"مستشفى حمد".. شاهد على قتل الجوعى شمال غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مراسلو الجزيرة نت

محمد أبو قمر

Published On 12/9/202512/9/2025

|

آخر تحديث: 10:26 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:26 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

غزة- قطع شاب غزي مصاب مسافة كيلومترين سيرا على الأقدام حتى وصل إلى قسم الاستقبال والطوارئ في "مستشفى حمد للتأهيل"، بعدما أصيب بشظايا رصاصة دبابة إسرائيلية متمركزة قرب موقع زيكيم العسكري شمال غرب قطاع غزة.

واستقرت شظايا الرصاصة في كتف المصاب مما استدعى تدخلا طبيا للسيطرة على النزيف قبل نقله إلى مجمع الشفاء الطبي لاستكمال الإجراءات التشخيصية.

يروي الشاب -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت كيف وصل من المحافظة الوسطى بغزة إلى منفذ زيكيم على بعد أكثر من 25 كيلومترا بحثا عن شقيقه الذي فقدت آثاره هناك منذ يومين أثناء بحثه عن قليل من المساعدات الغذائية.

وبعد عملية بحث استمرت ساعات شاهد الشاب ملابس شقيقه وبقايا عظامه وقد نهشتها الكلاب، لكنه ما أن حاول لملمة ما تبقى منه، حتى باغته قناص إسرائيلي بطلق قاتل.

إستهداف قاتل

وفي مستشفى حمد الواقع شمال غرب مدينة غزة، يبدو المشهد صادما، حيث تكدُّس الشهداء والمصابين من منتظري المساعدات الذين يترددون عليه يوميا، وذلك بعدما افتتح قسما للاستقبال والطوارئ في منتصف يونيو/حزيران الماضي كاستجابة طارئة للأحداث الميدانية القريبة منه.

وتنشغل الطبيبة إسلام الشعراوي في متابعة إصابة فتاة بعيار ناري أطلقته طائرة مُسيَّرة على حي الشيخ رضوان بمدينة غزة الذي يشهد قصفا مكثفا منذ عدة أيام، ووصلت إلى المستشفى عبر عربة يجرُّها حمار.

تقول الشعرواي في حديثها للجزيرة نت، إن قسم الاستقبال والطوارئ يعمل على مدار الساعة، وتبلغ ذروة عمله يوميا وقت دخول المساعدات من منفذ زيكيم، حتى يصل بهم بعض الأحيان للتعامل مع 200 إصابة في وقت واحد، وهو ما يشكل ضغطا هائلا على الكادر الطبي المناوب.

وفي ظل كثرة الإصابات، يعطي الطاقم الطبي الأولوية للأخطر في محاولة لإنقاذ حياتهم وتقديم الخدمة الأولية العاجلة قبل نقلهم لمستشفيات مدينة غزة.

عربات تنقل مصابين من طالبي المساعدات شمال قطاع غزة
سيارة إسعاف تنقل المصابين من طالبي المساعدات إلى المشفى (الجزيرة)

وتروي الطبيبة الشعراوي شهادات صعبة لتكدُّس الإصابات في جميع الأماكن المخصصة لعمل طواقم الطوارئ، مما استدعى تدخل الطاقم للتعامل مع الحالات وهي ملقاة على العربات ووسائل النقل البدائية التي تجلبهم من مناطق تجمع منتظري المساعدات الوعرة شمال غرب قطاع غزة.

إعلان

وتلاحظ الطبيبة أن معظم الإصابات التي تتردد عليها ناتجة عن رصاص قناصة جنود الاحتلال الذين يتعمدون قتل الجوعى عبر استهداف مركّز على الرأس، "وفي أحيان كثيرة يفقد المصاب فكه كاملا، ويتفجر الرصاص في رأسه".

وتقول الشعراوي "يركز قناصة جيش الاحتلال على الرأس والمناطق العلوية من الجسد مما يزيد احتمالية الوفاة، وحتى في حال استهداف الأطراف السفلية يكون متعمدا أيضا لأن تؤدي الرصاصة إلى البتر"، وهذا يتضح من طبيعة الإصابات التي يعاينونها يوميا.

نقص المستلزمات

من جانبها، تشتكي الطبيبة بسمة نجم من نقص المستلزمات الطبية المخصصة لتقديم خدمات الطوارئ، وذلك مع تزايد استهداف منتظري المساعدات على منفذ زيكيم، وتغيير الجروح يوميا للمصابين.

وتشير نجم للجزيرة نت إلى أن الاحتلال يمنع وصول الإسعافات للمناطق التي يصاب بها الباحثين عن المساعدات، ولذلك يصلون للمستشفى إما حملا من المواطنين، أو عبر عربات تجرها الدواب، أو سيرا على الأقدام حال كانت الإصابة طفيفة، وكل هذا يزيد من تدهور الحالات وأحيانا يفقدون حياتهم قبل الوصول للمستشفى خصوصا إن كانوا يعانون من نزيف.

وبالتزامن مع سماح قوات الاحتلال بإعادة إدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة في يونيو/حزيران الماضي، افتتح مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة، الممول من صندوق قطر للتنمية، قسم الاستقبال والطوارئ في إطار جهوده لتقديم الرعاية الطبية للفلسطينيين خلال الحرب المتواصلة على القطاع.

إسعاف مرضى وجرحى في قسم الاستقبال بمستشفى حمد للتأهيل في غزة - الجزيرة نت
إسعاف أحد المصابين الذي وصل قسم الاستقبال بمستشفى حمد للتأهيل في غزة (الجزيرة)

استجابة طارئة

واستقبل مستشفى حمد منذ ذلك الحين وحتى 10 سبتمبر/أيلول الجاري567 شهيدا، وتعامل مع 5974 جريحا، حسب ما تحدثت إدارة المستشفى للجزيرة نت.

وبحسب آخر إحصائية خاصة حصلت عليها الجزيرة نت، فقد بلغ إجمالي الشهداء من منتظري المساعدات منذ بدء الحرب على قطاع غزة 2444 شهيدا، بينهم 784 قضوا خلال انتظارهم أمام منفذ زيكيم، و607 أثناء توجههم لمركز المساعدات الأميركية في رفح، و429 شهيدا من المتوجهين لمركز توزيع نتساريم الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية.

وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية لتقديم المساعدات وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقتصر على جزء واحد فقط من غزة ولا تُلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.

0 تعليق