Published On 13/9/202513/9/2025
|آخر تحديث: 12:50 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:50 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
في قلب غابات أميركا الجنوبية، تعيش الببغاوات الزرقاء، وهي طيور اجتماعية بألوان زاهية وسلوكيات معقّدة، يدرسها العلماء منذ عقود، نظرا لما تظهره من درجات الذكاء.
لكن ما كشفته دراسة حديثة نشرها باحثون في سبتمبر 2025 في دورية "ساينتفك ريبورنس"، أحدث صدى واسعا في علم السلوك الحيواني، حيث ظهر أن هذه الطيور لا تكتفي بتقليد الأصوات أو الأفعال المباشرة، بل تستطيع أيضا التعلم بمجرد مشاهدة تفاعل طرفين آخرين، وهي مهارة كان يُعتقد حتى وقت قريب أنها من خصائص البشر فقط.
التقليد من طرف ثالث
يسمى هذا "التقليد من طرف ثالث"، وهو يختلف عن "التقليد من طرف ثانٍ"، فالأخير يعني أن نلاحظ شخصا أو حيوانا يقوم بفعل ما، ثم نكرّره مباشرة، كما في تقليد الببغاوات أصوات البشر أو تقليد الشمبانزي فتح صندوق.
أما التقليد من الطرف الثالث فيشير إلى تعلم سلوك جديد من خلال مشاهدة تفاعل بين شخصين أو حيوانين آخرين، دون أن نكون طرفا في التفاعل.
في التجارب، عرض الباحثون على مجموعة من الببغاوات مشاهد لببغاء آخر ينفذ أفعالا بناء على إشارات من إنسان، مثل نفش الريش، ودوران الجسم، ورفع الساق، ورفرفة الأجنحة، وإصدار صوت، وفي المقابل، حصلت مجموعة أخرى على الإشارات نفسها، لكن من دون وجود نموذج يوضح الفعل.
وإليك فيديو قصير أصدره الباحثون لتبيان آلية عمل التجارب:
الثقافة وعالم الحيوان
بعد أكثر من 4600 ملاحظة تجريبية، ظهرت النتائج بوضوح لتقول إن الببغاوات التي شاهدت زملاءها وهي تنفذ الأفعال تعلّمت بسرعة أكبر وبعدد أكبر من الحركات، مقارنة بالمجموعة التي لم تشاهد.
لم يكن الأمر مجرد مصادفة، بل بدا وكأن الملاحظة وحدها كانت أداة تعليمية فعّالة، على غرار ما نراه عند الأطفال البشر عندما يتعلمون من خلال مراقبة الكبار.
هذا الاكتشاف لا يلقي الضوء فقط على براعة الببغاوات، بل يفتح نافذة جديدة على فكرة الثقافة الحيوانية، فإذا كانت هذه الطيور قادرة على نقل السلوكيات فيما بينها بمجرد الملاحظة، فهذا يعني أن لديها استعدادا لتطوير تقاليد وسلوكيات اجتماعية تتناقلها الأجيال.
إعلان
والواقع أن هذا قد لوحظ من قبل، فمثلا وجد الباحثون في دراسات سابقة أن طيور "الحباك" التي تعيش في البيئة نفسها تنقسم لمجموعات كل منها يبني أعشاشا بسمات مختلفة، ويورثها للأبناء والأحفاد، ما يعني شكلا من أشكال الثقافة.
0 تعليق