عاجل

الجزيرة نت ترصد تفاصيل ساعات عصيبة عاشتها مدينة طولكرم - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

طولكرم- مثلت عملية تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع للمقاومة، في آلية عسكرية إسرائيلية، على حاجز 104، القريب من مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، مفاجأة ليس فقط لجيش الاحتلال المتمركز بالمدينة منذ قرابة 7 أشهر، بل أيضا للأهالي الذين قلبت إسرائيل حياتهم جحيما طوال الأشهر الماضية في سعيها للقضاء على المقاومة، في شمال الضفة الغربية.

وانفجرت العبوة بعد ظهر أمس الخميس بآلية من نوع "النمر" مما أدى لإصابة جنديين إسرائيليين وُصفت إصابة أحدهما بالخطيرة باعتراف جيش الاحتلال، وتبنت "سرايا القدس– كتيبة طولكرم"،  العملية من خلال منشور لها عبر منصاتها على مواقع التواصل.

وسرعان ما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة طولكرم "منطقة عسكرية" وفرض طوقا أمنيا وأغلق الحواجز المحيطة بها، ونصب حواجز بين أحيائها، فيما بدأ بشن حملات اعتقال واسعة طالت عددا كبيرا من الرجال فيها.

ألف معتقل

وقدر الأهالي عدد المعتقلين خلال الـ24 ساعة الماضية بقرابة ألف مواطن احتجزهم جيش الاحتلال في ساحة كبيرة تابعة لجامعة خضوري، وأخضعهم للفحص الأمني، واستجوب بعضهم.

وحتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية، استمر جنود الاحتلال الإسرائيلي في مداهمة المنازل في أحياء إكتابا وذنابة والحي الشرقي من المدينة واعتقال الرجال منها.

يصف المواطن معاذ أبو صفية في حديثه للجزيرة نت ما حدث قائلا "خلال دقائق تحولت طولكرم لساحة حرب، لم نكد نستوعب انفجار العبوة، دمروا المخيمات ليتخلصوا من العبوات الناسفة، لكنها موجودة حتى الآن، عمليا جيش الاحتلال شعر بالصدمة والجنون، اعتقلوا الكل لم يبق أحد، وحولوا الشوارع إلى نقاط تفتيش، طولكرم أصبحت سجن".

ويضيف "الاحتلال حوّل بناية في الحي الغربي من المدينة لثكنة عسكرية، واليوم سمح فقط لبعض الصيدليات بفتح أبوابها و المخابز أيضا لكن خروج الناس من المنازل هو مخاطرة مع تواجد جنود الاحتلال في الشوارع واستمرار حظر التجول لليوم الثاني".

صورة ١_ فاطمة محمود الجزيرة نت طولكرم فلسطين_ جنود الاحتلال ينتشرون في شوارع المدينة بعد عملية اصابة جمديين في عملية تفجير عبوة بآلية للاحتلال أمس الخميس
جيش الاحتلال أعاق عمل طواقم الإسعاف في مدينة طولكرم وما زال ينتشر وسطها (الجزيرة)

إعاقة المسعفين

"بدأ الحدث في وقت مبكر وفي شارع حيوي مكتظ بالمواطنين، وبعد الانفجار أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي بشكل كثيف تجاه المارة، ما أدى لوقوع إصابة، وبعد تلقِينا الخبر ومحاولتنا الوصول إلى مكان الإصابة ونقلها، مُنعنا، واحتجز الجنود سيارة الإسعاف" تقول صفية البلبيسي ضابطة الهلال الأحمر في مدينة طولكرم.

إعلان

وتشرح البلبيسي للجزيرة نت الوضع الصعب الذي عايشه طواقم الإسعاف وعدم سماح الاحتلال لمركبات الإسعاف بالتحرك في طولكرم والقرى القريبة منها، تقول "بعض المواطنين نقلوا الإصابة مشيا على الأقدام حتى عبروا الحاجز العسكري ومن هناك، تم نقلها بمركبة خاصة للمستشفى، أما طاقم الإسعاف، فبقي محتجزا لوقت طويل، وتم توجيه السلاح نحونا، واستمر الجنود بالصراخ علينا، وأخيرا طلبوا منا العودة للمركز".

وعلى الجانب الآخر من المدينة كانت سيارة إسعاف عائدة من نقل إصابة نتيجة حادث مروري، وعند وصولها إلى أحد الحواجز التي أقامها جيش الاحتلال في المدينة بشكل عاجل بعد التفجير، مُنعت من المرور.

وتؤكد بلبيسي أن ما تعرضت له طواقم الإسعاف المرافقة لها، أعاد إلى الأذهان اجتياح مخيمات طولكرم ونور شمس أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.

وبحسب المسعفة فإن يوم الخميس "كان صعبا جدا على أهالي المدينة كلهم وعلى المرضى، والمسعفين، وفي حال استمرار إغلاق المدينة فإن الوضع في طولكرم سيكون أكثر سوءا مما حدث خلال الأشهر السبعة الماضية خاصة عند نقل المرضى عبر الحواجز المقامة في محيط المدينة".

ذرائع لضم المدينة

ووفقا لمحافظة طولكرم فإن إسرائيل تحاول خلق ذرائع لتمرير مخططاتها، واستمرار عملياتها العسكرية في مدن شمال الضفة وخاصة طولكرم. وترى أن الاحتلال روج لعملية تفجير بعبوة ناسفة على الرغم من استمرار عمليته العسكرية في المخيمات، والتي بدأها لمنع العمل العسكري.

وفي حديثه للجزيرة نت قال فيصل سلامة نائب محافظ طولكرم "الاحتلال فرض حصارا شاملا على طولكرم على الرغم من أن الحدث الأمني الذي روج له كان في منطقة عسكرية بعيدة عن سكن المواطنين، لكن جنود الاحتلال استغلوا ذلك لفرض عقاب جماعي على المواطنين، حيث اعتدوا على كل من تواجد في المدينة واعتقلوا الشبان من داخل المقاهي والصيدليات والمحال التجارية وحتى التكاسي وباصات النقل العام".

ويضيف نائب المحافظ أن الاحتلال "يمارس عربدته (تصرفاته الفوضوية والعنيفة) على مدينة طولكرم، من خلال مداهمة المنازل وتحويلها لثكنات عسكرية وتواجد آليات النمر العسكرية في سوق المدينة على مدار 24 ساعة، واعتقال المواطنين والتحقيق معهم. واحتجاز عدد من ضباط الأمن الوطني الفلسطيني، كل ذلك لتطبيق خطة الضم التي قد يسعى الاحتلال لتكون بدايتها من مدينة طولكرم.

" ما حدث منذ أمس الخميس هو إذلال للسكان، الاحتلال متواجد في المخيمات منذ السابع من أكتوبر ورغم تهيجر 24 ألف نسمة منها وهدم أكثر من ألفي وحدة سكنية فيها، امتدت العملية العسكرية إلى أحياء المدينة ومركزها، هذا يمثل تطبيقا لمشروع الضم، الذي تسعى إسرائيل لجعله واقعا في الضفة الغربية". يقول سلامة.

وبحسب شهود عيان للجزيرة نت فإن الاحتلال اقتاد المعتقلين عبر مجموعات كبيرة إلى حرم جامعة خضوري واحتجز كل مجموعة في ساحة منفصلة، لمدة 5 ساعات متواصلة، وأخضعهم للتصوير والفحص الأمني، ومارس عليهم أساليب الترهيب والإهانة والصراخ قبل الإفراج عنهم لاحقا.

تغير في سياسة الجيش

ويخشى الأهالي من امتداد العملية العسكرية الاسرائيلية من مخيم طولكرم ونور شمس  إلى المدينة، والبدء بعمليات إخلاء جماعي في أحيائها، أو هدم وتجريف للبنى التحتية في محاكاة لما يجري في المخيمين.

إعلان

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر منّاع أنه على الرغم من التوقيت المفاجئ لعملية المقاومة أمس، إلا أنها تبقى متوقعة من قبل إسرائيل في ظل استمرار عملية السور الحديدي في المخيمات، وبالتوازي مع حرب الإبادة في قطاع غزة.

ويقول في حديثه للجزيرة نت "إن عملية تفجير آلية النمر وإصابة جنديين أثبتت فشل إسرائيل في القضاء على مجموعات المقاومة المسلحة، إذ تتخذ المواجهة طابع حرب العصابات وهذا ما يقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمال امتداد هذه الظاهرة إلى مناطق أخرى".

ويضيف مناع أن العمل العسكري الإسرائيلي في الضفة "يتغير ويمكن ملاحظة ذلك من خلال عمليات الاحتلال في قرية المغير" مشيرا إلى أن باحثين إسرائيليين يتحدثون عن تبني قادة الجيش مقاربة جديدة تقوم على استيعاب المستوطنين من خلال تبني الجيش لأعمالهم الميدانية، وتكريس سياسات المستوطنين وتحويلها لأعمال الجيش نفسه".

0 تعليق