نقد المقاومة الفلسطينية في منتصف المعركة شفقة أم تشفيا؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الأستاذ المساعد في الدراسات الإسلامية الدكتور علي السند إن نقد المقاومة في فلسطين أمر مستحق، لكنه شدد على ضرورة أن يكون من منطلق الاعتراف بحق المقاومة ورفض التطبيع وليس التشفي والشماتة.

جاء ذلك في حلقة (2025/9/13) من بودكاست "ضيف شعيب"، إذ الدكتور السند أن قضية فلسطين واضحة المعالم، فأهلها يدافعون عن أنفسهم وأرضهم ومقدساتهم مقابل عدو محتل مغتصب يتواطأ العالم معه.

وبعد تنصل إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مارس/آذار الماضي، انتقد بعض الدعاة ضمنا المقاومة وطالبوها بـ"الجهاد بالسنن"، في حين وصف آخرون أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بـ"الفعل العدمي"، مما خلق حالة من الارتباك.

ووفق السند، فإنه لا يجوز جرد أخطاء المقاتلين في منتصف معركة "طوفان الأقصى"، معربا عن قناعته بأن هؤلاء لا يؤمنون أصلا بحق الشعب في المقاومة و"يستعملون النصوص في غير ما أنزلت وتوظيفها لغرض الإرجاف والتخذيل وصد الناس عن الجهاد".

كما لا ينطلق هؤلاء من منطلق الشفقة وإنما التشفي بلباس شرعي، إذ يحرفون الكلم عن مواضعه، ويكتمون الحق وهم يعلمون، ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا.

ووصف الأستاذ المساعد في الدراسات الإسلامية هؤلاء بأنهم ينطلقون من "غل واضح" و "يُعرفون من طريقة النقد والألفاظ الجارحة والشماتة"، لذلك لا يمكن أن يكون نقدهم مقبولا ولا يعتبر تحفظا.

وشدد السند على أن العلم بالدين وحده غير كافٍ إذا لم يقترن بالعدل والأمانة، محذرا من وقوع المفتي تحت ضغط السلطة أو الجماهير.

من هو المفتي؟

وفي موضوع ذي صلة، قال السند إنه ليس كل دارس للشريعة يكون مؤهلا للإفتاء، كما أنه ليس كل مفتٍ يشترط أن يكون خريج كلية شريعة، مؤكدا أن الإفتاء وظيفة ومكانة ومنزلة تتطلب جهدا ودراية ودراسة.

ووفق السند، فإن كليات الشريعة تعطي غالبا المفاتيح فقط، مشيرا إلى أن العلوم الشرعية بحر عميق وتنقسم إلى 3 أقسام وهي:

علوم المصادر (الكتاب والسنة النبوية). علوم المقاصد التي نزل القرآن لتأكيدها (الفقه، العقيدة، العبادات، المعاملات، والأخلاق). علوم الآلة وهي ليست من صميم علوم الشريعة مثل علوم اللغة والمنطق والشعر والبلاغة.

إعلان

ووصف الأستاذ المساعد في الدراسات الإسلامية معظم مناهج اللغة العربية الموجهة لطلاب الشريعة في الجامعات بالضعيفة، مطالبا بتكثيف الاهتمام بها مع هؤلاء الطلاب لكونها المفتاح في التعامل مع النصوص.

أما بشأن عدم تخرج أشخاص متمكنين في علم الفقه، فيرى السند أن الكليات في الدول العربية تدرس الفقه المقارن، في وقت يفترض فيه أن يبدأ الطلاب بدراسة المتون الصغيرة ثم التوسع بمتون أكبر ومعرفة أدلتها.

وعقب ذلك، يبدأ الطلاب بمقارنة هذه المتون مع المذاهب الأخرى وصولا إلى مرحلة الترجيح.

وأوضح إن الإفتاء درجات ويرتبط بنوازل أمور طارئة مستحدثة جاءت للأمة، مما يضع تحديا في كيفية إنزال النصوص الشرعية على الواقع الجديد وتصوره وفق مناهج الفقهاء والأصوليين.

لكن السند استدرك مؤكدا أن نقل الأحكام الشرعية "لا يُعد من الإفتاء"، واعتبر الإفتاء الفردي "غير مجدٍ وكافٍ في القضايا الكبرى"، إذ يأتي أحيانا بكوارث، حسب وصفه.

وخلص إلى أنه من الصعب أن يكون هناك مفتيا واحدا ملما بالقضايا المستجدة المعقدة في ظل تشعب العلوم والمعرفة في العصر الحديث، مما يوجب الاعتماد على أهل التخصص مثل الحديث عن "بيتكوين".

Published On 14/9/202514/9/2025

|

آخر تحديث: 00:19 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:19 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

0 تعليق