عاجل

بالتزامن.. أربع مدارس تحت القصف لترهيب النازحين وحرمانهم من مقتنياتهم - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب خليل الشيخ:
"بأقل من خمس دقائق غادرنا المدرسة وتركنا كل اشي وهربنا، وبعد دقائق فقط كانوا قاصفين بصاروخين"، هكذا وصفت المواطنة "أم شفيق" (45 عاماً) بعضاً من حالة التوتر والخوف التي عايشتها فور ورود أنباء عن إخلاء مركز إيواء مدرسة "شحيبر" في شارع النصر غرب مدينة غزة، أمس.
وقالت: "حوالي خمسة آلاف عدد النازحين اللي كانوا بالمدرسة، صاروا بالشوارع الجانبية حاملين حقائب ملابسهم فقط، ومش عارفين وين يروحوا".
وأضافت "أم شفيق" التي بدت حائرة وقلقة: "المدرسة انقصفت بصاروخين ما أدى إلى حدوث دمار كبير فيها، ومحدش قدر يفوت يتفقد أغراضه عشان قالوا في هناك إنذارات إضافية بعدم الدخول إليها".
واستخدمت قوات الاحتلال، التي تواصل ترهيب النازحين والمواطنين في منطقتَي شارع النصر ومخيم الشاطئ، سياسة عدوانية جديدة باستهداف المدارس التي تستخدم كمراكز إيواء للنازحين، حيث أبلغت المصادر المحلية عن استهداف مجمع مدارس "السويدي" الذي يضم خمس مدارس متجاورة.
وأشارت المصادر إلى أن المدارس التي تم استهدافها، أمس، هي: مدرسة أبو عاصي، ومدرسة الست صورة، ومدرستا العلياء وهما مدرستان متلاصقتان، إضافة إلى مدرسة "شحيبر".
وقال المواطن عبد الكريم في الأربعينيات من عمره: "كنت أنزح في مدرسة العلياء منذ عدة شهور، وفجأة أجانا إنذار بالإخلاء ومكانش قدامنا وقت ننقل أغراضنا، صاروا يقولوا بدهم يقصفوا خلال خمس دقائق اضطرينا للخروج حتى من دون حقائب ملابسنا هرباً من القصف".
وأضاف: "لما طلعنا على الشارع لقينا آلاف المواطنين بيجروا بسرعة ومكانش في موضع قدم عشان نبعد عن القصف المرتقب"، مشيراً إلى أنه نجا بأطفاله وزوجته من الموت، خاصة أنه تم قصف المدرسة بصاروخ بعد أقل من خمس دقائق على ابتعاده عن المكان.
وذكر شهود عيان أن استهداف أربع مدارس دفعة واحدة، وفي وقت متزامن، فرض أجواء مخيفة وحالة ذعر كبيرة.
وبيّن بعضهم أن مجمل القصف تركز في مجمع مدارس "السويدي"، مشيرين إلى أن الإخلاء والقصف لم يستهدفا هذه المدارس فقط، بل كانت هناك إنذارات بقصف منازل ملاصقة لها، ما فاقم من أعداد المواطنين الذين تركوا منازلهم ومراكز الإيواء.
بدوره، قال المواطن "أبو إبراهيم" (50 عاماً)، الذي ينزح في منزل بمحيط المنطقة: "تخيل مشاهد الناس وهي تغادر المدارس، جرياً وهرولة، لكن مشهد العدد القليل من غير القادرين على المشي كالمبتورة أطرافهم وكبار السن كان يبكي القلب ويُدمع العين".
وأضاف: "ولا واحد من هدول استطاع أن يحمل متاعه، ولا أن يصطحب فرشة أو غطاء ولا يعرف إلى أين سيذهب، هل للنزوح في مدينة غزة والبحث عن مكان جديد أم إلى الجنوب؟ ولا هم قادرون على التصرف، فقط إنهم يهربون من الموت والدمار".
"حتى بعد ما غادرنا المدرسة وأثناء انتظارنا قصفها، كنا نسمع قصفاً في أماكن قريبة، لدرجة حسينا أننا مستهدفون"، قالت النازحة فريال، التي بدت خائفة ولا تعرف إلى أين ستتوجه.
وأضافت: "مسكت أولادي بيدي وصرت أجري مع الناس وين بيجروا، والله ما كنت أعرف وين"، مشيرة إلى أنها كانت طوال الوقت تعتقد أنها تنزح بمكان آمن داخل تلك المدرسة.
    

 

0 تعليق