تحت رعاية وحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، انطلقت صباح اليوم الأربعاء أعمال الدورة الـ 14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، والذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة تحت شعار "اتصال من أجل جودة الحياة".
وشهدت فعاليات الافتتاح حضور الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، الذي قام بجولة تفقدية في أروقة المنتدى، مطلعاً على الأجنحة المشاركة والفعاليات المصاحبة التي تضم 22 ورشة عمل متنوعة، إلى جانب برامج وندوات وفعاليات تستعرض أبرز التجارب والنماذج في الاتصال الحكومي الفعّال لمواجهة التحديات المقبلة، وذلك في مجالات الأمن الغذائي، الصحة العامة، التعليم، الاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر، بما يخدم مختلف فئات المجتمع.

المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة
وتوقف عند عدد من الأجنحة المشاركة لجهات إعلامية وحكومية وخاصة، حيث استمع إلى شروح حول الجهود والمبادرات التي تقدمها هذه الجهات للمشاركين في المنتدى، باستخدام أساليب حديثة ومبتكرة تدعم ممارسات الاتصال الحكومي على المستويين المحلي والدولي.
ويجمع المنتدى في نسخته الحالية أكثر من 237 متحدثاً دولياً يثرون الحوارات من خلال 51 جلسة، ضمن برنامج متكامل يضم أكثر من 110 فعاليات متنوعة، بمشاركة 30 شريكاً من جهات محلية وإقليمية ودولية، وعلى امتداد 22 منصة تفاعلية. وتشمل الفعاليات كذلك 7 خطابات ملهمة و22 ورشة عمل، يشارك فيها نخبة من المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والجامعات والشركات المتخصصة في التكنولوجيا والإعلام، تأكيداً على دور الاتصال الاستراتيجي في إحداث التأثير، وتوجيه السياسات، وتحفيز العمل الجماعي نحو مستقبل أكثر استدامة.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، شهد الحضور خطابين مُلهمين، الأول قدّمه سال خان، المؤسس والرئيس التنفيذي لأكاديمية خان التعليمية، والثاني لـ ويليام كامكوامبا، المبتكر والمهندس من مالاوي.

الفعالية
وتناول سال خان في كلمته أهمية التعليم ومجتمعات المعرفة، مشدداً على ضرورة بناء مستقبل يقوم على "اقتصاد السعادة"، معتبراً أن معيار التقدم الحقيقي لا يُقاس بالمخرجات الاقتصادية وحدها، بل بمدى شعور الإنسان بالرضا والاكتفاء. وأكد أن التعليم هو أقوى أداة للتمكين والتغيير، داعياً إلى توزيع فرص التعلّم بشكل عادل في المجتمعات، ومشيراً إلى أن ديمقراطية المعرفة تمثل جسراً أساسياً بين الحكومات وشعوبها لمواجهة التحديات العالمية.
وقال خان: "تخيلتُ عالمًا يتمكن فيه أي شخص، في أي مكان، من الوصول إلى المعرفة والتعليم مجانًا، وجعلت من نفسي مسؤولًا عن تحقيق ذلك الحلم، لأن التعليم ليس غاية في ذاته، بل بداية للتغيير، فهو يمنح القدرة على التقدم والفهم واتخاذ القرارات الصائبة وتجاوز أي تحديات."

جانب من الحضور
أما المخترع الملاوي ويليام كامكوامبا فقد استعرض تجربته الشخصية الملهمة التي انطلقت من قريته الصغيرة في مالاوي، حيث واجه الفقر والمجاعة خلال سنوات الجفاف القاسية، لكنه أصر على التعلم والبحث في الكتب حتى قاده أحدها حول الطاقة إلى تصميم ابتكار هندسي بسيط من خشب الخردة ودراجة قديمة لتوليد الكهرباء، وهو ما جذب أنظار الإعلام العالمي.
وأكد كامكوامبا أن الاعتماد على النفس والثقة بالقدرات الشخصية هما السبيل لتجاوز التحديات، مشيراً إلى أن التعليم والكتاب غيّرا رؤيته للحياة وفتحا له أبواب الإبداع. كما شدد في ختام كلمته على أهمية وجود مرشدين وأدوات مساعدة لدعم المبتكرين الشباب، معلناً عن تأسيسه منظمة مخصصة لمساندة المواهب وتوفير البيئة المناسبة للابتكار والإسهام في تطوير المجتمعات.
0 تعليق