ارتفاع كبير في انبعاثات غاز الميثان والتجارة العالمية مصدر ثلثها - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 7/9/20257/9/2025

|

آخر تحديث: 08:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:45 (توقيت مكة)

تُظهر أبحاث جديدة أن انبعاثات غاز الميثان في العالم مستمرة في الارتفاع بثبات، وأن التجارة العالمية تُمثل ما يقرب من ثلثها، وتحدث أكبر الزيادات في الدول النامية، خاصة في آسيا والمحيط الهادي.

وترصد الدراسة -التي نشرت في مجلة "طبيعة واتصالات"- انبعاثات غاز الميثان بشكل تفصيلي عبر 164 دولة و120 قطاعا اقتصاديا من عام 1990 إلى عام 2023 .

اقرأ أيضا

list of 3 items end of list

وحسب الدراسة، تشهد بلدان العالم النامي نموا سريعا في انبعاثات غاز الميثان حيث المزيد من المصانع، والمزيد من الزراعة، والمزيد من توليد الطاقة، وكل القطاعات التي تؤدي إلى انبعاثات غاز الميثان.

وتُظهر النتائج أنه في حين نجحت الدول المتقدمة في تنمية اقتصاداتها وخفض انبعاثات الميثان، لم تحقق المناطق النامية النجاح نفسه، إذ تتزايد انبعاثات الميثان لديها.

ويشهد النمو الصناعي في هذه البلدان ازدهارا ملحوظا، لا سيما في الأماكن التي يصعب فيها الوصول إلى التقنيات النظيفة. وهذا يعني، بحسب الدراسة، أن المكاسب التي حققتها الدول الغنية تُلغى بفعل ارتفاع الانبعاثات في أماكن أخرى.

وأشار الباحثون إلى أن "التجارة العالمية مسؤولة عن نحو 30% من انبعاثات غاز الميثان". ومع تحول أنماط التجارة، خاصة بين البلدان النامية، فإن مزيدا من الانبعاثات تأتي من أماكن لا تملك بعد البنية الأساسية أو التنظيم اللازم لإدارتها بشكل جيد.

ولا يبقى الميثان في الهواء طويلا مثل ثاني أكسيد الكربون، ولكنه أقوى بنحو 80 مرة في حبس الحرارة على مدى 20 عاما. كما أنه مسؤول عن نحو 30% من الاحتباس الحراري العالمي منذ بداية العصر الصناعي.

ولا يقتصر الأمر على ارتفاع درجة حرارة الكوكب فحسب، بل يُسهم الميثان أيضا في تلوث الهواء، مما يُسبب نحو مليون حالة وفاة مبكرة سنويا.

وبما أن غاز الميثان يتحلل بسرعة أكبر من ثاني أكسيد الكربون، فإن خفض انبعاثاته يمكن أن يساعد في استقرار درجات الحرارة العالمية خلال سنوات وليس خلال عقود.

إعلان

وقال البروفيسور يولي شان من جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة والمؤلف الرئيسي للدراسة: "الميثان لديه عمر جوي قصير، مما يعني أن التخفيضات اليوم يمكن أن يكون لها تأثير فوري".

وأضاف أنه "مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف الـ30 لتغير المناخ، تؤكد نتائج الدراسة الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عالمية منسقة، خاصة في المناطق النامية، حيث ترتفع الانبعاثات بشكل أسرع".

وتأتي بعض من أكبر مصادر الميثان من حفر النفط والغاز، والثروة الحيوانية، وإنتاج الأسمدة، والنفايات. لكن الدراسة تُشير إلى قطاع واحد تحديدا يحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وهي الأسمدة، إذ ينتج تصنيعها كميات كبيرة من انبعاثات الميثان، كما أن الطلب عليها في ازدياد مستمر.

وتقترح الدراسة عدة طرق لخفض هذه الانبعاثات، من بينها الكشف المتطور عن التسربات في عمليات النفط والغاز، وتوفير أعلاف أفضل للماشية لتقليل الانبعاثات الناتجة عن عملية الهضم، وأنظمة إدارة نفايات أكثر ذكاء.

كما تشير أيضا إلى دور المستهلكين، فاختيار تقليل استهلاك اللحوم الحمراء، على سبيل المثال، يمكن أن يقلل الطلب من الصناعات عالية الانبعاثات.

ويقول البروفيسور كلاوس هوباسيك، المؤلف المشارك من جامعة غرونينجن في هولندا، إن "هذه الدراسة تقدم خريطة طريق لصانعي السياسات لدمج الميثان في إستراتيجيات المناخ الوطنية".

وأضاف أن الأمر لا يقتصر على مكان حدوث الانبعاثات، بل يشمل أيضا أسبابها، وهو ما يتطلب دراسة سلسلة التوريد بأكملها.

وتشير الدراسة إلى أن الدول المتقدمة أثبتت إمكانية توسيع اقتصادها مع خفض انبعاثات الميثان في آن واحد من خلال أساليب إنتاج أنظف واستخدام أذكى للطاقة. ولكن بدون مساعدة، لن تتمكن الدول النامية من اتباع هذا المسار بسهولة.

كما تشير إلى أن خفض انبعاثات الميثان، خاصة في المناطق سريعة النمو، قد يكون له تأثير سريع وقوي على درجة حرارة الكوكب والصحة العامة.

وحسب الدراسة، لا يعد الميثان مجرد مصدر قلق بيئي، بل هو مرتبط بالاقتصاد والصحة والمستقبل المناخي، وأن التحرك السريع لخفض انبعاثاته قد يُبطئ الاحترار العالمي بسرعة، ويمنح العالم فرصة للتنفس مع ترسيخ إستراتيجيات الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المدى الطويل.

0 تعليق