كيف يمكن أن يقلب الذكاء الاصطناعي مستقبل سوق العمل؟ دراسة تحذر - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
كيف يمكن أن يقلب الذكاء الاصطناعي مستقبل سوق العمل؟ دراسة مايكروسوفت تحذر من 8.4 مليون وظيفة مهدّدة

في دراسة استثنائية لأكثر من 200,000 تفاعل مع روبوت البحث Bing Copilot، حذّرت أبحاث مايكروسوفت من احتمال أن يقضي الذكاء الاصطناعي على عشرات الوظائف التقليدية، لا سيما المرتبطة بالقراءة، الكتابة، والتواصل والتعامل مع العملاء.

الدراسة تشير إلى أن عدد الوظائف الأمريكية المعرضة للأتمتة قد يتجاوز 8.4 مليون وظيفة، ما يسلط الضوء على تحدٍ اقتصادي واجتماعي جاد يتطلّب استجابة فورية وواضحة.

الوظائف الأكثر عرضة للأتمتة

كشف الباحثون عن أن الوظائف التي تعتمد على مهام مثل الترجمة الفورية، التحرير، خدمة العملاء، البيع، واستقبال الركاب، هي الأكثر عرضة للأتمتة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

تقنيات مثل Bing Copilot تستطيع أداء الكثير من المهام المرتبطة بتحليل اللغة والتواصل بسرعة ودقة.

قائمة بأبرز الوظائف المعرضة للخطر (حسب “AI applicability score”):

1. المترجمون الفوريون والمحررون
2. المؤرخون
3. ممثلو مبيعات الخدمات
4. الكتاب والمؤلفون
5. ممثلو خدمة العملاء
6. مبرمجو أدوات التحكم CNC
7. مشغلو الهاتف
8. موظفو التذاكر ووكلاء السفر
9. مذيعو الراديو ومقدمو البرامج
(تصنيف مستمد من الدراسة بتفاصيل درك النشاط ودرجة الخطورة)

الوظائف الأقل عرضة للأتمتة

على الجانب الآخر، أظهرت الدراسة أن الوظائف اليدوية الدقيقة، المرتبطة بالتفاعل البشري المباشر أو المهام اليدوية المتخصصة، تبقى أقل عرضة للأتمتة.

منها: مشغلو المعدات الثقيلة (مثل جرافات أو معدات التوجيه)، مهندسو السفن، مشرفو مكافحة الحرائق، وبعض الأعمال الطبية الدقيقة مثل مساعدي الجراحة.

أمثلة لأدوار منخفضة التأثر بالأتمتة:

• مشغلو معدات تشغيل Logging Equipment، Dredge Operators، Bridge Tenders
• الطاقم في مكافحة الحرائق والوظائف الطبية اليدوية المتخصصة
(تشير هذه الوظائف إلى الحاجة للفطنة البشرية والمهارات الحركية الدقيقة التي يصعب أو يستحيل تلقينها للذكاء الاصطناعي)

كاي فو لي: تحذير من مستقبل كارثي بدون إعادة تدريب


حذّر خبير الذكاء الاصطناعي الشهير، كاي فو لي، من أن نصف الوظائف الحالية قد تتأثر جديًا خلال 15 عامًا.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي محدود في مجالات الابتكار، التخطيط الاستراتيجي، والتفاعل الإنساني العاطفي.

لذا، شدد لي على أهمية إعادة تأهيل القوى العاملة بشكل جذري لمواجهة ما وصفه بـ”الثورة الصناعية الجديدة”.

النتائج والدلالات الاجتماعية والاقتصادية

الدراسة لا تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر بالكامل، بل يؤكد أن طبيعة الوظائف ستتغير بشكل كبير.

ففي بعض الحالات، قد يُعزّز الذكاء الاصطناعي إنتاجية العمل ويقلل الحاجة إلى العدد الكبير من الموظفين، إلا أنه في المقابل سيؤدي إلى إعادة تشكيل للأدوار الوظيفية المتاحة.

هذا يدفع نحو ضرورة إرساء سياسات تنظيمية توازن بين تعزيز الأتمتة وحماية حقوق العمال.

دور السياسات وإعادة المهارات

المعركة ليست بين الإنسان والآلة، بل بين الإنسان الذي يعرف كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي والآخر الذي لا يفعل.

الخبراء يؤكدون أن تنمية المهارات البشرية غير القابلة للتكرار والذكاء العاطفي، والتخطيط الاستراتيجي، والتفكير النقدي، ستكون عناصر فارقة في المستقبل الوظيفي.

 توصيات لمواجهة التحوّل

• التركيز على إعادة تأهيل القوى العاملة: برامج تدريبية تُعنى باتقان مهارات المستقبل مثل تحليل البيانات، التفكير النقدي، والتعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.
• إقرار سياسات دعم التحوّل الوظيفي: ضمان شبكات أمان اجتماعي للعمال المنتقلين بين الوظائف، وتفعيل دور القطاع العام في التوجيه والتدريب.
• تعزيز الوعي بــ”الذكاء الاصطناعي التعاوني”: تشجيع الاستخدام التعاوني للذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة وليس كبديل.

تسلّط الدراسة الضوء على أن الذكاء الاصطناعي يتجه لتغيير جذري في سوق العمل، حيث سيُؤثر بشكل خاص على الوظائف التي تعتمد على اللغة، الكتابة، التواصل، والمهام المتكررة.

ومن الناحية الأخرى، تبقى الوظائف التقنية الدقيقة واليدوية المستقلة أقل عرضة للتأثر.

التحوّل بات وشيكًا، والتحدي الحقيقي يكمن في تسليح القوى العاملة بالمهارات المناسبة وتصميم سياسات توازن بين التقدم التكنولوجي وحماية فرص العمل.

0 تعليق