب والخوف في كل ليلة، وأن القصف لا يتوقف، وأصوات صراخ الجرحى وأقارب الضحايا يخترق صمت الليل.
وأشارت المواطنة "أم زهير" الفراني، التي تعيش في خيمة قرب مباني الجامعة الإسلامية غرب مدينة غزة، إلى أنه لا تخلو ليلة من حدوث مجازر في مدينة غزة، وفي السابق كان القصف مقتصراً على مناطق شمال وجنوب المدينة، لكن مؤخراً بات غربها هدفاً للقصف والغارات، وفي غضون أيام قليلة ارتكب الاحتلال عدداً من المجازر في محيط المنطقة التي تقيم فيها، غالبيتها استهدفت خياماً للنازحين.
وأوضحت الفراني أن الليل صار مرعباً للمواطنين، فالقصف يستهدف الخيام والشقق بشكل مفاجئ، وكم من عائلة نام أفرادها في خيمتهم، فمزقتهم الصواريخ.
ولفتت إلى أن الاحتلال يعمل على استهداف المدنيين، وحرمانهم من الراحة، وجعلهم يعيشون في قلق وخوف دائمين، ما يدفعهم إلى النزوح عن منازلهم.
وأعلن جيش الاحتلال أنه وبعد إصدار أوامر نزوح مرتقبة لمدينة غزة، من المتوقع تصعيد الغارات الجوية على المدينة، وأن تتصاعد الهجمات من سلاح المدفعية والمُسيّرات، ما ينذر بتصاعد أكبر للمجازر في المدينة.

 

أوامر الإخلاء تلاحق النازحين
يواصل جيش الاحتلال تقدمه البطيء في مدينة غزة، ويُصدر كل يوم تقريباً أوامر إخلاء تدريجية، تشمل مزيداً من الأحياء.
وبدا واضحاً أن قوات الاحتلال تتقدم من الناحية الشمالية لمدينة غزة، وتخلي حياً تلو آخر، حتى وصلت مؤخراً إلى منطقة "النفق"، وحي الدرج وسط المدينة، في تقدم خطير، وإحكام السيطرة على مزيد من الأحياء والمناطق.
ومؤخراً، ألقت طائرات الاحتلال منشورات باتجاه المواطنين من سكان شمال مدينة غزة، طالبت جميع القاطنين في المربعات "بلوكات" 699، 700، 712، 713، 716، 764 بالإخلاء، وتشمل حي الشيخ رضوان بالكامل، وبلدة جباليا المجاورة، إذ طلب الاحتلال من المواطنين سرعة النزوح باتجاه جنوب قطاع غزة، من خلال الطريق الساحلي "شارع الرشيد".
وجراء ذلك يتنقل المواطنون من مكان إلى آخر داخل مدينة غزة، وكلما صدرت أوامر إخلاء جديدة، انتقلوا إلى منطقة أخرى داخل المدينة وهكذا.
وقال المواطن وليد عبد الجواد، إنه وبعد صدور أوامر إخلاء لمنطقة جباليا توجه للإقامة عند أقارب له في منطقة "أبو إسكندر" شمال مدينة غزة، وما هي إلا أيام حتى صدرت أوامر نزوح جديدة للمنطقة التي نزح إليها، فاتجه إلى منطقة النفق، وطالتها أيضاً أوامر النزوح، فقرر التوجه إلى مناطق غرب مدينة غزة.
وأشار عبد الجواد إلى أنه وصل إلى منطقة الميناء، ووجدها مكتظة عن آخرها بالنازحين، ولا يوجد فيها موطئ قدم، ويعتقد أن الإخلاء سيصل إلى كافة مناطق مدينة غزة، لذلك قرر اختصار الأمر وعدم انتظار الإخلاء القادم، وتوجه إلى جنوب القطاع.
وبيّن أنه واجه مشكلة في عدم وجود مكان، واضطر لوضع خيمته في مواصي رفح، رغم خطورة المنطقة، لكنه اختار مكاناً منخفضاً لعله يحميه من الرصاص الطائش الذي يضرب مناطق مواصي رفح وخان يونس.
وبعد تقدم الدبابات من جهتي الشمال والجنوب، وإصدار أوامر نزوح واسعة، بات غالبية سكان مدينة غزة يتكدسون غربها، والجميع يعيشون حالة من الترقب والخوف، خشية إصدار أوامر نزوح تشمل جميع أنحاء المدينة، ما يعني أنهم سيكونون مضطرين للتوجه إلى جنوب القطاع، حيث الزحام الشديد، وعدم وجود مناطق خالية يمكن الإقامة فيها.

 

استهداف الأبراج والبنايات المرتفعة
دخل العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة غزة مرحلة جديدة بعد أن شرع جيش الاحتلال باستهداف الأبراج السكنية، والعمارات متعددة الطوابق، خاصة المرتفعة منها.
وقصفت طائرات الاحتلال برج مشتهى، بثلاث غارات متتالية، أسقطت خلالها 6 قنابل كبيرة على البرج، الذي يُعد أحد أكبر وأهم المباني السكنية في مدينة غزة، وتقطنه عشرات العائلات، وذلك بعد وقت قصير من إعلان وزير جيش الاحتلال ما سماه "فتح أبواب الجحيم على غزة".
وتنتشر في محيط البرج عشرات الخيام، والمباني السكنية، التي تضررت بصورة كبيرة بعد تدمير البرج بالكامل، وأصبحت عشرات العائلات بلا مأوى.
ويبدو أن الأمر لن يقف عند برج مشتهى، إذ أعلن جيش الاحتلال أنه بدأ مرحلة جديدة من عملياته في قطاع غزة، عبر تدمير الأبراج والعمارات العالية، وهي خطوة عادة ما تسبق الدخول البري لقوات الاحتلال، كما حدث سابقاً في مدينتي رفح وخان يونس.
ولاحقاً، طلب جيش الاحتلال إخلاء أحد أكبر الأبراج السكنية "برج مكة" غرب مدينة غزة، ويتكون من 16 طابقاً، وهو من أعلى الأبراج في غزة، ويضم نحو 65 شقة سكنية، تقطنه عشرات العائلات، إضافة إلى عائلات من النازحين لجأت إليه. وذكر مواطنون أن تدمير هذا البرج أشبه بمحو حيّ كامل دفعة واحدة.
ونشر الناطق باسم جيش الاحتلال خارطة جديدة لمدينة غزة، ظهر فيها عدد كبير من العمارات والأبراج السكنية مهدداً باستهدافها خلال الأيام المقبلة، تحت ذريعة أنها تستخدم لأغراض عسكرية ومراقبة ونشاطات مشبوهة، وفق قوله، الأمر الذي نفته إدارة برج مشتهى، مؤكدة أنها مجرد أكاذيب.
ووفق مواطنين ومراقبين فإن هدف قصف هذه الأبراج والمباني التي تؤوي مئات العائلات وآلاف النازحين الذين لا مأوى لهم، هو الضغط على السكان وإجبارهم على النزوح.
من جهته، أكد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل أن استهداف المباني المرتفعة ليس مجرد قصف للحجر، بل هو سياسة تهجير قسري للمدنيين، وأن عائلات كاملة تُرمى في العراء بلا مأوى، في غياب أي مساحات آمنة، موضحاً أن هذا الخطر لا يهدد حياة الناس فحسب، بل يسلبهم حقهم في البقاء والعيش بكرامة.

 

0 تعليق