Published On 14/9/202514/9/2025
|آخر تحديث: 13:59 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:59 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
في إطار مساعيها للتحول من مستورد للغاز إلى مصدّر إقليمي، وقعت أنقرة اتفاقيات جديدة لتوريد نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، في خطوة قال خبراء إنها تعزز أمن إمدادات الطاقة وتدعم هدف تركيا بالتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
وجاءت الاتفاقيات خلال منتدى "غازتك 2025" (Gastech 2025) الذي انعقد بمدينة ميلانو الإيطالية بين 9 و12 سبتمبر/أيلول الجاري، حيث أبرمت شركة خطوط أنابيب النفط والغاز التركية "بوتاش" (BOTAŞ) عدة عقود مع شركات عالمية.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوبموجب هذه الاتفاقيات ستؤمن "بوتاش" على مدى 3 سنوات:
4.8 مليارات متر مكعب من شركة "بي بي" البريطانية (BP). 1.5 مليار متر مكعب من "إيني" الإيطالية (ENI). 2.4 مليار متر مكعب من "شل" العالمية (Shell). و1.8 مليار من شركة "سيفي" الألمانية (SEFE). و1.5 مليار من "إكوينور" النرويجية (Equinor).كما تشمل العقود:
تسلم 600 مليون متر مكعب من شركة "هارتري" الأميركية (Hartree) على مدى عامين. 1.2 مليار متر مكعب من شركة "تشينر" الأميركية (Cheniere). 600 مليون متر مكعب من شركة الطاقة اليابانية "جيرا" (JERA).ومن المقرر أن تبدأ عمليات التوريد مع دخول الشتاء، في وقت يتزايد فيه الطلب على الطاقة بشكل حاد.

إمدادات مهمة
يرى خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" المهندس وائل حامد عبد المعطي أن حجم الغاز الطبيعي المسال الذي ضمّنته تركيا عبر الاتفاقيات الأخيرة يعادل أكثر من 30% من الطلب المحلي، وهو ما يمنح أنقرة سيولة مهمة يمكن توجيهها نحو التصدير الإقليمي.
وقال عبد المعطي في حديثه للأناضول: بلغ إجمالي إمدادات الغاز في تركيا عام 2024 نحو 54 مليار متر مكعب من الإنتاج المحلي والاستيراد. وبالتالي فإن توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال يمثل أكثر من 30% من الطلب المحلي.
إعلان
وأضاف أن هذا الحجم يتيح لتركيا تلبية ذروة الطلب المحلي، وفي الوقت ذاته تعزيز صادراتها إلى بلغاريا ورومانيا والمجر، مع التحضير لدخول أسواق جديدة مثل العراق.
وأشار عبد المعطي إلى أن تركيا زادت خلال الأعوام الأخيرة من مشترياتها الفورية للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، حيث شكّلت نحو 43% من إجمالي وارداتها من الغاز الطبيعي المسال.
واعتبر أن هذا الاتجاه يبرز أهمية الغاز الأميركي في مواجهة تقلبات السوق، مؤكداً أن التحول من المشتريات الفورية إلى عقود متوسطة الأجل يمنح أنقرة مرونة أكبر ضمن شروط أكثر استقراراً.
وأوضح عبد المعطي أن العقود الجديدة تمنح تركيا 3 مزايا إستراتيجية:
تنويع الإمدادات عبر جعل الغاز الأميركي عنصراً ثابتاً في المزيج. تعزيز أمن الإمدادات عبر تأمين الكميات لفصل الشتاء وتقليل التعرض لتقلبات الأسعار. دعم هدف تركيا للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة بفضل وجود 5 محطات للغاز الطبيعي المسال بطاقة سنوية تبلغ 30 مليون طن، إلى جانب شبكة خطوط أنابيب موثوقة تربطها بجنوب شرق أوروبا.الغاز الأميركي والأوروبي
من جانبه، قال تاماش بليتسر محلل النفط والغاز في شركة "إرسته إنفستمنت" إن الولايات المتحدة تواصل توسيع قدراتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال بوتيرة سريعة، متوقعاً أن يتواصل هذا التوسع حتى عام 2026 بفضل مشاريع كبرى قيد التنفيذ.
وأضاف بليتسر أن أسعار الغاز الطبيعي المسال حاليا "جذابة للغاية" مشيرا إلى أن الغاز الأميركي يتم استيراده ضمن هوامش سعرية تمنح تركيا ميزة إضافية سواء في الاستهلاك المحلي أو إعادة التصدير.

واعتبر أن تركيا سيكون لديها المزيد من الغاز لبيعه إلى الاتحاد الأوروبي "فهناك طاقة فائضة في الخطوط المارة عبر بلغاريا ورومانيا".
وقال "إذا واصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الضغط على المجر وسلوفاكيا لتقليل اعتمادهما على الغاز الروسي، فمن المرجح أن يتزايد الطلب من (دول) وسط أوروبا".
وذهب إلى أن هذا السيناريو يبدو أكثر ترجيحا بالنظر إلى مواقف الساسة الأوروبيين.
ولفت بليتسر إلى أن تركيا عززت إنتاجها المحلي من الغاز في حقل صقاريا بالبحر الأسود، إلى جانب استفادتها من موارد الغاز القادمة من روسيا وإيران وتركمانستان، وهو ما يتيح لها لعب دور محوري في إيصال هذه الموارد إلى الأسواق الأوروبية.
وأضاف "تركيا قد تتحول وبسرعة إلى مركز مهم لتدفق الغاز القادم من الشرق الأوسط أيضاً".
وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وقّعت تركيا اتفاقيات توريد غاز طبيعي مسال بلغ مجموعها نحو 100 مليار متر مكعب، ضمن جهودها لتعزيز أمن الإمدادات وتنويع مصادرها.
ففي يناير/كانون الثاني 2023، وقّعت "بوتاش" اتفاقية مع سلطنة عُمان لتوريد مليون طن سنويا (نحو 1.40 مليار متر مكعب) للفترة 2025-2035. وفي مايو/أيار 2024، أبرمت مذكرة تفاهم مع شركة "إكسون موبيل" (ExxonMobil) لتوريد ما يصل إلى 2.5 مليون طن سنوياً (3.45 مليارات متر مكعب). عززت تركيا محفظتها في سبتمبر/أيلول من العام نفسه عبر اتفاقيتين طويلتي الأجل، الأولى مع "شل" لتوريد 4 مليارات متر مكعب سنوياً لمدة 10 سنوات اعتباراً من 2027، والثانية مع "توتال إنرجيز" (TotalEnergies) لتوريد 1.6 مليار متر مكعب سنوياً للفترة ذاتها.وبموجب هذه العقود، سيتم شحن الجزء الأكبر من الكميات من محطات إنتاج أميركية، في وقت تُسلَّم شحنات أخرى إلى الموانئ التركية أو الأوروبية بناءً على طلب أنقرة.
إعلان
0 تعليق