Published On 15/9/202515/9/2025
|آخر تحديث: 20:06 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:06 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
يقول المسؤول الأميركي روبرت مالي، الذي عمل في ظل الإدارات الديمقراطية منذ عهد الرئيس بيل كلينتون، والمفاوض الفلسطيني السابق حسين آغا إن حل الدولتين تلاشى ولم يعد ممكنا لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحمّلا واشنطن مسؤولية ذلك الإخفاق.
وأدلى روبرت مالي في الآونة الأخيرة بسلسلة تصريحات لوسائل إعلامية أميركية، بينها نيويورك تايمز وقناة "سي إن إن" وإذاعة "إن بي آر"، معلقا على خيار "حل الدولتين" الذي ظل، منذ اتفاقيات أوسلو عام 1993، محور مفاوضات مكثفة شاركت فيها أطراف دولية كثيرة دون نتيجة ملموسة.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوتتزامن تلك التصريحات مع صدور كتاب مشترك بين مالي ومفاوض السلام الفلسطيني السابق حسين آغا، تحت عنوان "الغد هو الأمس: الحياة والموت والسعي لتحقيق السلام في إسرائيل/فلسطين"، وهو كتاب يروي قصة أكثر من "ثلاثة عقود من الفشل" في تفعيل حل الدولتين.
انتهت إلى رماد
وتعليقا على عقود من الجهود التي قادتها أميركا لحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يقول مالي الذي عمل على سياسة الشرق الأوسط في كل إدارة ديمقراطية منذ عهد الرئيس كلينتون: "عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء، أتساءل عن مدى إيماننا الحقيقي بالهدف الذي قلنا إننا نسعى إليه"، ليخلص إلى أن تلك المساعي انتهت إلى رماد.
ويعود اللقاء الأول بين روبرت مالي وحسين آغا الذي كان مقربا من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وخلفه الرئيس محمود عباس إلى عام 1999 "في ذروة حماسة أميركا لإمكانية تحقيق السلام". ويُعد كتابهما، في نظر ميشيل غولدبرغ، وهي كاتبة في نيويورك تايمز، "رثاء مريرا لتلك الفترة"، وتورد هذا التقييم القاسي بقلم المؤلفين "لقد ولّى عصر عملية السلام، وحلّ الدولتين".
ويُشير المؤلفان إلى أن هدف إقامة الدولة الفلسطينية ربما كان دائما عقيما، ولم تتوفر له أي فرصة للنجاح في ظل رفض الولايات المتحدة ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل.
تخلص الكاتبة إلى أنه لا يلوح في الأمد القريب حل إنساني للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في وقت تعمل فيه إسرائيل على ضم الضفة الغربية وتنفذ تطهيرا عرقيا في غزة بدعم كامل من الرئيس دونالد ترامب.
وتلاحظ الكاتبة غولدبرغ أن الحقائق الحالية على الأرض في ظل تكاثر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وتدمير قطاع غزة تجعل حل الدولتين يبدو أكثر فأكثر ضربا من الخيال.
إعلان
وترى غولدبرغ أن تقييم روبرت مالي لعملية السلام لافت للنظر، وذلك على ضوء دوره طوال حياته في مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية، إذ كان جزءا من الفريق الذي نظم قمة كامب ديفيد عام 2000، خلال الولاية الثانية للرئيس كلينتون.
كما شغل روبرت مالي منصب الممثل الخاص لباراك أوباما في الشرق الأوسط، وقاد مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وكان مبعوثا خاصا للرئيس جو بايدن إلى إيران، حيث عمل مع زميله السابق في المدرسة الثانوية، أنتوني بلينكن، وزير خارجية بايدن.
وتلاحظ الكاتبة أن مالي لم يكن لديه نفس التحيز الفطري تجاه إسرائيل الذي كان لدى العديد من زملائه في الإدارة الأميركية وذلك بالنظر إلى خلفيته العائلية فوالده سيمون مالي، يهودي مصري وكان قوميا عربيا ملتزما بمناهضة الصهيونية، وقد عرّف ابنه روبرت في شبابه على ياسر عرفات خلال رحلة عائلية إلى الجزائر.
عقاب
وحسب الكاتبة، فإن روبرت مالي لم يشارك سياسات والده اليسارية بشأن الاحتلال الإسرائيلي ولم يكن متشبعا بالثقافة الصهيونية الليبرالية التي شكلت رؤية العديد من المسؤولين الأميركيين الذين عمل معهم.
ولهذه الأسباب، فإن روبرت مالي كان مكروها من طرف اليمين المؤيد لإسرائيل، والذي كان مسرورا عندما تم في عام 2023 إيقاف مالي عن عمله في إدارة بايدن بسبب تحقيق في تعامله مع وثائق سرية.
ونقلت الكاتبة عن مالي قوله إن محاميه أُبلغوا في وقت سابق من هذا العام بأن القضية قد أُغلقت، ولم يعرف أبدا ما حقيقة القضية واصفا التجربة بأنها "كافكوية"، وأعرب عن أسفه لأنه بسبب إيقافه عن العمل لم يتمكن من الاستقالة من إدارة بايدن بسبب دورها في الأعمال الوحشية الإسرائيلية في غزة.
وفي ظل تلاشي حل الدولتين، بسبب الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل ومضيّ الأخيرة في سياسات الاستيطان بالضفة الغربية وتدمير قطاع غزة، تتساءل الكاتبة عن البدائل الممكنة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتناقش الكاتبة خيار إقامة دولة واحدة للجميع، مبنية على الثنائية القومية ويتساوى فيها كافة المواطنين في الحقوق والواجبات، وهو سيناريو يبدو جذابا في نظر الكاتبة لكنه غير ممكن عمليا وغير مستساغ من الطرفين.
وتخلص الكاتبة إلى أنه لا يلوح في الأمد القريب حل إنساني للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في وقت تعمل فيه إسرائيل على ضم الضفة الغربية وتنفذ تطهيرا عرقيا في غزة بدعم كامل من الرئيس دونالد ترامب.
وفي خضم هذا الواقع الراهن المرير، فإن الشعارات السطحية من قبيل حل الدولتين تصبح خطيرة، في نظر الكاتبة، وتكمن خطورتها في أن التظاهر بأن دولة فلسطينية تلوح في الأفق يساهم في تعزيز الوهم بأن احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية مؤقت، وهو ما يوفر أيضا الذريعة للكثير من الأطراف الدولية لتبرير دعمها لإسرائيل رغم ما تقترفه في غزة.
0 تعليق