منازل بلا سكان وسكان بلا منازل.. كيف يغذي غسل الأموال أزمة السكن في غانا؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 11/9/202511/9/2025

|

آخر تحديث: 06:20 (توقيت مكة)آخر تحديث: 06:20 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

في قلب العاصمة الغانية أكرا، تتصاعد أبراج سكنية فاخرة خلف جدران عالية وأسوار كهربائية، لكن شرفاتها مغلقة ونوافذها موصدة، وحراسها يراقبون مداخل لا يطرقها أحد.

مشهد يختصر مفارقة قاسية: مدينة تعاني عجزا يقدّر بـ1.8 مليون وحدة سكنية، في حين تظل مئات الشقق الفاخرة خاوية.

في أحياء النخبة مثل إيست ليغون وكانتونمنتس وأوسو، ترتفع أسعار الشقق إلى أكثر من 100 ألف دولار، مما يخرجها من متناول الطبقة الوسطى.

ويحذر ديفين أغور، رئيس مجموعة "غرف الإيجار"، في حديثه لـأفريكا ريبورت من أن "أكرا قد تتحول إلى مدينة أشباح خلال عقد إذا استمرت الأسعار في الارتفاع".

ترتفع الأبراج السكنية في أكرا في وقت لا يجد فيه مئات الآلاف من الغانيين مساكن تأويهم (ويكيميديا)

ملاذات آمنة للأموال القذرة

كشفت تحقيقات رسمية، أوردتها أفريكا ريبورت، أن طفرة العقارات الفاخرة لا تغذيها الحاجة للسكن، بل تدفقات أموال غير مشروعة، خاصة من شخصيات سياسية ورجال أعمال يبحثون عن قنوات لغسل أموالهم.

وتقول ماري أويليانا أدا من منظمة الشفافية الدولية إن "السوق الذي يفترض أن يوفر المأوى، تحوّل إلى سوق للسرية".

من جانبها، أكدت هيئة الجرائم الاقتصادية المنظمة ومركز الاستخبارات المالية في غانا تكثيف الجهود لتعقب هذه الأموال، مع وعود بإعلانات ومحاكمات وشيكة.

لكن المسؤولين يعترفون بأن حجم المشكلة كبير، خاصة مع دخول العملات المشفرة في تسعير العقارات، مما يخرجها من نطاق الرقابة الحالية.

ويرى خبراء أن الأبراج الفاخرة تُبنى كرموز للثراء أكثر من كونها مساكن، وهو ما يفاقم الفجوة بين العرض والطلب.

وتوضح الخبيرة المالية صوفيا كافوي تايي أن غسل الأموال "يشوه الاستثمارات ويرفع الأسعار بلا مبرر اقتصادي"، مما ينعكس على إنتاجية المدن ويطيل ساعات التنقل للعمال.

تعتبر نيروبي إحدى أكبر المدن الغابية في العالم
لا تقتصر الظاهرة على أكرا بل تمتد لمدن أفريقية مثل نيروبي (الجزيرة)

ظاهرة أفريقية

أكرا ليست استثناء، فمدن مثل نيروبي ولواندا ولاغوس شهدت مشاريع إسكان فاخر بقيت شققها فارغة، في وقت يعيش فيه ملايين الأفارقة في أحياء عشوائية. وتشير بيانات أفريكا ريبورت إلى أن 58% من سكان المدن الغانية يقيمون في مساكن غير رسمية، مع تزايد النسبة سنويا.

بين الإنجاز والتحدي

رغم خروج غانا من "القائمة الرمادية" لمجموعة العمل المالي عام 2020، فإن تطبيق القوانين ما زال متذبذبا.

إعلان

وكما قال أحد مسؤولي مكافحة الجريمة "المجرمون سيبحثون دائما عن ثغرات، ومهمتنا أن نسدها قبل أن يفتحوا غيرها".

0 تعليق