عاجل

فحص دم جديد ينذر بالسرطان قبل 10 سنوات من ظهور الأعراض - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

آلاء منصور

Published On 15/9/202515/9/2025

|

آخر تحديث: 16:05 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:05 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

كشفت دراسة أن فحصا جديدا يستخدم خزعة الدم السائلة يمكن أن يساعد في الكشف عن حالات سرطان الرأس والرقبة المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري "إتش بي في" [human papilloma virus (HPV)] بدقة أعلى بكثير من الطرق المستخدمة حاليا، حتى قبل 10 سنوات من ظهور الأعراض على المرضى.

يمكن للكشف المبكر عن السرطان باستخدام خزعة الدم السائلة أن يحقق نجاحا أكبر في العلاج، ويتطلب نظاما علاجيا أقل كثافة وأن يحسّن رعاية مرضى السرطان. وخزعة الدم السائلة هي فحص للدم يكشف عن الحمض النووي للورم.

وأجرى الدراسة باحثون من مركز ماساشوستس العام للطب في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة الأبحاث السريرية للسرطان (Clinical Cancer Research)، وكتبت عنها مجلة نيوزويك.

يسبب فيروس الورم الحليمي البشري حوالي 70% من حالات سرطانات البلعوم الفموي في الولايات المتحدة، والتي تتزايد معدلات الإصابة بها بوتيرة أسرع من جميع أنواع سرطان الرأس والرقبة الأخرى.

ولا توجد فحوصات للكشف المبكر عن هذه الحالات، بعكس سرطان عنق الرحم الذي يسببه أيضا هذا الفيروس، مما يعني أن المرضى عادة ما يراجعون الأطباء بمجرد ظهور الأعراض عليهم ويشخّصون بعد أن يكبر الورم وينتشر إلى الغدد الليمفاوية، مما يتطلب علاجات قد تترك آثارا جانبية كبيرة.

ويقول الدكتور دانيال فادن، أخصائي جراحة أورام الرأس والرقبة في مستشفى ماساشوستس في الولايات المتحدة، "هذه أول دراسة تظهر إمكانية الكشف الدقيق والمحدد عن سرطان الرأس والرقبة الإيجابي لفيروس الورم الحليمي البشري من خلال فحص الدم قبل سنوات من ظهور الأعراض على المرضى، مما يمكّن من اكتشاف وعلاج مرض السرطان في مراحله المبكرة".

وكانت جميع الحالات في الدراسة لمصابين بسرطان بلعوم فموي إيجابي لفيروس الورم الحليمي البشري، وهو النوع الأكثر شيوعا بين أنواع سرطان الرأس والرقبة المرتبط بالفيروس.

الخزعة المطورة

ويكشف الفحص -باستخدام أداة الخزعة السائلة المطورة "إتش بي في ديب سيك" (HPV-DeepSeek) عن أجزاء من الجينوم الفيروسي، وهو المادة الوراثية الكاملة للفيروس، انفصلت عن الورم ودخلت مجرى الدم، إلى جانب تسع سمات أخرى في الدم.

إعلان

وعلى العكس من أساليب الخزعة السائلة الحالية، التي تستهدف جزءا أو جزئين فقط من الجينوم الفيروسي، تُستخدم هذه الأداة الجديدة تسلسل الجينوم الكامل لفيروس الورم الحليمي البشري.

وأظهرت أبحاث سابقة أجراها الفريق نفسه أن الفحص قادر على تحقيق دقة وحساسية بنسبة 99% لتشخيص السرطان من أول زيارة للعيادة، متفوقا بذلك على أساليب الاختبار الحالية.

وفحص الباحثون في الدراسة الجديدة 56 عينة من البنك الحيوي لماساشوستس لتحديد ما إذا كان اختبار الأداة المطورة قادرا على اكتشاف سرطان الرأس والرقبة المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري قبل التشخيص بوقت طويل، وشمل ذلك 28 عينة من أشخاص أصيبوا لاحقا بسرطان الرأس والرقبة المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري بعد سنوات، و28 عينة من أشخاص سالمين كمجموعة ضابطة.

وأظهرت الدراسة أن أداة الخزعة السائلة كشفت عن الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري في 22 عينة دم من أصل 28 عينة من مرضى أصيبوا بالسرطان لاحقا، في حين جاءت نتائج جميع عينات المجموعة الضابطة الـ28 سلبية، مما يشير إلى دقة الاختبار العالية.

أنظمة ذكية

وأظهر الفحص أيضا قدرة أفضل على اكتشاف الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري في عينات الدم التي جمعت في وقت أقرب من تشخيص المرضى. وكانت أول نتيجة إيجابية لعينة دم جمعت قبل ما يقارب 8 سنوات من التشخيص.

وتمكّن الباحثون من تحسين ورفع دقة الفحص باستخدام الأنظمة الذكية، بحيث تمكّن بدقة من تحديد 27 حالة سرطان من أصل 28 حالة، بما في ذلك عينات جمعت قبل التشخيص بـ10 سنوات.

وأكد الدكتور فادن "يمكن أن يحدث الكشف المبكر نقلة نوعية. فإذا اكتُشفت أمراض السرطان بوقت مبكر وقبل سنوات، يمكن أن يتم العلاج بإجراءات طفيفة مع آثار جانبية وتكاليف أقل وفرص عيش أفضل".

ويعمل الباحثون في الوقت الحالي بعد تطوير فحص الدم الجديد على التحقق من صحة النتائج في دراسة ثانية باستخدام مئات العينات التي جمعت كجزء من تجربة فحص سرطان البروستاتا والرئة والقولون والمستقيم والمبيض في المعهد الوطني للسرطان.

وصرح فادن "لم نعرف على وجه اليقين حاليا ما إذا كنا نكتشف السرطان نفسه أم مرحلة ما قبل السرطان. وتعد الإجابة على هذا السؤال محورا رئيسيا لأبحاثنا الجارية".

0 تعليق