آلاء منصور
Published On 9/9/20259/9/2025
|آخر تحديث: 10:39 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:39 (توقيت مكة)
قدمت دراسة أميركية جديدة أدلة توضح كيف يمكن للاستجابات المناعية أن تسبب التهابا مزمنا وتسهم في الأعراض المستمرة التي يعاني منها مرضى متلازمة التعب المزمن، مما يمهد الطريق لسبل علاجية جديدة لمجابهة أعراض هذه المتلازمة وغيرها من متلازمات ما بعد العدوى، مثل متلازمة كوفيد-19 طويلة الأمد.
ويظهر مرضى متلازمة التعب المزمن استجابات مناعية متزايدة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، ورغم أهمية هذه الاستجابات في مكافحة العدوى، فإن نشاطها المفرط يمكن أن يسبب أضرارا إذا لم يكبح.
وأجرى الدراسة باحثون من مركز العدوى والمناعة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، بالتعاون مع فريق من عدة باحثين رائدين في مجال متلازمة التعب المزمن/التهاب الدماغ والنخاع العضلي. ونشرت نتائجها في مجلة الصحة الأيضية والأمراض (npj Metabolic Health and Disease)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
تعد متلازمة التعب المزمن اضطراب منهك يستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، ويتميز بالشعور بتعب غير مبرر، وحدوث توعك وإرهاق بعد بذل مجهود جسدي، بالإضافة إلى ضعف الإدراك، وعدم تحمل الوقوف المستمر، كما يشير الكثير من المرضى إلى وجود آلام عضلية وخلل في الجهاز الهضمي.
تؤثر متلازمة التعب المزمن على ملايين الأشخاص حول العالم، وتعد أكثر شيوعا لدى الإناث من الذكور. ولم تفسر أسباب متلازمة التعب المزمن؛ ومع ذلك، وصفت سابقا بأنها اضطراب نفسي، إلا أن أدلة وافرة من دراسات للدم والعضلات والدماغ صنفتها على أنها متلازمة جسدية وبشكل متزايد وأوفى صنّفت كاضطراب بيولوجي يتمثل جوهره في اختلال تنظيم المناعة.
يعاني معظم المرضى من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا قبل الإصابة بمتلازمة التعب المزمن. افترض الباحثون أن هذه الحالة ناتجة عن استجابة مناعية غير طبيعية للعدوى، مما يؤدي إلى حدوث التهاب وتلف خلوي واضطرابات في عمليات الأيض. ويؤكد تداخل أعراض متلازمة التعب المزمن ومتلازمة كوفيد-19 الطويلة أن العدوى قد تسبب هذه المتلازمة.
إعلان
وفي إطار الدراسة الجديدة، أجرى فريق البحث تحليلا شاملا لعينات دم من 56 مريضا مصابا بمتلازمة التعب المزمن، إلى جانب 52 شخصا سليما من مجموعة ضابطة، اختيروا من مناطق جغرافية متنوعة، بما في ذلك نيويورك وكاليفورنيا من الولايات المتحدة.
ورسم الباحثون خريطة لكل من الميتابولوم (نواتج الأيض الخلوي) والبروتيوم (البروتينات المنتجة من خلال العمليات البيولوجية) باستخدام أحدث التقنيات.
وقاموا بمحاكاة العدوى عبر محفزات ميكروبية، وراقبوا استجابات الخلايا المناعية، مما أتاح رؤية غير مسبوقة للاختلال الوظيفي في المسارات المناعية المرتبطة بمتلازمة التعب المزمن.
كما كشفت النتائج عن وجود اضطرابات في العمليات البيولوجية المترابطة، التي عادة ما تلاحظ في الحالات الالتهابية المزمنة، وتشير إلى حالة من الخلل في عمليات الأيض، واضطراب المناعة، وتلف الأنسجة، مما قد يحفز حدوث استجابة التهابية على مستوى الأجهزة في الجسم. يعد فهم هذه العلاقات أمرا بالغ الأهمية لتطوير إستراتيجيات علاجية تستهدف جوانب متعددة من المرض.
0 تعليق