الهجوم الإسرائيلي على قطر كشف الحقيقة المرة بلا أي مواربة: أمريكا الدولة التي تربطها مع قطر اتفاقية دفاع مشترك اكتفت بالمشاهدة ولم تتحرك لحمايتها! كل ما فعلته كان مجرد إظهار الاستياء مع محاولة تبرير الهجوم بأنه "دفع المفاوضات نحو وقف إطلاق النار في غزة" حسب تصريحات ترامب نفسه. وأوضح أنه حاول إبلاغ قطر عبر ويتكوف لكن كان الأوان قد فات رغم أن رئيس وزراء قطر نفى تلقي أي إنذار مسبق
القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر الأكبر في العالم لم تتحرك إطلاقًا رغم أنها سبق وأن صدت هجمات صاروخية إيرانية على إسرائيل لأيام متواصلة. هذا الواقع يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك: القواعد العسكرية الأجنبية لا تحمي أحدًا سوى إسرائيل! ترامب لم يتردد في الإعلان أن الأموال الخليجية مقابل الحماية لكن عندما احتاجت دولة عربية لهذه الحماية لم تتحرك أمريكا ساكنًا والتحذيرات جاءت متأخرة بعد بدء الضربة
حتى مع قدرة القاعدة الأمريكية على التصدي للضربة الإسرائيلية لم يحدث شيء بل إن أمريكا كانت وراء إعادة الطائرات الإسرائيلية في الجو بعد أن انطلقت لضرب إيران تزامنًا مع وقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية مما يوضح ازدواجية المعايير. ترامب يرمّي المسؤولية كاملة على نتنياهو لكنه لا يستطيع التملص من حقيقة تقاعس بلاده عن حماية شقيقتها قطر
الوعد الأمريكي بأن الضربة الأخيرة ستكون الأخيرة يبقى مجرد كلام فهل يضمن أحد تنفيذ هذا الوعد إذا استغل نتنياهو أي فرصة جديدة لضرب قطر تحت ذرائع مختلفة؟ الهدف هنا كان دفع مفاوضات غزة أو صفقة الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لكن العبرة واضحة: لا حماية أمريكية لنا نحن العرب مهما دفعنا من أموال ومهما أقمنا قواعد عسكرية على أراضينا
النجاة الوحيدة هي بالاعتماد على أنفسنا، على تضامننا وتحالفنا المشترك. مصر فهمت ذلك منذ زمن ورفضت بحزم إقامة أي قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها سواء في البحر المتوسط أو البحر الأحمر وفضّلت بديلًا قائمًا على قوات عربية مشتركة. على مدار عقود تعرضت مصر لضغوط هائلة لإقامة قواعد غربية وشرقية لكنها حافظت على سيادتها مكتفية بالمناورات المشتركة مع الجميع لما فيه مصلحة وطنية واضحة.
0 تعليق