البحر المتوسط يسخن أكثر من المحيطات ويواجه مخاطر بيئية جسيمة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 10/9/202510/9/2025

|

آخر تحديث: 17:53 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:53 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

تشهد مياه البحر الأبيض المتوسط ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث سجّلت في يوليو/تموز 2025 متوسطا بلغ 26.9 درجة مئوية، وهو الأعلى منذ بدء القياسات، وفق بيانات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ.

وفي بعض المناطق مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا وصلت الحرارة إلى 28 درجة مئوية وأكثر، مما حوّل البحر إلى "حوض ساخن" بدلا من كونه ملاذا منعشا للسياح، وموئلا للتنوع البيئي البحري.

اقرأ أيضا

list of 3 items end of list

ويؤكد العلماء أن هذا الاحترار يتسارع بوتيرة أعلى حتى من المحيطات المفتوحة، بسبب الطبيعة شبه المغلقة للبحر المتوسط واتصاله المحدود بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق.

وأجرت جامعة كيل البريطانية تحليلا نشر في مجلة "نيتشر"، بالتعاون مع جامعة أنجيه الفرنسية، شمل 131 دراسة علمية حول تأثيرات التغير المناخي في البحر الأبيض المتوسط.

وابتكر الفريق البحثي مخططا مخصصا للبحر المتوسط، وهو أداة تقييم للمخاطر طوّرها فريق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "آي بي سي سي" (IPCC). ويُظهر المخطط بوضوح أن النظم البيئية البحرية والساحلية تواجه تهديدات متزايدة مع كل عُشر درجة إضافي من الاحترار.

واعتمدت الدراسة على سيناريوهين رئيسيين من مسارات الانبعاثات التي حددتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهما السيناريو المتوسط الذي يقوم على استقرار الانبعاثات بفضل سياسات مناخية معتدلة، لكن مع زيادة حرارة البحر المتوسط بما بين 0.6 و1.3 درجة مئوية بحلول عامي 2050 و2100.

أما السيناريو المرتفع، فيقوم على استمرار الانبعاثات بلا قيود، مما يؤدي إلى ارتفاع إضافي بين 2.7 و3.8 درجات مئوية خلال الفترة نفسها.

وفي الحالتين، تُظهر نتائج التحليل أن النظم البيئية لن تسلم من الأضرار، إذ تزداد المخاطر تدريجيا حتى مع ارتفاعات طفيفة. وسيكون لكل موطن في النظم البيئية آثار مباشرة وخطرة.

إعلان

وحسب السيناريوهين، فإن الأعشاب البحرية مهددة بالانقراض الكامل بحلول عام 2100 مع ارتفاع درجة الحرارة 0.8 درجة إضافية، كما يُنتظر تراجع الأنواع الأصلية من الطحالب، مقابل انتشار الطحالب الغازية التي تنتعش جراء الحرارة.

ومع التغيرات المناخية، يُتوقع تقلص مخزونات الأسماك بنسبة تتراوح بين 30 و40% مع تحرك الأنواع شمالا وظهور أسماك دخيلة مثل الأسد السمكي.

كما تواجه الشعاب المرجانية مخاطر متوسطة إلى مرتفعة رغم مرونتها النسبية، بدءا من درجة حرارة تتجاوز3.1 درجات مئوية.

ومن المتوقع أيضا أن تتأثر العوالق والكائنات الدقيقة، مما يؤدي إلى تغيّر المجتمعات البحرية وارتفاع تواتر المد الأحمر والطحالب السامة.

وحسب الدراسة، يهدد الاحترار وارتفاع مستوى البحر بشكل مباشر الشواطئ والكثبان الرملية، حيث ستُفقد مساحات واسعة وتزيد مستويات التعرية، مما سيؤثر على مواقع تعشيش السلاحف، التي سيصبح أكثر من 60% منها مهددا بالزوال.

وترجح الدراسة أن تحصل تغيرات نباتية واسعة النطاق في المسطحات الساحلية، من مستنقعات وبحيرات ودلتا، مع انتشار الأنواع الغازية، كما ستتعرض المياه الجوفية الساحلية لخطر التملّح ونقص موارد المياه العذبة.

ويصف العلماء البحر المتوسط بأنه "بؤرة ساخنة للتغير المناخي، ومختبر طبيعي" يرصد تأثيرات الاحترار بشكل أسرع من المحيطات، ويرون ما يحدث فيه إنذارا مبكرا لبقية مناطق العالم.

ويشير العلماء إلى أن القرارات السياسية هي التي ستحدد ما إذا كانت النظم البيئية ستنهار كليا أو تظل قادرة على الاستمرار، إذ إن لكل عُشر درجة من الحرارة الزائدة أثر حاسم.

وتُعد موجة الحر المستمرة في البحر المتوسط أحد أهم سياقات "الشذوذ" البحرية المُلاحظة عالميا في عام 2025، وهي موجة حر بحرية استثنائية أخرى، بعد ارتفاع ملحوظ في درجات حرارة البحار في السنوات الأخيرة.

ويشدد الباحثون على ضرورة تعزيز التعاون العلمي وتوسيع شبكات المراقبة لمعالجة هذه الفجوات، إذ لم يعد التغير المناخي تهديدا مستقبليا، بل واقعا يضرب النظم البيئية في البحر المتوسط بشكل خطر.

0 تعليق