مهمة "إنسايت" تكشف بنية فوضوية فى أعماق المريخ تحفظ تاريخه العنيف - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت بيانات مهمة إنسايت التابعة لوكالة ناسا أن باطن كوكب المريخ ليس طبقات منتظمة كما كان يُعتقد سابقًا، بل أقرب إلى خليط فوضوي من شظايا قديمة تعود إلى بدايات النظام الشمسي،  وأشارت الأبحاث إلى أن التركيب الداخلي للكوكب يشبه “حلوى روكي رود” أكثر من كونه “كيكة طبقية منظمة”، حيث يحتوي على كتل صخرية ضخمة يصل حجم بعضها إلى أكثر من 4 كيلومترات، ما يعكس تاريخ المريخ العنيف المليء بالاصطدامات الكونية.

وبحسب دراسة نُشرت في مجلة Science، اعتمد العلماء على الموجات الزلزالية الناتجة عن "زلازل المريخ” والاصطدامات النيزكية التي التقطتها أجهزة إنسايت، ليكتشفوا أن الوشاح الداخلي للكوكب ليس منتظمًا بل مكسورًا ومليئًا بشظايا صخرية قديمة. هذه البنية غير المستقرة نتجت عن انصهار المريخ في مراحله الأولى بفعل الاصطدامات المتكررة، ما شكل "طبقة صلبة كوكبية" بدلاً من نظام صفائح تكتونية نشط كما هو الحال على الأرض.

ويصف العلماء هذا المشهد بأنه “كبسولة زمنية” تحفظ تاريخ المريخ المبكر، حيث بقيت الشظايا القديمة حبيسة داخله لمليارات السنين، دون أن تعاد تدويرها أو تتحرك بفعل النشاط الجيولوجي. هذه البنية الفوضوية تقدم أدلة جديدة عن كيفية تشكّل الكواكب الصخرية، وتساعد على تفسير الاختلافات بينها وبين الأرض.

كما أظهرت الدراسات وجود شظايا زجاجية دقيقة داخل المريخ، تشبه قطع الزجاج المكسور، ما يشير إلى بطء شديد في الحركات الداخلية للكوكب مقارنة بكوكب الأرض ، هذا الاكتشاف قد يفتح نافذة لفهم أعمق لبواطن كواكب “الركود الجيولوجي” مثل الزهرة وعطارد، التي تشترك مع المريخ في غياب الصفائح التكتونية النشطة.

ويرى الخبراء أن هذه النتائج تمثل ثورة في فهم الجيولوجيا الكوكبية، إذ تثبت أن المريخ لا يزال يحتفظ بسجل محفوظ من بدايات النظام الشمسي، يمكن أن يكشف عن تفاصيل مذهلة حول تاريخ الكواكب الصخرية وتطورها.

 

0 تعليق