قال الإعلامي مصطفى بكري، إن ما حدث في العاصمة القطرية الدوحة لا يُعد مجرد استهداف لدولة خليجية، بل يمثل "اهتزازًا لشريان الطاقة" الذي يمد أوروبا بالغاز ويمنحها القدرة على مواجهة روسيا، خاصة بعد تداعيات الحرب الأوكرانية.
الغاز ورقة ضغط جديدة
وأضاف "بكري"، خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" المذاع على قناة "صدى البلد"، مساء الخميس، أن أوروبا التي اعتبرت الغاز القطري ضمانة استراتيجية وجدت نفسها أمام واقع جديد، إذ يمكن أن يتحول هذا الغاز ذاته إلى ورقة ضغط في "لعبة النار" الجيوسياسية.
وأشار إلى أن الضربة الأخيرة كشفت عن انتهاء مبدأ "القداسة" الذي كان يحكم معادلة الحماية الأمريكية في المنطقة، متابعًا "إذا كانت قطر بكل ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري قابلة للاستهداف، فما الذي يمنع أن يكون الدور على أي عاصمة عربية أخرى؟،
النظام الدولي يفقد الثقة
وحذر من أن غياب الردع يفتح الباب أمام فوضى غير محسوبة، مؤكدًا أن ما جرى لا يمكن اختزاله في صراع بين إسرائيل وحركة حماس، بل يعكس تآكل الثقة في النظام الدولي.
واعتبر أن الولايات المتحدة فقدت رأسمالها الرمزي في المنطقة وأصبحت مجرد قوة عسكرية بلا تأثير معنوي، الأمر الذي يعيد الشرق الأوسط إلى "شريعة الغاب".
اهتزاز النظام الإقليمي
وشدد بكري، على أن تل أبيب قد تعتبر اغتيال قيادي هنا أو هناك انتصارًا قصير المدى، لكن "الضربة على الدوحة هزت النظام الإقليمي بأكمله".
واختتم قائلًا: "الرصاص لا يُلغي قضية، والقصف لا ينهي فكرة، لكن سقوط الثقة هو الذي يغير التاريخ".
0 تعليق