تحولت المرحلة الأخيرة من سباق طواف إسبانيا للدراجات الهوائية (فويلتا) في العاصمة مدريد، اليوم الأحد، إلى ساحة احتجاجات واسعة داعمة للقضية الفلسطينية، مما أدى إلى توقف السباق مؤقتاً وسط توتر سياسي أثاره إعجاب رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث بالمتظاهرين.
توقف السباق ومواجهات في مدريد
في تطور مفاجئ، توقفت المنافسات بعد أن نجح مئات المتظاهرين في إزالة الحواجز الأمنية واقتحام مسار السباق النهائي في مناطق حيوية، من بينها شارع "غران فيا" الشهير. وردد المحتجون، الذين استهدفوا فريق "إسرائيل-بريمر تيك" بسبب عمليات الاحتلل العسكرية في غزة، هتافات تدعو إلى مقاطعة كيان الاحتلال إسرائيل، مما أجبر المتسابقين على النزول عن دراجاتهم.
وللتعامل مع الموقف، انتشر أكثر من ألف شرطي في محيط الحدث، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين وإعادة فتح المسار. وتأتي هذه الحادثة بعد احتجاجات مماثلة عطلت مراحل أخرى من السباق خلال الأيام الماضية، بما في ذلك اعتصام المتظاهرين لقطع الطريق في المرحلة قبل الأخيرة يوم أمس السبت.
وفي خضم هذه الأحداث، أثنى رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيث، على الحراك الشعبي. وخلال تجمع للحزب الاشتراكي في ملقة، قال سانتشيث: "اليوم يصادف نهاية الفويلتا. نبدي احترامنا وتقديرنا للرياضيين، وكذلك إعجابنا بالشعب الإسباني الذي ينشغل بقضايا عادلة مثل فلسطين".
وسرعان ما أثارت تصريحات سانتشيث ردود فعل غاضبة من المعارضة، حيث اتهمته إيسابيل دياز أيوسو، زعيمة الحزب الشعبي المحافظ في مدريد، بإلحاق الضرر بسمعة الرياضة الإسبانية. وكتبت عبر منصة "إكس": "عندما يهتف رئيس الدولة لمقاطعة سباق إسبانيا في عاصمته، فإنه يصبح مسؤولاً بشكل مباشر عن كل حادث يقع... يا له من ضرر يلحق برياضتنا وبلدنا!".
ويأتي هذا التوتر في سياق الموقف الإسباني الرسمي، حيث تعد حكومة سانتشيث من أشد المنتقدين الأوروبيين لعدوان الاحتلال الإسرائلي في غزة، وكانت إسبانيا قد اعترفت رسمياً بدولة فلسطين في مايو 2024.
0 تعليق