Published On 14/9/202514/9/2025
|آخر تحديث: 13:30 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:30 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
كشفت دراسة حديثة أن قاع البحر في جنوب شرق المتوسط تحول إلى مكب ضخم للنفايات البلاستيكية، خصوصا الأكياس ومواد التعبئة والتغليف، مما يشكل تهديدا عميقا للبيئة البحرية المتوسطية التي تعاني من زيادة معدلات حرارة المياه.
وبحسب الدراسة، بات الحوض الشرقي للبحر المتوسط، المعروف باسم "حوض ليفانت" والممتد قبالة سواحل قطاع غزة والأراضي المحتلة ومصر وتركيا، من أكثر المناطق تلوثا في أعماق البحار عالميا، حيث أثبتت المسوحات وعمليات السحب بالشباك أن أغلب المخلفات عبارة عن أكياس ومواد تغليف بلاستيكية.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوأشارت الدراسة إلى أن قطع البلاستيك الخفيفة قد وصلت إلى عمق يتجاوز الكيلومتر، واستخدم الباحثون تحليلا متعدد المؤشرات لفحص الحجم والشكل واللون والمادة، والمواد العالقة على السطح مثل القطران أو الكائنات البحرية الدقيقة.
وحسب الدراسة، تعد كثافة البلاستيك في قاع البحار في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط من بين أعلى المعدلات على مستوى العالم، إذ تهيمن الأكياس البلاستيكية ومواد التعبئة والتغليف على قاع البحر العميق بنسبة 92%.
وأظهرت النتائج أن معظم القطع من البولي إيثيلين، وهي المادة المستخدمة في الأكياس البلاستيكية والتي يفترض أن تطفو، غاصت إلى الأعماق مع إضافة كربونات الكالسيوم أثناء التصنيع التي جعلتها أثقل.
كما أن الحوض الذي يصل عمقه إلى نحو كيلومتر يعمل كفخ طبيعي، حيث تحافظ الضغوط والرواسب الدقيقة على بقاء البلاستيك في مكانه.
وبينت الدراسة أيضا أن مصدر التلوث ليس الشواطئ المحلية فقط، بل أيضا الأنشطة البرية في مصر والأراضي المحتلة وتركيا، إضافة إلى الشحن البحري، بينما لم يكن الصيد مساهما رئيسيا.
ويحذر الخبراء من أن البلاستيك في الأعماق يمكن أن يظل هناك قرونا، مهددا النظم البيئية الهشة ويعرّض سلاسل الغذاء البحرية للتلوث بالسموم والجسيمات الدقيقة.
إعلان
تشير التقديرات إلى أن حوالي 94% من شظايا البلاستيك العائمة تستقر في النهاية في رواسب قاع البحر، و5% تتجمع في المنطقة الساحلية، وحوالي 1% فقط تبقى على السطح.
وحسب الدراسة، فإن تراكم البلاستيك في أعماق المحيطات يبلغ ما بين 3 إلى 11 مليون طن متري، يعتقد الآن أنها موجودة في قاع محيطات وبحار العالم.
وتشكل الكميات المتزايدة باستمرار من النفايات البلاستيكية التي تدخل البحار واحدة من أهم التهديدات البيئية للنظم البيئية البحرية العالمية.
ويمثّل البلاستيك مشكلة تلوّث هائلة، إذ باتت منتجاته في كل مكان نظرا لاستخداماتها الاستهلاكية العملية باعتبار أنها سهلة وقليلة التكلفة من ناحية الإنتاج. وتلوث مخلّفات البلاستيك الحياة البرية، وتقتل ملايين الكائنات البحرية التي تبتلع الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
وتدعو الدراسة إلى تنسيق إقليمي عاجل لمراقبة وتنظيف ومنع هذه النفايات، محذرة من أن تجاهل الأعماق قد يؤدي إلى تقليل تقدير الأثر الحقيقي للتلوث البلاستيكي.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسجل أعلى نصيب للفرد من البصمة البلاستيكية، حيث يتسبب الفرد من سكان المنطقة في تلويث المحيطات بأكثر من 6 كيلوغرامات من النفايات البلاستيكية في المتوسط كل عام.
ويوصف البحر المتوسط بـ"النقطة الساخنة" للتغير المناخي، فهو مساحة جغرافية شبه مغلقة تقريبا، تُرصد فيها آثار التغير المناخي المنعكسة أيضا على درجة حرارة البحر في الوقت الحالي، التي وصلت إلى معدلات غير مسبوقة.
0 تعليق