ما الذي يمكن أن تتعلمه الصحافة من فيديوهات الطبخ؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 13/9/202513/9/2025

|

آخر تحديث: 20:58 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:58 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

ثمة تحوّل طرأ على أسلوب تقديم فيديوهات الطهي في منصات التواصل الاجتماعي، أدى إلى تضاعف أرقام المشاهدات، وتعلق المتابعين بالمحتوى المقدّم، وفق ما يرى جون لورانس، المدير التنفيذي لـ"+AJ" التابعة لشبكة الجزيرة، موصيا الصحفيين بالاستفادة من التحول وإسقاطه على مجال إنتاج الفيديو الإخباري في مواقع التواصل.

واستدعى لورانس في موقع "جورناليزم" المتخصص بمواكبة تطورات مهنة الصحافة، محتوى الطعام عام 2018، مذكرا بالشكل التقليدي السائد آنذاك، والمتمثل بإظهار "اليدين والمقلاة" فقط، من دون أن يتحدث أحد للكاميرا، ومن غير تضمين تعليق صوتي، مؤكدا أن ظهور الطاهين لاحقا أدى إلى زيادة الارتباط العاطفي بمقاطع الطعام، رغم الانقسام الذي يمكن أن يحدث إزاء شخصية المقدم.

ويزيد لورانس: في نهاية تلك الفيديوهات نفسها هناك ظهور قصير للطاهي، وهو يتناول الطعام، وغالبا بشكل غير أنيق، لافتا إلى أن ذلك سواء كان عن قصد أم لا، يعد أمرا مهما للمشاهدين الذين يتساءلون طوال الوقت إن كان ما يشاهدونه، تم إنتاجه من خلال طاه مبدع يمكن التعرف عليه، أو جرى إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

Professional food blogger taking pictures of pastry on table with dslr camera. Female photographer taking pictures of sweet food, camera mounted on tripod
الشكل التقليدي في محتوى الطعام والمتمثل بإظهار "اليدين والمقلاة" فقط، دون أن يتحدث أحد للكاميرا؛ أصبح من الماضي (شترستوك)

ما علاقة الصحافة؟

ويقول خبير الفيديوهات الرقمية إن مقاطع الفيديو الإخبارية الاجتماعية تتبع قواعد مماثلة لمقاطع الطعام، ويضيف: "في مرحلة مشابهة من تطور الفيديو الرقمي، كنت رئيسا للقسم الرقمي في غرفة أخبار بريطانية، وأدركنا مبكرا أن مقاطع الفيديو الخاصة بنا يجب أن تلبي احتياجات جمهور وسائل التواصل الاجتماعي أينما كانوا"، مشيرا إلى أن في تلك المرحلة، كان معظم المتابعين يشاهدون مقاطع الفيديو بلا صوت، أثناء تنقلهم في المواصلات.

ولأننا كنا نريد أن نُظهر للمشاهدين أن محتوانا الرقمي قد صُنع من أجلهم -يتابع الكاتب- كان يستدعي ذلك إعادة تحرير التقارير التلفزيونية بشكل كبير، فغالبا ما تم حذف حديث المراسلين، ظنا بأن المتابعين سيشاهدون الفيديو في الحافلة مع إيقاف الصوت، وكان العديد من المراسلين الذين يظهرون على الشاشة يبدون انزعاجهم من الأمر، ولهم الحق في ذلك، كما كان النص الكبير للعلامة التجارية هو السائد في ذلك الحين.

Young chef making bruschetta while preparing food in the kitchen.
لورانس: على غرف الأخبار أن تتعلم من محتوى الطعام، إذ لم تعد شخصية المبدع مجرد وسيلة بل هو جزء لا يتجزأ من القصة (شترستوك)

الأفراد أكثر ثقة من العلامة التجارية

ويقول لورانس "لم نكن نتوقع أن تتغير المعادلة إلى درجة أن الأفراد أصبحوا أكثر ثقة من العلامات التجارية، كما أصبح إرسال الأفراد ذوي الخبرة لتغطية الأخبار ميزة تنافسية، بدلا من أن يكون أمرا عاديا"، لافتا إلى أن إنشاء المحتوى النصي يوشك أن يصبح مسألة آلية عبر الذكاء الاصطناعي، بعدما كان يُصنع "بكل حب"، وهذا أمر كان أيضا خارج التوقعات.

إعلان

ويخلص الكاتب إلى أن هذه العوامل أعادت الاعتبار مجددا إلى بطل القصة، إذ إن المنصات الرقمية أصبحت الآن وسائط تعتمد على الشخصية، مشيرا إلى أن غرف الأخبار حتى وإن كانت تنشئ محتوى لمنصاتها المملوكة أولا وقبل كل شيء، فإن ما يحدث في أماكن مثل "تيك توك" سيظل يشكل عادات المشاهدة وتوقعاتها.

على الصحفيين في غرف الأخبار أن يشاركوا في نشر المحتوى بعد إنتاجه، وأن يُنسب الفضل إلى جميع المشاركين، فذلك من شأنه أن يبني الثقة مع الجمهور ويذكرهم بأن مقاطع الفيديو ما تزال من إنتاج البشر.

بواسطة جون لورانس - المدير التنفيذي لـ +AJ

وهنا يمكن لغرف الأخبار أن تتعلم مرة أخرى من مقاطع الفيديو عن الطعام، وفق لورانس، إذ لا تكون شخصية المبدع مجرد وسيلة، بل تكون جزءا لا يتجزأ من القصة، مضيفا أن صانعي المحتوى الشهيرين في مجال الطعام، أدركوا أن ظهور الإنسان أكثر أهمية في عصر الذكاء الاصطناعي.

ويوصى الكاتب الذي يشرف يوميا على فرق تنشئ محتوى مخصصا للمنصات الاجتماعية بالاستعداد لبناء صيغ تتناسب مع الناس، ونشرها بوتيرة منتظمة، مؤكدا أن ذلك سيدفع المجتمع للمتابعة.

وأشار إلى أن هناك المزيد من التغييرات التدريجية التي يمكن إجراؤها أيضا، مثل تنسيق شكل الفيديو مع الصحفيين الموجودين على الأرض، لا سيما عندما يكون لديهم رؤى فريدة حول القصة، مشددا على أهمية التوقف عن عرض مقدمي برامج مجهولين في مقاطع الفيديو الرقمية.

وينصح لورانس الصحفيين في غرف الأخبار بأن يشاركوا في نشر المحتوى بعد إنتاجه، وأن يُنسب الفضل إلى جميع المشاركين، حتى يولّد مزيدا من الشفافية حول من يصنع المحتوى الرقمي، وكيف يتم إنتاجه، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يبني الثقة ويذكر الجمهور بأن مقاطع الفيديو ما تزال من إنتاج البشر.

0 تعليق