أكد الدكتور عوض بن سعيد باقوير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بسلطنة عمان، أن الاعتداءات الإسرائيلية علي عدد من الدول العربية يعد انتهاكا صارخاً للسيادة الوطنية وللقانون الدولي؛ ولعل الهجوم العسكري الإسرائيلي الغادر علي دولة قطر الشقيقة يعد مؤشرا خطيرا على نهج تسلكه حكومة نتنياهو المتطرفة؛ كما أن هذا الهجوم العسكري هو رسالة واضحة من قبل الكيان الصهيوني للدول العربية وهذا تطور خطير يمس الأمن القومي العربي، وعلي ضوء ذلك فإن المطلوب هو صحوة عربية حقيقية بعيدا عن بيانات التنديد والاستنكار؛ حيث إن الأوطان العربية تواجه تحديا وجوديا ولابد من وقفة جادة من القيادات العربية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للهجوم وهذا يعد تطورا سلبيا في العلاقات العربية الأمريكية خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجى، ومن هنا فإن علي الدول العربية اتخاذ موقف جاد موحد حاسم، خاصة مع إدارة ترامب وهناك أوراق ضغط قوية تمتلكها دول مجلس التعاون خاصة المصالح الاقتصادية والطاقة والاستثمار، وهناك خيارات كثيرة يمكن الاتجاه إليها بعيدا عن الجانب الأمريكي؛ كالاتجاه شرقاً فدول كالصين وروسيا تعد خيارات مهمة للتعاون العربى الخليجى وهناك مجموعة بريكس ومجموعة شنغهاي؛ حيث إن واشنطن فقدت مصداقيتها بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي علي دولة قطر ، وأصبح الكيان الصهيوني يعربد في المنطقة دون رادع.
يضيف باقوير قائلاً: ومن هنا فإن الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي عليها دور كبير في بلورة إستراتيجية عربية لصون الأمن القومي العربي ضد المخاطر والتهديد الصهيوني الذي يطلقه المجرم نتنياهو، ولا بد من إعلان موقف واضح وصريح لإدارة ترامب، مفاده أن مصالح واشنطن مع الدول العربية هي موضع مراجعة جادة من الدول العربية وأن الانحياز الأمريكي مع الكيان الصهيوني لا يخدم المصالح الأمريكية مع العرب، وهي مصالح كبيرة.
يضيف "باقوير"، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي علي دولة قطر أدخل المنطقة في وضع معقد يفرض موقف تجاه حلفاء إسرائيل، وعلي صعيد آخر فإن الدعم العربي للمقاومة الفلسطينية يعد من الضرورات الأساسية حيث إن المقاومة الفلسطينية تعد هي خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي، وهذا شيء مهم حيث إن غياب المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية عن المشهد ضد الكيان الإسرائيلي يعد إعلانا صريحا بتنفيذ المخطط الإسرائيلي نحو إسرائيل الكبري التي أعلن عنها المتطرف نتنياهو واستعراضه لخريطة الكيان الصهيوني التوسعية، وعلي ضوء ذلك لابد للعرب أن يدعموا المقاومة الفلسطينية بشكل كبير حتي يتم دحر الكيان الصهيوني ويتم إفشال المخطط الإسرائيلي الخبيث ضد الدول العربية ومستقبل شعوبها ومصالحها.
وبدون موقف عربي جاد فإن الكيان الصهيوني سوف يكرر اعتداءاته وانتهاك سيادة الدول العربية؛ خاصة أن الكيان الصهيوني لا يقيم للقانون الدولي أو قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة أى اعتبار؛ اعتماداً علي المساندة الأمريكية والدعم الاستخباراتي مما يجعل الإدارة الأمريكية شريكاً أساسياً في تلك الاعتداءات السافرة.
0 تعليق