Published On 8/9/20258/9/2025
|آخر تحديث: 15:47 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:47 (توقيت مكة)
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن لجوء الحوثيين إلى تكثيف استخدام الطائرات المسيرة بدلا من الصواريخ الباليستية يمثل تحولا نوعيا في المواجهة مع إسرائيل، مؤكدا أن هذه الخطوة أربكت منظومات الدفاع الجوي وأظهرت ثغراتها.
وأوضح الفلاحي أن طبيعة المسيرات الصغيرة وقدرتها على التحليق على ارتفاعات منخفضة تجعل من الصعب على الرادارات الإسرائيلية التقاطها، مشيرا إلى أن الدفاعات الجوية صُممت أساسا لرصد الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة، لا الأهداف الصغيرة ذات البصمة الحرارية المحدودة.
وأشار إلى أن ضربات الحوثيين الأخيرة اتسمت بتركيز جديد في نوعية الأهداف، إذ تجاوزت المطارات الكبرى مثل بن غوريون لتطال مناطق في النقب وإيلات، ما يعكس تصعيدا واضحا وتوسعا في نطاق الاستهداف داخل العمق الإسرائيلي.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أعلنت عن اعتراض 3 مسيرات أُطلقت من اليمن نحو إسرائيل، لكنها أكدت سقوط إحداها قرب مطار رامون دون وقوع إصابات، بينما ذكرت القناة 14 أن تقارير تحدثت عن انفجار مسيرة إضافية في المنطقة ذاتها.
وأضاف الفلاحي أن بطء إطلاق صفارات الإنذار، أو غيابها في بعض المواقع، يكشف عجز أنظمة الكشف المبكر عن رصد هذه الطائرات، مما يعمق أزمة الجيش الإسرائيلي ويبرز محدودية استجابته الفورية لتهديدات غير تقليدية.
تطور تقني
ورأى أن امتلاك الحوثيين قدرات تمكّنهم من تنفيذ هجمات متكررة والوصول إلى أهداف حساسة داخل إسرائيل يعكس مستوى متقدما من التطوير التقني، لافتا إلى أن اختراق مطار رامون مرتين خلال يومين يسلط الضوء على خطورة التحدي.
ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد من استهداف مسيرة يمنية لصالة المسافرين في مطار رامون، ضمن هجمات مستمرة تقول جماعة الحوثي إنها تأتي إسنادا للمقاومة الفلسطينية وردا على المجازر في غزة والاغتيالات التي طالت قادة من حكومتها في صنعاء الشهر الماضي.
إعلان
وبيّن الفلاحي أن الجيش الإسرائيلي يواجه معضلة في توزيع منظوماته الدفاعية، إذ يركز على حماية المنشآت النووية والمراكز الصناعية والوزارات السيادية والموانئ، مما يترك الأهداف البعيدة نسبيا أقل تحصينا، وبالتالي أكثر عرضة للاختراق.
وأضاف أن هذه المعادلة تجعل المناطق النائية مثل ديمونا وإيلات أهدافا سهلة للطائرات المسيرة، وهو ما ظهر مع تكرار تسللها رغم الاعتراضات المتفرقة التي أعلنت عنها إسرائيل في الأيام الأخيرة.
ووفق القناة 14 الإسرائيلية، فقد انتهى حادث تسلل إحدى المسيرات إلى منطقة ديمونا في النقب بعد عملية اعتراض، بينما أكدت إذاعة الجيش أن صفارات الإنذار دوت في المنطقة الصناعية القريبة، ما يعكس حالة استنفار وقلق متزايدين لدى المستوطنين.
وأكد الفلاحي أن هذا النوع من الهجمات يترك أثرا نفسيا عميقا في الداخل الإسرائيلي، حيث يشعر المستوطنون بانعدام الأمان، ويجد الجيش نفسه أمام تحدي الحفاظ على صورة الردع التي اهتزت بفعل مسيرات صغيرة الحجم لكنها شديدة الفاعلية.
0 تعليق