محمد وتد
Published On 10/9/202510/9/2025
|آخر تحديث: 21:24 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:24 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
القدس المحتلة- بعد ساعات من فشل محاولة اغتيال قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، تفجّرت في الساحة الإسرائيلية عاصفة من الانتقادات الحادة الموجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فقد حمّله سياسيون ومحللون مسؤولية التداعيات المباشرة لهذه العملية على مسار مفاوضات التبادل ومصير المحتجزين في غزة.
وتمحور إجماع المحللين حول أن استهداف قادة حماس لن يغير شيئا في موازين القوى، ولن يدفع الحركة إلى الاستسلام أو القبول بصفقة تبادل وفق الشروط الإسرائيلية.
بل إن الفشل في تنفيذ العملية زاد من التشاؤم داخل الأجهزة الأمنية، وأعاد إلى الواجهة أزمة عزلة إسرائيل الإقليمية والدولية، مع تحميل نتنياهو مسؤولية التهور وغياب التنسيق مع الموساد والجهات الأمنية.
واعتبرت التحليلات الإسرائيلية أن ما جرى يعكس هروبًا إلى الأمام من أزمات نتنياهو الداخلية، بدءًا من احتجاجات الشارع الإسرائيلي ووصولا إلى الإحراج الناتج عن عملية القدس الأخيرة، عبر محاولة تصدير الأزمات للخارج.
الرهان الإستراتيجي لإسرائيل
وفي سياق الكلفة والأثمان الدبلوماسية التي قد تدفعها إسرائيل، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن إسرائيل تراهن منذ مدة طويلة على كل رصيدها في الحرب ضد حماس وربما في الشرق الأوسط بشكل عام، مشيرا إلى أن الهجوم الأخير في قطر "رفع مبلغ الرهان بشكل كبير".
وأضاف المحلل العسكري أن مقربين من نتنياهو وصفوا العملية بأنها "إنجاز كبير ليس عسكريا واستخباراتيا فقط، بل إستراتيجيا أيضا، ويقرب إسرائيل نحو الانتصار"، لكن هرئيل دعا إلى الحذر من هذه التقييمات، خصوصا فيما يتعلق بتأثير العملية على مصير المحتجزين والكلفة الدبلوماسية التي قد تدفعها حكومة نتنياهو.
وأشار هرئيل إلى أن إسرائيل سبق أن هاجمت أهدافا خارج أراضيها، في اليمن وإيران، إلا أن تنفيذ العملية داخل قطر يمثل خطوة مختلفة، نظرا لتعقيد العلاقات مع الدوحة.
إعلان
واعتبر المحلل العسكري أن العملية قد تضغط على حماس، غير أنها لا تضمن كسر روح قيادتها المتبقية بعد هجوم 7 أكتوبر.
تشاؤم في الأجهزة الأمنية
رصد المحلل العسكري والاستخباراتي رونين بيرغمان، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حالة التشاؤم التي سادت داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية بعد فشل عملية "قمة النار" ضد قادة حماس في الدوحة.
وأوضح أن فشل العملية تسبب في إرباك إسرائيل على المستوى الدولي، وأثار شكوكا حول نجاح الهجوم في إصابة الأهداف المحددة.
في البداية، يقول بيرغمان "كان هناك تفاؤل لدى سلاح الجو، والشاباك، والاستخبارات العسكرية بشأن نتائج العملية"، خاصة أن الهجوم نُفذ خلال اجتماع لقادة الحركة، وظهرت مؤشرات على إصابة المبنى المستهدف بأضرار جسيمة، إلا أن بيان حماس لاحقًا أكد فشل العملية.
وأشار إلى أن فشل العملية يفاقم الضغوط الداخلية على إسرائيل، ويضع الأجهزة الأمنية في موقف صعب أمام الإدارة الأميركية والدول العربية، ويعكس تحديات كبيرة في استهداف قيادات حماس خارج أراضيها.
خطوة انتقامية
اعتبر الإعلامي والناقد التلفزيوني الإسرائيلي روغيل ألبر، أن محاولة اغتيال قيادة حماس في قطر لم تكن تهدف فقط لتصفية القادة، بل تمثل محاولة من نتنياهولإعادة تشكيل وعي الجمهور الإسرائيلي بطريقة مفادها أن رئيس الوزراء قوي ومستقل.
ويرى ألبر أن العملية تحمل رسائل مزدوجة:
تعزيز شعور الإسرائيليين بالعدالة، والانتقام الرمزي من القادة الذين ظهروا في 7 أكتوبر. وفي الوقت نفسه، صرف الانتباه عن الأزمات الداخلية وتأجيل صفقة المحتجزين بما يخدم أجندة نتنياهو السياسية.ويضيف ألبر أن العملية لعبت على المشاعر الوطنية، حيث تغذت الرغبة الجماهيرية الإسرائيلية في الانتقام، مع تعزيز الروح المعنوية وخلق انطباع بالقوة والقدرة على الرد، حتى وإن كان ذلك على حساب المخاطر الدبلوماسية.
ووفقا للناقد، فإن الرسائل السياسية للخطوة لم تتوقف عند حد توجيه التحذير لحماس، بل شملت أيضا رسالة ضمنية بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "في جيب نتنياهو"، ما يضع خصومه أمام حقيقة أن تدخل ترامب لن يكون حاسما في ملف المحتجزين أو إنهاء الحرب.
ويخلص الناقد إلى أن هذه الخطوة، رغم فشلها من منظور العمليات العسكرية، تظهر براعة نتنياهو في استخدام الرمزية السياسية والمسرح الإعلامي لتحقيق أهدافه الشخصية، وإعادة صياغة القواعد الداخلية للعبة السياسية في إسرائيل.
العملية لم تحسم
من جانبه، يرى المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أن الهجوم على قيادة حماس في الدوحة لم يُحسم بعد من حيث كونه ضروريا أو مفيدا، مؤكدًا أن تقييم نجاح العملية يحتاج إلى وقت لمعرفة من تم تصفيته ومن نجا، وما إذا كانت العملية ساعدت في تسريع المفاوضات وإضعاف معارضي خطة ترامب، أم عززت موقف حماس.
إعلان
ويشدد بن كسبيت على أن الهدف الأساسي للعملية هو إعادة المحتجزين وضمان سلامتهم، ويعتبر أن "ضرب قيادة حماس خطوة مهمة، لكن النجاح الكامل مرتبط بكيفية حماية المحتجزين، مع وجود قلق من عدم إعطاء هذا الجانب الأولوية الكافية على المستوى السياسي والأمني".
ويكشف المحلل أن الموافقة على "تصفية كبار مسؤولي حماس في قطر" صدرت منذ أسابيع وبقيت سرية، بمشاركة الشاباك والمخابرات العسكرية، في حين أبدى رئيس الموساد ديفيد برنيع تحفظات على توقيت العملية، وحذر رئيس الأركان إيال زامير من المخاطر في حال تنفيذها خارج التوقيت المناسب.
ويشير كسبيت إلى أن نتنياهو يسعى من خلال العملية لإضفاء صورة النصر، "مستفيدًا من محدودية وقته على خط الائتمان الأميركي، وآملاً في تحقيق مكاسب سياسية، بإعادة المحتجزين، وإنهاء الحرب".
0 تعليق