في مهمته لالتقاط صورة تلقائية ونادرة للطيور والحيوانات داخل أعشاشها بالحياة البرية، يختبئ المصور المغربي عبد الغني ميدة، في خيام وبلباس تمويه، ساعات وأياما حتى يتمكن من التقاط صورة واحدة.
وقد يبدو أن التقاط صورة عفوية ومميزة داخل الحياة البرية يكون بضغطة زر، لكن أداء هذه المهمة يستلزم كثيرا من الصبر والمهارة في استخدام العدسات المناسبة للخروج بأفضل صورة.
ويحكي مصور الحياة البرية المغربي عبد الغني ميدة، في حلقة المرصد بتاريخ (1-9-2025)، عن تفوقه في هذا المجال الذي حصد من خلاله جوائز من مواقع عالمية متخصصة بالتصوير البري.
فمع شروق الشمس، يحمل المصور المغربي عدسته في رحلة داخل منتزه "تازكة" الوطني أثناء قيامه بمهمة التقاط صورة في قلب الحياة البرية.
لكن خطوات كثيرة تسبق خطوة الذهاب لالتقاط الصورة، ففي البداية يقوم ميدة بجولة استكشافية للمكان المستهدف ليفهم طبيعة الحياة البرية، ويحدد أنواع الحيوانات والطيور التي يعتزم تصويرها، ويقوم بمراقبتها بالعين المجردة أو من خلال كاميرا ليلية تستهدف الحيوانات التي تخرج بالليل فقط.
ويسكن ميدة داخل نوع خاص من الخيام التي تتماهى في تصميمها الخارجي مع شكل حياة الغابة، فهو من جانب يحمي نفسه من الحيوانات المفترسة والزواحف السامة ومن جانب آخر يتخفى حتى لا يثير ريبة الطيور والحيوانات، وبهذا يتمكن من التقاط أفضل الصور العفوية من قلب الحياة البرية.
ويكون للخيمة تصميم مميز حيث تأتي بـ4 فتحات للنوافذ مما يساعد المصور على الحصول على رؤية محيطية 360 درجة، مما يمكّنه من إخراج عدسته لالتقاط أفضل الصور.
ويقوم مصور الحياة البرية بمراقبة الطيور والتخفي لساعات، وقد ينتظر يوما كاملا، قبل أن يحصل على صورة واحدة مميزة تستحق هذا الصبر.
ويعتبر ميدة أن فن تصوير الحياة البرية من أصعب أنواع التصوير، إذ تستلزم الصبر وكذلك لياقة بدنية عالية تمكن من تسلق المرتفعات وصعود التلال والجبال حاملا المعدات والعدسات الثقيلة للغاية.
وبعد أن ينهي المصور رحلته، يشارك ألبوم الصور الخاص بكل رحله مع متابعيه على مواقع التواصل، ويختار أهم الصور لإرسالها للمواقع المتخصصة بتصوير الحياة البرية، كما يحرص من خلال منشوراته على رفع الوعي لحماية الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض.
إعلان
وقد بدأ ميدة رحلته في عالم التصوير الفوتوغرافي عام 2012، وكأي مستكشف لهذا النوع من الفن قام بتجربة مختلف الأنواع، فأحيانا يركز على تصوير الأشخاص (البورتريه) كما ركز قليلا على التصوير المعماري الفريد في المغرب، لكنه في النهاية ومنذ عام 2016 اتجه لاختيار تصوير الحياة البرية.
Published On 1/9/20251/9/2025
|آخر تحديث: 23:36 (توقيت مكة)آخر تحديث: 23:36 (توقيت مكة)
0 تعليق