عاجل

"الأسد خارج التاريخ والجغرافيا".. سوريا تستعد لعام دراسي جديد - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مراسلو الجزيرة نت

عمار دروبي

Published On 15/9/202515/9/2025

|

آخر تحديث: 19:39 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:39 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

دمشق- تستعد الكوادر التعليمية والتربوية في سوريا لبدء عام دراسي جديد هو الأول منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وسط تحديات هائلة ومناهج دراسية جديدة.

ويمثل بدء هذا العام الدراسي نقطة تحول رمزية في حياة السوريين، فهو أبعد من مجرد العودة إلى الصفوف، وينظر إليه على أنه فرصة جديدة لإعادة بناء التعليم كمؤسسة حيوية في المجتمع، بعيدا عن التأطير الذي دأب عليه نظام الأسدين لأكثر من نصف قرن في مسيرة التعليم السورية.

ومع التعديلات التي أجرتها الوزارة في المناهج، يأمل الأهالي والطلاب في الحصول على نموذج تعليمي جديد بعيدا عن الأسلوب التقليدي الذي يعتمد على التلقين والحفظ، للانتقال نحو الأتمتة.

- وزارة التربية تعمل عن إنهاء التحضيرات بالمدراس لاستقبال الطلاب (وزارة التربية السورية)
وزارة التربية تعمل على إنهاء التحضيرات بالمدراس لاستقبال الطلاب (وزارة التربية السورية)

صفين بصف

ويقول مدير التعليم في وزارة التربية والتعليم محمد سائد قدور إن الوزارة أطلقت برنامج تعليم الفئة "ب" الذي يتيح للطلاب تجاوز كل صفين بصف واحد، بهدف دمجهم بسرعة في العملية التعليمية ومساعدتهم على مواكبة المسار الدراسي.

وأوضح قدور -في حديث للجزيرة نت- أنه تم البدء الفوري بطباعة الكتب المدرسية لتلبية احتياجات العام الدراسي الجديد، إلى جانب نقل الأثاث من المدارس التي لديها فائض إلى المدارس التي تعاني نقصا في التجهيزات.

وأشار قدور إلى توجيه المدارس لتسهيل إجراءات قبول الطلاب العائدين إلى البلاد في مرحلة التعليم الأساسي، ممن لا يملكون جميع وثائقهم، مؤكدا أنه لن تكون هناك حاجة لتصديق الأوراق من السفارات.

1 - سوريا - ريف دمشق- طلاب ومدرسون يرفعون علم الثورة سوريا الجديدة بعد عودة التعليم وسقوط الأسد. (مواقع التواصل)
طلاب ومدرسون يرفعون علم الثورة بعد عودة التعليم وسقوط الأسد (مواقع التواصل)

"خالية من الأسد"

وتطبيقا للقرار الذي أصدرته وزارة التربية السورية بتحديد المناهج الدراسية المعتمدة للعام الدراسي 2026/2025 الذي يقضي بحذف جميع الإشارات والرموز المرتبطة بنظام الأسد، لا سيما في مواد الدراسات الاجتماعية والتربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا.

إعلان

كما سيتم استمرار العمل بالقرار الصادر في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي يقضي بحذف مادة التربية الوطنية بشكل نهائي من المناهج المعتمدة، في خطوة تضاف إلى التعديلات الواسعة، التي ينظر إليها كمادة ترتبط بحزب البعث ونظامه السابق في سوريا.

ويقول مدرس مادة التاريخ محمد بكور إن "حذف كل ما يتعلق بالنظام البائد هو إجراء صائب"، داعيا إلى إضافة فقرات للحديث عن ثورة الشعب السوري ونضاله في سبيل الخلاص من النظام الدكتاتوري.

وأضاف بكور -في حديث للجزيرة نت- أن حقبة حكم البعث وعائلة الأسد في سوريا هي "نقطة سوداء"، ويجب أن تدرس في المناهج الجديدة بشكل موضوعي، لتظهر الحقائق للجيل القادم وحتى السابق منه، وتبرز كيف حولت هذه الأسرة البلاد إلى "مزرعة خاصة بها".

من جهته، أكد مدرس اللغة العربية عمر المحمد أن المناهج القديمة كانت تمجد الأسد الأب والابن على أنهما "أبطال في الحرب والسلم"، لا سيما من خلال القصائد والقصص التي "كان يتم إقحامها في منهج اللغة العربية، بشكل أقرب إلى التزوير والتدليس للحقائق".

تكاليف الدراسة تشكل عبئا ماليا كبيرا على العائلات السورية (رويترز)

معاناة الأهالي

ورغم التبدّل التاريخي بانتهاء حكم بشار الأسد، لكن انطلاقة العام الدراسي في سوريا تمثل محنة كبرى للأهالي جراء ارتفاع أسعار اللباس المدرسي والكتب والدفاتر واللوازم الأخرى، إذ تشكل هذه المرحلة عبئا ماليا ثقيلا على الأسر، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها ملايين السوريين في البلاد التي أنهكتها الحرب.

وعلى سبيل المثال يتجاوز سعر الزي المدرسي 180 ألف ليرة (الدولار يعادل 11 ألفا و500 ليرة)، وهو مبلغ كبير بالنسبة لمعظم الأسر ذات الدخل المحدود، التي تعجز عن شراء تلك الملابس، وقد تصل تكلفتها راتب شهر كامل لتجهيز عدد من أطفال في العائلة الواحدة.

ويقول عبد الرحمن حلاق -وهو موظف حكومي من مدينة حلب– إن تكاليف ملابس طفليه الطالبين في مرحلة التعليم الأساسي تتجاوز قيمة راتبه الشهري، وذلك من دون حساب ثمن الكتب والدفاتر المدرسية التي تزيد من مصاريف العام الدراسي.

وأشار حلاق -في حديث للجزيرة نت- إلى أنه مضطر لإعادة تدوير ملابس الأعوام السابقة بين طفليه من خلال إجراء تعديلات عند الخياط كي تناسب طفله الأصغر، وبذلك يوفر نصف المبلغ المطلوب للملابس المدرسية الجديدة.

0 تعليق