انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الثلاثاء- من مدينة رام الله في الضفة الغربية بعد اقتحام استمر ساعات وشهد مداهمات لمحال صرافة ومواجهات أصيب فيها عشرات الفلسطينيين.
وقالت مصادر للجزيرة إن القوات المهاجمة انسحبت من محافظة رام الله والبيرة عقب الاقتحام الذي يأتي في إطار تصعيد عسكري متواصل منذ نحو عامين، يصاحبه توسّع استيطاني غير مسبوق.
وتوغلت قوات الاحتلال في منطقة دوار المنارة الرئيسي وسط رام الله، حيث مقر السلطة الفلسطينية، واعتلى جنود أسطح المباني القريبة.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت أحد محال الصرافة ودفعت بتعزيزات كبيرة، وأطلقت وابلا من الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه عشرات الفلسطينيين قبل انسحابها.
كما قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن جنودا إسرائيليين صادروا محتويات تابعة لمحل صرافة من بينها خزنات تحتوي عادة على أموال ونقلوها في شاحنة.
مواجهات ورصاص
وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن عملية عسكرية واسعة في رام الله، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر قولها إن قوات وحدة دوفدِفان وحرس الحدود شاركت في الاقتحام.
وذكرت المصادر الإسرائيلية أن جزءا من العملية العسكرية في رام الله يهدف إلى إغلاق محال صرافة ومصادرة أموال "أُعدت لعمليات إرهابية"، وفق تعبيرها.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود قولهم إن القوات المهاجمة اعتقلت 3 أشخاص عقب مداهمتها محلا للصرافة وسط المدينة.
وأدى الاقتحام إلى اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز.
إعلان
وقالت مصادر فلسطينية إن 58 شخصا، بينهم نساء وأطفال ومسنّون، أصيبوا بالرصاص أو تعرضوا للاختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 7 أصيبوا بالرصاص الحي، و6 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و3 بشظايا الرصاص الحي.
وأضاف أن طواقمه تلقت بلاغا عن إصابة قرب سوق الخضار في رام الله، إلا أن قوات الاحتلال منعتها من الوصول وأطلقت رصاصا تحذيريا باتجاه المسعفين.
وفي تطور آخر، أفادت مصادر فلسطينية باعتقال قوة خاصة إسرائيلية فلسطينيا من داخل مبنى بنك القاهرة عمان وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وسط مدينة الخليل وأغلقت منطقة دوار الصحة وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع قبل أن تنسحب من المدينة.
تنديد فلسطيني
وقد نددت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام بالاقتحام الإسرائيلي واعتبرته محاولة لترهيب الشعب الفلسطيني. وأضافت أن الاقتحام وما رافقه من اعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومحاصرة وقفة سلمية تطالب باسترداد جثامين الشهداء "يمثل إرهاب دولة منظما".
وتابعت المسؤولة الفلسطينية أنه "رغم الإبادة الجارية في غزة والاقتحامات اليومية في الضفة الغربية وعدوان المستوطنين، فإن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتا لا تهزه آلة القمع ولا سياسات التهجير والقتل".
من جهتها، نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باقتحام رام الله والبيرة، وأكدت أن ذلك يعكس نهجا تدميريا واستئصاليا من قبل الاحتلال لفرض سيطرته على الضفة.
وقال القيادي في حماس محمود المرداوي -في بيان- إن استهداف المرافق المدنية، واقتحام المؤسسات التجارية والبنكية يمثل جريمة مكتملة الأركان، وامتدادا لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال منذ نحو عامين في قطاع غزة.
وعقب عملية طوفان الأقصى قبل نحو عامين، تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وشمل ذلك الهجوم على مخيمات جنين وطولكرم ونابلس وطوباس وتدمير أجزاء منها.
وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد أكثر من ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 7 آلاف واعتقال 18 ألفا آخرين.
0 تعليق