معركة باب الواد.. الحرب التي أخرت احتلال إسرائيل مدينة القدس - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 12/9/202512/9/2025

|

آخر تحديث: 17:30 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:30 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

معركة باب الواد هي إحدى معارك حرب 1948، نشبت بين القوات التي عرفت بـ"الجيش العربي" وبين الجيش الإسرائيلي، وكانت سببا في تأخير سقوط مدينة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي.

منطقة باب الواد

تقع منطقة باب الواد على الطريق السريع الواصل بين مدينتي يافا والقدس، وعلى بُعد 23 كيلومترا غربي القدس، وعندها يبدأ الطريق بالصعود داخل واد عميق مُحاط بمنحدرات صخرية وهضاب مطلة عليه وقرى قريبة منه، في طرفه الجنوبي دير اللطرون، وفي طرفه الشمالي قريتا عمواس ويالو.

أطلق الاحتلال على هذه المنطقة بعد التهويد وإعلان قيام إسرائيل اسم " شَاعَر هَغَاي"، وهي عبارة باللغة العبرية تعني "باب الواد".

أسباب المعركة

كانت منطقتا اللطرون وباب الواد منطقتين حيويتين من الناحية الإستراتيجية والعسكرية للجيش العربي ولليهود، فكانت تسيطر عليهما قوات الجيش العربي والمناضلون العرب وأهالي القرى المطلة على وادي علي.

والسبب الرئيسي لوقوع المعركة أن قوات الاحتلال أرادت فتح ممرات في منطقة باب الواد تستطيع من خلالها تقديم الدعم والسلاح والذخيرة إلى اليهود المقيمين في القدس، وهو ما حال دونه الجيش العربي.

وتمكن الإسرائيليون من أن يشقوا عبر الجبال طريقا التفافيا على باب الواد، عرف بـ"طريق بورما" لإيصال الإمدادات إلى القدس، ورغم ذلك كانت محدودة الفائدة، وظلت قوات الاحتلال مهتمة بمنطقتي اللطرون وباب الواد إلى أن أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون الأوامر بشن هجوم كبير على منطقة باب الواد.

(Original Caption) 6/8/1948-Jerusalem, Israel: Soldiers of the Arab Liberation Army man a modern type mobile gun as they shell Jewish positions in the Bab El Wad area. Fighting in the area continues as Jewish forces strive to recapture the vital supply route from Tel Aviv to Jerusalem.
جنود من الجيش العربي في باب الواد عام 1948 (غيتي)

أحداث المعركة

قبل اندلاع معركة باب الواد، حارب الجيش العربي في اللطرون بقيادة حابس المجالي، وأحبط عملية داني الإسرائيلية، التي كانت تستهدف احتلال اللد والرملة ومن ثم دير اللطرون، تمهيدا للوصول إلى باب الواد.

وانتصر الجيش العربي في معركة وادي اللطرون، التي بدأت يوم 15 مايو/أيار 1948 واستمرت حتى 23 من الشهر نفسه.

بعد معركة اللطرون بأقل من أسبوع، وقعت معركة باب الواد، وظهر في بدايتها تفوق واضح لقوات الاحتلال من حيث العدد والعتاد العسكري، في حين واجهت القوات العربية نقصا في التسليح والدعم، إضافة إلى سياسة بريطانيا التي فضلت تسهيل مهمة القوات الإسرائيلية، واجتهدت بالمقابل في بث الشقاق والشكوك في صفوف العرب.

إعلان

وعلى إثر ذلك عمل المقاتلون العرب -الذين تجندوا للدفاع عن فلسطين في تلك الفترة إلى جانب الجيش العربي- على حشد المساندة، وعندما تهيأت قوات الاحتلال الإسرائيلي لغزو منطقة باب الواد من السهل الساحلي، تنادوا وتجمعوا من قرى عمواس ويالو ودير أيوب وبيت نوبا وبيت محسير وساريس وغيرها.

وكان عدد من تجمعوا من المقاتلين في البداية 300، بينهم الشيخ هارون بن جازي، أحد شيوخ قبيلة الحويطات في شرقي الأردن وقوة من رجاله المتطوعين.

(Eingeschränkte Rechte für bestimmte redaktionelle Kunden in Deutschland. Limited rights for specific editorial clients in Germany.) First arab-israeli war 1948-1949: Arab military blocking the road Jerusalem-Tel Aviv near Bab el Wad. end of may 1948 (Photo by ullstein bild/ullstein bild via Getty Images)
مقاتلون وجنود من الجيش العربي في منطقة باب الواد عام 1948 (غيتي)

كانت أول مهمة لهؤلاء المقاتلين تغيير الطريق وإتلاف الأنابيب التي تمدّ الأحياء اليهودية في القدس بمياه الشرب من رأس العين، وأخذوا بعد ذلك يتصدّون للقوافل الصهيونية التي تمرّ بباب الواد مرة في الأسبوع، ويوقعون بها الخسائر الفادحة، أو يمنعونها من متابعة طريقها.

كما فجّروا الألغام تحت سيارات الجيش الإسرائيلي ثم اشتبكوا مع قواته عند بئر الحلو على الطريق المؤدي إلى باب الواد، وأعطبوا مصفّحة تابعة له.

وفي 22 مايو/أيار أعدّ المقاتلون العرب كمينا لقافلة قادمة من تل أبيب وأشعلوا النار في سيارتي مؤن وقتلوا السائقين، كما أعطبوا سيارة ثالثة وجرحوا سائقها ومساعده.

مع اشتداد هجمات المقاتلين العرب في باب الواد شعر يهود القدس بوطأة الحصار وقلة المؤن، فاستنجدوا بسلطات الانتداب البريطاني، التي أقامت في عرطوف -وهي قرية فلسطينية مهجرة تقع على بُعد 36 كيلومترا غرب القدس- قلعة للشرطة ووضعت فيها قوة بريطانية من نحو 200 جندي لحماية قوافل إسناد الجيش الإسرائيلي.

0 تعليق