أكدت نائبة رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، جيلسومينا فيجليوتي، أن البنك يعيد توجيه استراتيجيته في الأردن للتركيز بشكل مكثف على "التمويل المستدام" و"الاقتصاد الأخضر"، مع تبني أدوات تمويل مبتكرة لمواجهة التحديات الوطنية، لا سيما في قطاعي المياه والطاقة.
وفي تصريحات صحفية، كشفت فيجليوتي أن حجم تمويلات البنك للمملكة تجاوز 3.5 مليار دولار منذ عام 1979، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً نوعياً نحو المشاريع التي تحقق أثراً بيئياً واقتصادياً ملموساً.
خارطة طريق للتمويل المستدام
أوضحت فيجليوتي أن البنك بدأ بتطبيق نماذج تمويل متقدمة في الأردن، أبرزها:
مبادرة "بنك المناخ": تهدف لدعم الاقتصاد الأخضر عبر تمويل مشاريع خفض الانبعاثات وتعزيز الطاقة المتجددة، وتجسدت مؤخراً في اتفاقية ضمان بقيمة 45 مليون دولار مع بنك الأردن الكويتي لدعم الشركات المحلية المستدامة.
"التمويل القائم على النتائج": نموذج مبتكر يُطبق في قطاع المياه لضمان تحقيق أثر فعلي في تحسين كفاءة الاستخدام وتقليل الفاقد، بدلاً من مجرد تمويل البنية التحتية.
التعاون مع البنك المركزي: اتفاقية لدعم تطوير أطر تنظيمية تساعد البنوك الأردنية على دمج تقييم المخاطر المناخية في عملياتها الائتمانية.
أثر ملموس على الاقتصاد المحلي
شددت فيجليوتي على أن دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة يبقى أولوية، نظراً لدورها في تحريك الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
وأشارت إلى أن تمويلات البنك خلال الأعوام الماضية ساهمت في دعم نحو 800 شركة أردنية، مما مكّن من خلق أو الحفاظ على أكثر من 45 ألف فرصة عمل.
شراكة استراتيجية لمواجهة التحديات
وجددت نائبة رئيس البنك التأكيد على عمق الشراكة مع الحكومة الأردنية، حيث يتم عقد لقاءات دورية لمواءمة أولويات التمويل مع الخطط التنموية الوطنية.
وأكدت قدرة البنك على تقديم قروض ميسرة ومنح إضافية من الاتحاد الأوروبي، مما يمنح الأردن مرونة مالية لتنفيذ مشاريعه الاستراتيجية في قطاعات حيوية كالمياه والطاقة والنقل والصحة والتعليم.
ولمواكبة التحولات العالمية، كشفت فيجليوتي عن إطلاق البنك أداة رقمية متطورة لمساعدة المستثمرين والمؤسسات على تقييم مدى استدامة مشاريعهم وفق المعايير البيئية، بهدف جذب استثمارات نوعية تتوافق مع التوجه العالمي نحو الاقتصاد الأخضر.
0 تعليق