نابلس - "الأيام": شهدت بورصة فلسطين تراجعاً ملحوظاً في أدائها خلال العام 2024 بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتداعياته في الضفة لأكثر من 14 شهرا، لكنها أظهرت مؤشرات على التعافي في النصف الثاني من العام.
وبلغت قيمة تداولات العام حوالى 164 مليون دولار، بانخفاض لافت بنسبة 50% من حوالى 331 مليون دولار في العام 2023.
وانخفض عدد الأسهم المتداولة بنسبة 37% إلى حوالى 100 مليون سهم خلال العام 2024، مقارنة مع 160 مليون سهم للعام الماضي، وبفارق 8937 صفقة عما تم تحقيقه في العام 2023، محققة ما مجموعه 18248 صفقة.
وشهد مؤشر القدس انخفاضاً بمقدار 90 نقطة منخفضاً بنسبة 15.35% عن إغلاقه نهاية العام 2023، حيث أغلق عند مستوى 498.30 نقطة مقارنة مع 588.65 نهاية العام 2023.
على مستوى المؤشرات القطاعية، فقد كان الانخفاض الأكبر من نصيب قطاع البنوك والخدمات المالية الذي تراجع مؤشره بنسبة 15.77%، تلاه مؤشر الخدمات بانخفاض نسبته 14.32%، ومؤشر الاستثمار 11.48%. وانخفض مؤشرا الصناعة والتأمين بنسبة 2.69% و4.49% على التوالي.
ووصف رئيس مجلس إدارة بورصة فلسطين سمير حليلة العام 2024 بـ"أصعب الأعوام التي مرت على بورصة فلسطين وعلى الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام، وهو ما أكدته المعطيات التي قدمها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اليوم (أمس) حول نتائج العام 2024 وتنبؤات العام القادم 2025، والتي أشارت إلى انهيار المنظومة الاقتصادية بشكل كامل في قطاع غزة وتراجع حاد في القاعدة الإنتاجية للضفة الغربية مترافقة مع ارتفاع حاد في نسب البطالة".
وقال حليلة: في ظل هذه المعطيات، شكلت بورصة فلسطين واحدة من قصص الصمود القوية في مواجهة هذه التحديات وذلك بفضل صلابة الوضع المالي للشركات المدرجة فيها، وثقة المتعاملين من المستثمرين والعملاء، باعتبارها واحداً من الخيارات الاستثمارية المهمة في وقت الأزمات على مستوى الاقتصاد الفلسطيني.
وأضاف: إذا أخذنا بعين الاعتبار العمل المتواصل من قبل البورصة على تطوير البنى التحتية للتداول، بالإضافة إلى تعزيز الوضع الإقليمي والمحلي لها عبر العديد من المشاركات المهمة في الاتحادات والمنظمات الدولية التي تعنى بأسواق المال، وقد حازت بورصة فلسطين مؤخراً على عضوية مجلس إدارة اتحاد أسواق المال العربية بالإضافة إلى توقيعها اتفاقية Net Zero وNSSE والتي تعنى بالحد من الانبعاثات الكربونية والاستدامة وتطوير اقتصاد أخضر ومناسب للأجيال القادمة.
ولفت حليلة إلى ارتفاع تدريجي في أحجام وقيم التداول في النصف الثاني من العام 2024، مقارنة بالنصف الأول من العام 2024، ارتفعت بنسبة 36%، ترافق ذلك مع ارتفاع في عدد الأسهم المتداولة، وانخفاض طفيف على القيمة السوقية ناجم عن الانخفاض الطبيعي في قيمة الأسهم السوقية.
وكانت الشركات الخمس الأكثر انخفاضاً في قيمة أسهمها هي: مصانع الزيوت النباتية بنسبة 47.5%، وسجائر القدس 35.59%، والبنك الإسلامي العربي 31.88%، والبنك الوطني 23.08%، والمشرق للتأمين 21.34%.
أما الشركات الأكثر ارتفاعاً خلال العام 2024 في أسعار أسهمها فكانت: مصايف رام الله 30.61%، والفلسطينية للتوزيع والخدمات اللوجستية - واصل 6.38 %، وفلسطين لصناعة اللدائن 5.49%، والوطنية لصناعة الكرتون 5.39%، وبنك الاستثمار الفلسطيني 4.03%.
وحازت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو" على النسبة الأكبر في قيمة الأسهم المتداولة بنسبة 24% من قيمة التداول الإجمالية، تلتها الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار "أيبك" وبنك فلسطين بنسبة 17% لكل منهما، ثم الاتصالات الفلسطينية بنسبة 13%، و"أركان" العقارية بنسبة 5% على التوالي.
وقال حليلة إن قطاع الاستثمار كان القطاع الأبرز من حيث قيمة التداولات خلال العام 2024، مستأثراً بنسبة 58% منها، يليه قطاع البنوك والخدمات المالية بما نسبته 25%، ثم قطاع الخدمات بنسبة 16%، أما الصناعة والتأمين فكانت النسب 7% و4% على التوالي.
وبلغت نسبة الاستثمار المحلي في البورصة مع نهاية العام حوالى 66% مقابل 34% للأجانب، وهي نسب تقارب النسب المرصودة مع نهاية العام 2023، ما يدلل على عدم خروج الاستثمارات الأجنبية وحفاظها على مراكزها الاستثمارية.
0 تعليق