يوم أسود ثانٍ للأسواق العالمية - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عواصم - وكالات: واصلت أسواق المال العالمية، أمس، تكبّد خسائر فادحة لليوم الثاني، غداة إقرار الرئيس الأميركي التعرفات الجمركية على دول منافسة وحليفة على السواء، في خطوة أدت إلى تراجع البورصات العالمية وإثارة مخاوف من تبعات وخيمة على الاقتصاد العالمي.
وتعمقت جراح أسواق المال مع إعلان الصين، أمس، رداً قوياً بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على جميع وارداتها من الولايات المتحدة.
وفتحت بورصة "وول ستريت" الأميركية على تراجعات حادة في مؤشراتها الرئيسية بعدما فرضت الصين رسوماً جمركية جديدة على كل السلع الأميركية رداً على فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد لترامب لرسوم شاملة بنسب مرتفعة، ما صعد الحرب التجارية العالمية.
وتراجع المؤشر "ناسداك" المجمع المدرجة عليه شركات تكنولوجيا كبرى بأكثر من 20% عن أعلى مستوى على الإطلاق الذي سجله في كانون الأول.
وأمس، نزل المؤشر "ستاندرد اند بورز 500" عند الفتح بواقع 134.05 نقطة أو 2.48% إلى 5262.47 نقطة. وهبط "ناسداك" المجمع 473.16 نقطة أو 2.86% إلى 16077.44 نقطة.
وتراجع المؤشر "داو جونز" الصناعي 994.46 نقطة أو 2.45% إلى 39551.47 نقطة.
وهوت الأسهم الأوروبية أمام التصعيد التجاري بين القوتين الاقتصاديتين الرائدتين في العالم، وكان رد فعلها فورياً على الرسوم الصينية على الواردات الأميركية. وقرابة الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش، هوت بورصات: فرانكفورت بنسبة 5.08%، وباريس بنسبة 4.26%، ولندن بنسبة 3.90%، وميلانو بنسبة 7.57% ومدريد بنسبة 6.02%.
وفي آسيا، تكبّدت بورصة طوكيو خسائر إضافية عند الإغلاق، فانخفض مؤشر "نيكاي" الرئيسي 2.75%، وخسر مؤشر "توبكس" الاوسع نطاقاً، 3.37%.
وبالمثل، انخفضت بورصة سيدني 2.44%، وبورصة سيئول 0.86%، وكانت أسواق المال الصينية مغلقة بسبب عطلة رسمية.
وأشار محلّلون في شركة "توكاي طوكيو سيكيوريتيز" للأوراق المالية إلى أن "عدم اليقين أكبر من أي وقت مضى" نظرا إلى استجابة الأسواق المالية لإجراء ترامب.
وأول من أمس، ضربت موجة من الهلع "وول ستريت" تراجعت على إثرها أهم المؤشرات، إذ انخفض مؤشر "ناسداك" 5.97% في حين سجّل مؤشر "إس أند بي 500" أسوأ خسارة له من العام 2020 خلال فترة ولاية ترامب الأولى بلغت 4.84%.
وفي مؤشر إلى المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي، انخفضت أسعار النفط، أمس، مع تراجع خام برنت إلى أدنى مستوياته منذ العام 2021، إثر الحزمة الأخيرة من الرسوم الجمركية الأميركية والإعلان المفاجئ عن زيادة دول "أوبك+" إنتاجها.
ووصل الذهب، وهو أحد أصول الملاذ الآمن، إلى مستويات قياسية جديدة.
وتأتي هذه الحزمة الجديدة من الرسوم الأميركية بعد مجموعة سابقة استهدفت الصلب والألومنيوم (25%)، والسيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة (25%).
وفي وقت بدأ الشركاء التجاريون الرئيسيون للولايات المتحدة، أمس، التحرك لمواجهة الضربة التي وجهها ترامب، تجاهل الرئيس الأميركي المخاوف وأكد للصحافيين من الطائرة الرئاسية "كان الاقتصاد يعاني الكثير من المشكلات... لقد كان مريضا، وسيتعافى".
وصرحّ نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في مقابلة تلفزيونية الخميس أن وضع الأسواق "قد يكون أسوأ بطريقة ما، لأنه تحول كبير".
وتركت الرئاسة الأميركية الباب مفتوحا أمام المفاوضات لكنها حذرت من أي رغبة بالرد بالمثل، مهددة بعقوبات إضافية.
ويتضمن الهجوم الحمائي الذي يشنّه البيت الأبيض، وهو غير مسبوق منذ ثلاثينات القرن العشرين، تعرفات جمركية بنسبة 10% حدا أدنى على كل الواردات، ونسبا أعلى على البلدان التي تعتبر معادية بشكل خاص في المسائل التجارية.
ومن المقرر أن تدخل التعرفة العامة البالغة 10% حيز التنفيذ في الخامس من نيسان الساعة 04:01 بتوقيت غرينيتش، فيما تدخل الرسوم الجمركية الأعلى حيز التنفيذ في التاسع من الشهر نفسه.
والزيادة هائلة بالنسبة إلى الصين التي ستخضع منتجاتها لضريبة استيراد جديدة بنسبة 34%، تضاف إلى الرسوم الجمركية البالغة 20% التي فرضتها عليها واشنطن سابقا.
كما فرضت رسوم جمركية بنسبة 20% على سلع الاتحاد الأوروبي، و24% على اليابان، و26% على الهند، و46% على فيتنام.
وحذّرت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ كانون الثاني، قد تقلّص تجارة البضائع حول العالم بنسبة 1% هذا العام.
وقد أودت هذه الرسوم الإضافية بأول ضحاياها، أمس، مع إعلان شركة "ستيلانتيس" إغلاق مصنع "كرايسلر" التابع لها في وندسور في كندا لمدة أسبوعين.

0 تعليق