Published On 12/9/202512/9/2025
|آخر تحديث: 22:54 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:54 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
لم تفشل إسرائيل فقط في تحقيق هدفها من وراء الهجوم على قطر، بل عززت عزلتها الدولية -كما يرى محللون- وأسهمت في رفع عدد الأصوات المطالبة بمعاقبتها لانتهاكها القوانين الدولية، وهو ما ظهر في إجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي على إدانتها بسبب عدوانها على قطر وفي تضامنهم مع سيادة دولة قطر وسلامة أراضيها.
ودان مجلس الأمن -في جلسة طارئة مساء أمس الخميس- الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وأعرب أعضاء المجلس في بيان عن تضامنهم ودعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها. كما أشار العديد من المندوبين الدوليين إلى أن الهجوم الإسرائيلي هدف لتقويض جهود الوسطاء الرامية لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
ورغم أن إسرائيل تعودت أن تكون دوما فوق القانون الدولي بسبب الفيتو الأميركي الذي يرفع أمام أي قرار يدينها في مجلس الأمن، فإن الأمور اختلفت هذه المرة، حيث أصدر المجلس بيانا مهما للغاية، كما يقول الخبير بالشؤون الأممية والأميركية، علي بردى لبرنامج "ما وراء الخبر"، حيث دان الهجوم على قطر، في أول انتقاد لإسرائيل في المجلس منذ صدور القرار 2334 الخاص بالاستيطان عام 2016.
وتضمن البيان الأممي تضامنا واضحا وصريحا مع قطر ومع سيادتها، وهو أمر يرتبط باحترام المواثيق والأعراف والحدود الدولية، أي أن إسرائيل بانتهاكها لسيادة قطر تنتهك القوانين والأعراف الدولية، بحسب الخبير نفسه، الذي يرى أن عدوان إسرائيل على قطر ارتد عليها، لأنه وضعها في عزلة دولية وإقليمية إضافية.
واللافت أن مجلس الأمس اجتمع في ظرف قياسي هذه المرة، وتم الاتفاق على المسودة البريطانية والفرنسية قبل عرضها على المجلس، يعكس وجود إجماع بين الدول الأعضاء، كما يشير أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، د. حسني عبيدي، والذي يوضح أن العدوان الإسرائيلي على قطر أسهم في ما سماه تأهيل القانون الدولي، حيث لأول مرة يمارس المجلس وظيفته كما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة.
كما ندد مجلس الأمن الدولي بعمل يعتبر خارج القانون الدولي، مما يعني أن المجلس -يضيف عبيدي- أعطى مرجعية وقرارا أمميا يمكن البناء عليها للتأكيد أن إسرائيل لا تحترم القانون الدولي.
موقف حرج
وبالإضافة إلى إجماع المجتمع الدولي على إدانة إسرائيل، وجدت حليفتها، الولايات المتحدة نفسها في موقف حرج للغاية، مما جعل رئيسها دونالد ترامب يتعهد لقطر بأن ما حصل لن يتكرر مرة أخرى، ويقول عبيدي إن إسرائيل بهجومها على قطر، وهي حليفة للولايات المتحدة، أحدثت خللا في العلاقات الدولية، وأظهرت أن الأميركيين لا يمكنهم ضبط إيقاع المجتمع الدولي.
إعلان
ويذكر أن الدول الـ15 الأعضاء بمجلس الأمن، بما فيها الولايات المتحدة، وافقت على بيان صحفي ندد بالهجوم على الدوحة، من دون أن يذكر إسرائيل بوصفها الجهة التي نفذته، وذلك قبيل انطلاق الجلسة الطارئة لمجلس الأمن.
ويربط الخبير بالشؤون الأممية والأميركية، بردى بين انضمام الولايات المتحدة إلى الإجماع الدولي في مجلس الأمن وبين موقف قطر الذي عبّر عنه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بقوله إن قطر "مستعدة لإيجاد كل الوسائل الممكنة من أجل أن تدافع عن نفسها".
وفي ظل الإجماع على إدانة إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، تتجه الأنظار نحو القمة العربية والإسلامية المقرر عقدها يومي الأحد والاثنين في الدوحة، وحسب عبيدي فإن التحرك القطري لم يكن معزولا عن وقفة خليجية مهمة جدا، وأن التكاثف العربي والخليجي وفّر حماية لقطر، وستكون هناك نقلة نوعية في الأداء السياسي العربي لو خرجت القمة بموقف عملي يؤكد عدم السكوت على الاعتداء الإسرائيلي وعلى تغيير المنطقة العربية.
0 تعليق