حبوب الدخن محصول قديم يواكب تحديات المستقبل ويحقق الإكتفاء الغذائي
الاربعاء 17 سبتمبر 2025 | 10:00 مساءً
بعد عقود من التراجع أمام القمح والأرز، ينهض الدخن اليوم من جديد ليأخذ مكانه في قلب الجدل العالمي حول الزراعة المستدامة والأمن الغذائي. فمع تزايد عدد السكان، وشح الموارد المائية، وارتفاع درجات الحرارة، باتت الحاجة ملحّة لمحاصيل تتحمّل الظروف القاسية وتحقق عوائد مجدية.. صحيفتكم المفضلة صحيفة السعودي اليوم يقدم لكم كافة التفاصيل في السطور القادمة .. تابعونا.
خصائص زراعية استثنائية تجعل من الدخن خيارًا مثاليًا للمزارعين
الدخن
يمتاز الدخن بقدرته العالية على مقاومة الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، إضافة إلى نموه في التربة الفقيرة والمالحة، ما يجعله ملائماً للمناطق الهامشية. كما أن دورة نموه القصيرة، التي تتراوح بين 60 إلى 90 يوماً، تمنح المزارعين فرصة لزراعته أكثر من مرة سنوياً، مما يرفع الإنتاجية ويعزز العائد الاقتصادي.
تنوّع أصنافه يمنحه مرونة أكبر في التكيف مع مختلف البيئات والمناخات
الدخن ليس نوعًا واحدًا، بل يضم عدة أنواع، أبرزها الدخن اللؤلؤي المعروف بحجمه الكبير وقيمته الغذائية العالية، والدخن الإصبعي الذي يزرع في البيئات القاحلة ويتحمّل الجفاف الشديد، إضافة إلى الدخن الصغير والدخن الدخني، وجميعها تزرع في قارات آسيا وإفريقيا وتُعد مصدرًا غذائيًا لملايين البشر.
الدخن
قيمة غذائية عالية تجعله غذاءً مثاليًا لمرضى السكري وحساسية الجلوتين
يتفوق الدخن على كثير من الحبوب الأخرى في محتواه الغذائي، فهو غني بالألياف والمعادن مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم، ويحتوي على بروتين نباتي عالي الجودة. كما أن خلوه من الجلوتين يجعله مناسبًا لمرضى حساسية القمح، وانخفاض مؤشره الجلايسيمي يجعله مثاليًا لمرضى السكري.
تعدد استخداماته يجعله خيارًا ذكيًا للصناعات الغذائية والزراعية
يُستخدم الدخن في تحضير الخبز والعصائد والمشروبات التقليدية، كما يدخل في صناعة حبوب الإفطار الصحية والوجبات الخفيفة الخالية من الجلوتين. أما في المجال الزراعي، فيُعد علفًا ممتازًا للمواشي والدواجن، لما يحتويه من عناصر غذائية ضرورية للنمو.
الدخن
محصول استراتيجي يُعزز الاكتفاء الذاتي ويقلل الاعتماد على الاستيراد
لا تقتصر فائدة الدخن على الزراعة، بل تمتد إلى دعم الاقتصاد الوطني. ففي دول مثل الهند، أصبح جزءًا من استراتيجيات الأمن الغذائي، فيما توسعت بلدان إفريقية في زراعته لتحقيق الاستقلال الغذائي. وفي السعودية، يمكن للدخن أن يسهم في تقليل الفجوة الغذائية وتعزيز الاكتفاء المحلي، خاصة في المناطق الصحراوية.
رغم تحديات التوعية والدعم البحثي.. مستقبل الدخن واعد في ظل التغيرات المناخية
لا تزال بعض العقبات تواجه انتشار الدخن، أبرزها ضعف الوعي المجتمعي حول فوائده، وقلة الدعم البحثي لتطوير سلالاته. لكن مع تنامي الاهتمام العالمي بالزراعة المستدامة والبدائل الغذائية، يبرز الدخن كفرصة حقيقية ينبغي استثمارها من قبل الحكومات والمزارعين والمستثمرين على حد سواء.
الدخن ليس مجرد "غذاء قديم" بل ركيزة محتملة لأمن غذائي مستدام
في ظل تصاعد التحديات البيئية، ومع السعي العالمي لبناء أنظمة غذائية مرنة وعادلة، يعيد الدخن تقديم نفسه كحل متكامل: زراعي، غذائي، واقتصادي. هو ليس فقط غذاءً من الماضي، بل استثمار في المستقبل.




0 تعليق