اليمن تستنكر العدوان على الدوحة وتدعو لمحاسبة إسرائيل - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

صنعاء- قوبل العدوان الإسرائيلي على قطر باستنكار واسع في اليمن من قبل أطراف سياسية اعتبرته "إرهابا وخرقا فاضحا للقانون الدولي"، فيما شدد خبراء، في حديث للجزيرة نت، على ضرورة تبلور موقف عربي وإسلامي عاجل لمحاسبة تل أبيب.

وأدانت وزارة الخارجية اليمنية -التابعة للحكومة المعترف بها دوليا- بشدة العدوان الإسرائيلي الذي اعتبرته "انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر الشقيقة"، و"خرقا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وقال بيان للوزارة إن هذا العدوان يقوّض الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، ويضع العراقيل أمام مساعي السلام والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، أدان رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيون) مهدي المشاط، العدوان الإسرائيلي على اجتماع وفد حركة حماس للمفاوضات في الدوحة، مشددا على أهمية الوقوف إلى جانب "الحركة المقاومة وكافة الفصائل المجاهدة".

وأضافت الخارجية أن ما حصل في الدوحة "يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة مع وجود كيان العدو الصهيوني"، وأن "ما حصل من عدوان صهيوني في قطر وتصريح العدو الفج حيال ذلك والمتجاوز لسيادة دولة ذات سيادة، يدق ناقوس الخطر لجميع الدول العربية والإسلامية، ما يستدعي الانتباه قبل فوات الأوان".

واتهم المشّاط الولايات المتحدة بالمسؤولية عما حصل نتيجة "دورها الشريك في جرائم الاحتلال"، وقال "إن ما ارتكبه العدو الصهيوني بالاستهداف الغادر للوفد المفاوض في حماس لن يزيد المقاومة إلا صلابة وقوة".

تجاوز كل الأعراف

بدوره، قال حميد عاصم، عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وعضو الفريق المفاوض بصنعاء، إن العدوان الإسرائيلي على الدوحة جريمة غادرة تستهدف ضيوفا كانوا في إطار جهود لإنهاء الحرب على غزة".

إعلان

وأضاف عاصم، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، مشيرا إلى أن "العدو الصهيوني دأب على ارتكاب جرائم الحرب والإبادة والترويع ضد شعوبنا في فلسطين ولبنان واليمن والعراق والأردن..".

ولفت إلى أن حصول إسرائيل على ضوء أخضر من أميركا "يشير إلى أن واشنطن مشاركة فاعلة في هذه الجريمة"، لأنه "لولاها لما أقدم الكيان الصهيوني على ارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء التي تمثل تجاوزا صارخا القانون الدولي  والسيادة  الوطنية  للدول.

ودعا الدول العربية – خاصة التي أقامت علاقات طبيعية مع إسرائيل – إلى أن ترد بقرارات حاسمة كقطع العلاقات وإعلان الدعم الصريح للمقاومة الفلسطينية وعدم الاكتفاء ببيانات الاستنكار.

انعكاسات خطيرة

وعلى الصعيد ذاته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد العزيز أبو طالب أن هذه الجريمة تمثل انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي ولسيادة دولة مستقلة "هي قطر الشقيقة".

وأضاف للجزيرة نت أن الجريمة تدل على أن الكيان الصهيوني أصبح في حالة من التفلت بأن يده تصل إلى أي مكان، إلا أنه في الحقيقة يمارس العجرفة وانتهاك السيادة الدولية.

ولفت إلى أن محاولة اغتيال وفد مفاوض تدل على أن "الكيان الصهيوني لا يريد السلام أو الوصول إليه، لأنه يقتل من يفاوض، فكيف يمكن أن نصل إلى سلام مع مثل هذه العقلية؟".

ونبه إلى أن ما وصفها "المحاولة الإجرامية" سيكون لها انعكاس خطير على مسار التفاوض؛ "إذ إن الكيان الصهيوني لا يريد الوصول إلى السلام، بل فقط يريد تحقيق أهدافه فيما يتعلق بالتغييرات الإستراتيجية المزمع إجراؤها في الشرق الأوسط، وهذا خطير لأنه يقع على حساب أمن واستقلال وسيادة الدول المستقلة".

العديد من الدول رأت في العدوان الإسرائيلي استهدافا للوساطة القطرية (رويترز)

الثقة في التفاوض

أما الباحث اليمني كامل المعمري، فيرى أن محاولة إسرائيل اغتيال قادة حماس في قطر، التي كانت تلعب دور الوسيط لوقف الحرب في غزة، تمثل عدوانا على دولة ذات سيادة وخرقا صارخا لكل القواعد التي يقوم عليها القانون الدولي.

وأضاف المعمري – في تصريح للجزيرة نت – أن العدوان على قطر بمثابة رسالة واضحة بأن إسرائيل قادرة على ضرب أي دولة عربية متى وأينما شاءت دون أي اعتبار للسيادة العربية أو للتحركات الدبلوماسية.

وأشار إلى أن العدوان على قطر "لم يستهدف فقط قادة حماس، وإنما استهدف الوساطة والدور الدبلوماسي لقطر.. والرسالة هنا واضحة: إسرائيل تتحرك وفق منطق القوة وحده، وترى أن المفاوضات مجرد غطاء يمكن تجاوزه في أي لحظة إذا تعارض مع أولوياتها العسكرية".

وبهذا التصرف، يقول المعمري "تم ضرب الثقة في العملية التفاوضية من أساسها، وأصبح واضحا أن المسار السياسي بالنسبة لتل أبيب ليس إلا أداة مؤقتة وليست التزاما حقيقيا".

ومضى قائلا "الأدهى أن العملية وقعت في لحظة كانت فيها قيادات حماس تناقش مقترح ترامب لوقف إطلاق النار، وتسريبات الكيان عن إبلاغ واشنطن مسبقاً تعكس أن الإدارة الأميركية كانت على علم بالعملية".

وهذا يعني، حسب المحلل، أن مقترح ترامب "كان مجرد كمين لتنفيذ هذا العمل الإجرامي، وهو ما يثير تساؤلات أخلاقية وسياسية حول مدى تورط واشنطن غير المباشر، حتى وإن لم يكن لها دور تنفيذي".

دعوة للتحرك

وفي السياق، يرى الصحفي اليمني محمد القاعدي أن العدوان الإسرائيلي "يستهدف قطر كدولة ودورها كوسيط يرعى ويحرص على استمرار المفاوضات بين كيان العدو والمقاومة الفلسطينية".

إعلان

وأوضح أن قطر بذلت جهوداً كبيرة على مدار عامين في رعاية المفاوضات، "لكن العدو الإسرائيلي قرر استهدافها وقصف ضيوفها وقادة العمل السياسي الذين ليس لهم أي صلة بالجانب العسكري، بينما الذرائع التي يتحدث عنها العدو لهذا الاستهداف لا يصدقها أحد".

ودعا إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل لوقف ما وصفها بـ"العربدة والاستباحة الصهيونية لقطر، التي أصبحت العاصمة الرابعة أو الخامسة التي يستهدفها العدو الإسرائيلي".

وتابع "علينا جميعا كعرب أن ندرك أن إسرائيل لا تفرق بين صديق وعدو، وتريد استباحة الجميع والتسيّد في المنطقة، وهذا الأمر لن نقبله كشعوب عربية وإسلامية".

0 تعليق