نادية مصطفى
Published On 14/9/202514/9/2025
|آخر تحديث: 11:09 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:09 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، مؤخرا مقاطع فيديو تزعم تورط مسلمين في حادثتين منفصلتين استهدفتا منشآت دينية مسيحية بفرنسا، وهو ما أثار موجة واسعة من التحريض ضد المسلمين.
وقد لاقت المقاطع انتشارا سريعا بين حسابات يمينية، في مشهد يعكس حجم التأثير الذي تمارسه هذه الحسابات في تأجيج وتغذية الكراهية ضد المسلمين عبر الفضاء الرقمي.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listحريق كنيسة
ونشر حساب "فراز برويز" على منصة "إكس" مقطع فيديو لحريق كنيسة "الحبل بلا دنس" في بلدة سانت أومير بفرنسا، مرفقا بعبارة: "إحراق كنيسة كاثوليكية أخرى… على يد إسلاميين، احموا كنائسكم من الجهاديين"، على حد زعمه.
وحصد الفيديو المنشور في الثامن من سبتمبر/أيلول الجاري، أكثر من مليون مشاهدة وتفاعلات تحريضية ضد المسلمين بالدعوة إلى الرد بالمثل على المنشآت الإسلامية.
وزعمت فاطمة خان، التي تقدم نفسها كصحفية مقيمة في نيويورك، أن الحريق جزء من سلسلة تستهدف المسيحيين في أوروبا، في حين كتب ديفيد ياشوع أن الحادثة نفذها "مهاجرون غير شرعيين"، معتبرا أنها دليل على أن المسيحية تتعرض لهجوم في فرنسا.
الحقيقة
وأجرى فريق "تحقق الجزيرة" بحثا عكسيا للفيديو المتداول ليتضح أن الحريق وقع في الثاني من سبتمبر/أيلول 2024 في كنيسة الحبل بلا دنس بمدينة سانت أومير الفرنسية.
إعلان
لكن الادعاء الذي ربطه بالمسلمين والمهاجرين مضلل، إذ أعلنت النيابة الفرنسية توقيف رجل يبلغ من العمر 39 عاما، بلا مأوى ولا عمل، وله سجل جنائي يتضمن 26 إدانة سابقة بينها حرق 4 كنائس عام 2021، إذ اعترف الرجل بتسلله إلى الكنيسة بقصد السرقة، قبل أن يقرر إشعال النار فيها عند مغادرته، والتحقيقات لم تشر مطلقا إلى صلة له بالمسلمين أو بالمهاجرين.
حادث شغب
وفي سياق متصل، ادعت حسابات على منصة "إكس" في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، أيضا أن "جهاديين" هاجموا مكتبة دوبري الكاثوليكية في مدينة نانت الفرنسية، بسبب بيعها كتبا كاثوليكية وتماثيل لمريم العذراء والمسيح، على حد زعمهم.
وانتشرت هذه الرواية عبر عدة حسابات على منصة "إكس"، مصحوبة بمقاطع فيديو قيل إنها توثّق الاعتداء وحصدت ملايين المشاهدات في الساعات الأخيرة.
الحقيقة
وأجرى فريق "تحقق الجزيرة" بحثا عكسيا، أظهر أن تلك المشاهد لا علاقة لها بهجوم ديني، وإنما تعود إلى أحداث شغب واسعة شهدتها مدينة نانت الفرنسية في يوليو/تموز 2023، عقب مقتل الفتى ناهل مروزوقي برصاص الشرطة في 27 من الشهر ذاته، وهو الحادث الذي أشعل احتجاجات عارمة في عدد من المدن الفرنسية حينها.
وأصبحت ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا تحديدا قضية شديدة الحساسية، واستفزت موجة إدانات واسعة من مسؤولين حكوميين وشخصيات عامة، نتيجة أنها لا تتوقف عند خطابات الكراهية أو التعصب الديني، بل تتحول مباشرة إلى الاعتداء الجسدي وتصل إلى القتل أحيانا، كما تصدر الحكومات الفرنسية المتعاقبة قوانين تستهدف المسلمين خاصة.
0 تعليق