مشرّدون يبيتون في العراء لغياب المساحات الخالية في غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


كتب خليل الشيخ:


"ثلاثة أيام بلياليها ونحن هنا بلا مأوى ننتظر الفرج من عند الله"، بهذه الكلمات علقت "أم محمد" بارود على واقع سيئ تمر به أسرتها الممتدة المكونة من 23 فرداً، والتي تبحث عن مكان لنزوح جديد جنوب وادي غزة.
وقالت: "بنقضي ساعات النهار تحت الشمس وبالليل بنام في العراء وبكل لحظة نتوقع ننقصف".
وكانت المواطنة بارود (65 عاماً) حزينة بعدما اضطرت للنزوح من منزلها الواقع في منطقة "المخابرات" شمال قطاع غزة من دون أن تحدد وجهتها، مشيرة إلى أنها لا تعلم أين سيكون مكان نزوحها الجديد.
"السواق مرضيش يصل لخان يونس عشان الأجرة بتكفيش، أصلو طلب 4000 شيكل مقابل نقلنا من المخابرات لحد شاطئ خان يونس، ولما مرضناش ندفع إلا 2500 شيكل نزلنا عند شاطئ الزوايدة ورجع".
لم تكن المواطنة بارود وعائلتها وحدهم الذين يبيتون في العراء، بل شوهدت عشرات الأسر وهي تضع رحالها في أماكن متباعدة في محيط شاطئ الزوايدة بانتظار تحديد مكان نزوح جديد.
النازح أسامة تايه (40 عاماً) كان قد حضر للتو من رحلة بحث عن أي مساحة قد تؤوي أسرته المكونة من ثمانية أفراد برفقة أسرة شقيقه المكونة من ستة آخرين.
وقال: "مفيش مساحات مناسبة، كل الأراضي المجانية اللي نزحنا فيها في السابق ممتلئة إلى حد الاكتظاظ، وملناش إلا ندور على أرض استئجار".
يرفض "تايه فكرة استئجار أرض لا لسبب سوى أنه لا يستطيع دفع مقابلها. وأضاف: "الفكرة انو معناش نستأجر وندفع على المتر المربع الواحد خمسة أو ستة شيكل أي راح ندفع ما بين 60 و800 شيكل للأسرة الواحدة شهرياً، وهو مبلغ كبير مقارنة بالواقع المادي الصعب الذي نمر به". وتابع: "مش بكفي دفعنا 2000 شيكل أجرة نقل من شارع الجلاء لحد الزوايدة".
ومع تصعيد الاحتلال قصف منازل المواطنين والمطالبة بالنزوح عقب ورود تهديدات بقصف المنازل، لاسيما في المناطق الجنوبية من مدينة غزة، زادت حركة النزوح.
وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال تعمد خلال اليومين الماضيين إحداث زعزعة داخل الأحياء السكنية في مختلف مناطق مدينة غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال يواصل توجيه إنذارات بالأخلاء لا سيما في الأحياء السكنية المكتظة لدفع الناس إلى النزوح جنوب القطاع.
وتركزت هذه التهديدات والأوامر بالإخلاء في مناطق غرب غزة وشمالها، لا سيما في مخيم الشاطئ، حيث قدر عدد المباني التي أعلن جيش الاحتلال النية بتدميرها بـ300 مبنى، ما ضاعف أعداد الأسر التي اضطرت للنزوح.
يعيش هؤلاء النازحون ظروفاً مأساوية للغاية، بدءاً من اضطرارهم للرحيل تحت وقع القصف والتهديد بالموت، مروراً بأشكال المعاناة على الطريق العام "شارع الرشيد" المخصص لمرور النازحين من مدينة غزة باتجاه الجنوب، وانتهاءً بغياب المساحات المخصصة لاستيعابهم.
واحتشدت المئات من الشاحنات الكبيرة والصغيرة والمركبات التي تجر عربات على طريق الرشيد الساحلي، بدءاً من مفترق النابلسي شمالاً وحتى مفترق النويري جنوباً، بحيث تسير حركة السير ببطء وبوتيرة ضعيفة.
ولوحظت خلال الأيام القليلة الماضية حركة نزوح كبيرة على شوارع مدينة غزة المؤدية إلى مفترق النابلسي، حيث تنطلق المركبات من مناطق شمال وجنوب مدينة غزة، كأحياء الشيخ رضوان والصبرة والزيتون والمخابرات والكرامة، وطريق الجلاء الشمالي، ومخيم الشاطئ.
وقال "أبو بسام" وهو سائق شاحنة: "الطلب على نقل النازحين يزداد على مدار الساعة بسبب زيادة اعتداءات الاحتلال على المواطنين داخل منازلهم، مشيراً إلى أن تكاليف النقل تثقل كاهل هؤلاء النازحين بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الوقود.
وأضاف: "الحركة على الطريق صعبة وبطيئة بسبب وعورة الشارع الوحيد الذي يربط شمال غزة بجنوبها من جهة، واكتظاظ الشاحنات التي تنقل النازحين من جهة أخرى".

 

 

0 تعليق